تلحظ المناطق الواقعة في شمال سوريا وشرقها اهتماماً ملحوظاً من قبل دول الغرب التي تسعى إلى دحر الإرهاب والقضاء عليه.
ووسط إجراءات أمنية مشددة، عقد وليام روباك السفير الأميركي وممثل التحالف الدولي ضد داعش في سوريا والعراق، برفقة عدد من المسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية، لقاءً الخميس 13 يونيو (حزيران) مع مسؤولي الإدارة الذاتية لشمال سوريا وشرقها، في مقرهم في بلدة عين عيسى القريبة من مدينة الرقة.
وبعد اجتماعٍ مغلق، صرح السفير روباك إلى وسائل إعلام محلية، فحوى لقائه مع مسؤولي الإدارة الذاتية، كاشفاً أن "زيارتهم جاءت لمساعدة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية ومساندتها، من الناحية الأمنية"، وأنهم "سيعززون علاقتهم معها في إطار الحملة ضد الخلايا النائمة لتنظيم داعش".
وأضاف روباك قائلاً "نقدّر ما قدمه أهالي المنطقة وشركاؤهم في قسد للقضاء على الإرهاب"، مؤكداً أنهم سيستمرون "بالعمل مع شركائنا لخدمة أهالي المنطقة".
كما أوضح السفير الأميركي الذي يزور المنطقة بشكل مستمر، أنهم "لم يناقشوا موضوع إنشاء محكمة دولية خاصة لمحاكمة عناصر داعش"، معتبراً أنه "موضوع حساس ومهم للغاية" وأثنى على تقديمات "الشركاء للإبقاء على عناصر داعش المعتقلين في سجون الإدارة من الناحية الأمنية".
السبهان في دير الزور
في خطوة هي الثانية من نوعها، زار ثامر السبهان وزير الدولة لشؤون الخليج العربي في الوزارة الخارجية السعودية، مناطق شمال سوريا وشرقها، وعقد برفقة نائب وزير الخارجية الأميركي جويل رابيون، والسفير الأميركي ويليام روباك، في بلدة البصيرة في ريف دير الزور الشرقي، اجتماعاً مع عدد من شيوخ ووجهاء وإداريين من قبائل ومجالس دير الزور. وناقش الاجتماع آلية مكافحة داعش وضمان عدم عودته، إضافة إلى دعم المجلس المدني في المحافظة، وتقديم الخدمات لمنطقة شرق الفرات ودعم القطاعين الصحي والتعليمي وخصوصاً اقتصادها عبر مشاريع تنموية عدة.
وقال غسان يوسف الرئيس المشترك لمجلس دير الزور المدني، في تصريح خاص إلى "اندبندنت عربية" إن "دول التحالف ضد داعش تصرّ على تقديم الدعم للمناطق التي تحرّرت من التنظيم من أجل الاستقرار"، وأضاف قائلاً "دول الخليج وعلى رأسها السعودية قدّمت في الفترة الأخيرة، دعماً للمنطقة، تُوّج بزيارة الوزير ثامر السبهان"، وأكمل "الاجتماع ناقش مواضيع تتعلق بضمان عدم عودة داعش والوضع الأمني والاستقرار والخدمات وتقديم الدعم السياسي للمنطقة".
كما أشار الرئيس المشترك لمجلس دير الزور أن "الوزير السعودي أكد دعم بلاده لتأمين الاستقرار في المنطقة ودعوتها إلى التعايش السلمي بين مكونات الشعب السوري، ومن ضمنها مناطق شمال سوريا وشرقها".
وطالب ممثلو منطقة دير الزور من جانبهم الإسراع بتقديم الدعم لاسيما أن "قسد" أعلنت النصر عسكرياً على داعش في 23 مارس (آذار) 2019، لكن بقاء خلاياه في المنطقة يؤثر في الوضع الأمني والمعيشي والخدماتي والاقتصادي للسكان.
اهتمام بالعشائر العربية
ولفت يوسف إلى "اهتمام الجانبين السعودي والأميركي بالتمثيل السياسي المباشر لإدارة المنطقة من قبل أبنائها". كما ناقش جون رابيون نائب وزير الخارجية الأميركي والسفير روباك مع المجتمعين، تصميم بلديهما على ثلاث نقاط رئيسة: محاربة تنظيم داعش حتى القضاء عليه نهائياً وعدم عودته مرة جديدة، ودعم أمن هذه المناطق واستقرارها، وسبل دعم مجلس سوريا الديمقراطية "قسد" ليكون له دور في مفاوضات الحل السياسي، إضافة إلى بقاء القوات الأميركية حتى الوصول إلى حل يرضي كل السوريين. وختم يوسف قائلاً "السعوديون سيكونون موجودين بقوة في هذه المناطق من أجل استقرارها وازدهارها".