أعلن الجيش الكوري الجنوبي أن كوريا الشمالية أطلقت باتجاه بحر الشرق ثلاثة صواريخ باليستية أحدها عابر للقارات، في سلسلة تجارب أجرتها، صباح الأربعاء 25 مايو (أيار)، غداة زيارة قام بها الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة.
وقالت رئاسة أركان الجيش الكوري الجنوبي في بيان، إن "الصاروخ الباليستي الأول (صاروخ باليستي عابر للقارات مفترض) بلغ مداه حوالى 360 كيلومتراً، ووصل إلى ارتفاع حوالى 540 كيلومتراً"، وأضافت أن الصاروخ الباليستي الثاني "وصل إلى ارتفاع 20 كيلومتراً واختفى أثره"، والثالث هو صاروخ باليستي قصير المدى اجتاز حوالى 760 كيلومتراً على ارتفاع نحو 60 كيلومتراً.
"مسار غير اعتيادي"
وفي طوكيو أعلنت وزارة الدفاع اليابانية أن أحد هذه الصواريخ سلك "مساراً غير اعتيادي"؟
وتعمل بيونغ يانغ على تطوير تكنولوجيات تسمح للصواريخ بالمناورة من خلال تغيير مسارها بعد إطلاقها، بما في ذلك خصوصاً "تكنولوجيا التحليق الانزلاقي الفرط صوتي"، ما يزيد من صعوبة اعتراض هذه الصواريخ من جانب منظومات الدفاع الجوي.
"تدريب على إطلاق صواريخ أرض-أرض"
وعلى إثر هذه التجارب الصاروخية الثلاث، عقد مجلس الأمن القومي الكوري الجنوبي اجتماعاً أعلن في أعقابه أن "إطلاق كوريا الشمالية بصورة متتالية صاروخاً باليستياً عابراً للقارات مفترضاً وصاروخين باليستيين قصيرى المدى عمل غير قانوني يمثل انتهاكاً مباشراً لقرارات مجلس الأمن الدولي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووفقاً للجيش الكوري الجنوبي، فقد أجرت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة "تدريباً على إطلاق صواريخ أرض-أرض" ووضعتا في حال تأهب طائرات مقاتلة، رداً على "الاستفزازات المفترضة من جانب كوريا الشمالية المتعلقة بصواريخ باليستية عابرة للقارات وصواريخ".
ومنذ مطلع العام كثفت بيونغ يانغ اختباراتها الصاروخية، في تحد للعقوبات الدولية المفروضة عليها.
تدريبات عسكرية
وتأتي هذه التجربة الصاروخية الثلاثية في الوقت الذي اختتم فيه الرئيس الأميركي جو بايدن رحلة إلى المنطقة شملت كلاً من كوريا الجنوبية واليابان، وخلال زيارته إلى كوريا الجنوبية، أجرى بايدن محادثات مع نظيره الجديد يون سوك-يول شدد خلالها كلاهما على ضرورة تكثيف التدريبات العسكرية لمواجهة تهديدات الشمال.
وفي اليوم الأخير من زيارته إلى كوريا الشمالية، قال بايدن للصحافيين، إن لديه رسالة واحدة فقط للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون "مرحباً. نقطة على السطر"، لكن الرئيس الأميركي شدد على أن بلاده "مستعدة لمواجهة أي شيء تفعله كوريا الشمالية".
قنبلة ذرية
وطغى التهديد الكوري الشمالي على أول رحلة لبايدن إلى آسيا منذ تسلمه السلطة في مطلع 2021، لا سيما وأن مسؤولاً أميركياً رفيع المستوى حذر من أن بيونغ يانغ قد تغتنم هذه الزيارة لاختبار صاروخ أو قنبلة ذرية حتى، وأتى التحذير الأميركي بعدما أعلنت أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية أن الشمال أنجز الاستعدادات لإجراء تجربة نووية جديدة.
وأجرت بيونغ يانغ حتى اليوم ست تجارب نووية، كانت آخرها قبل خمس سنوات، وفي مارس (آذار)، أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً عابراً للقارات، وأخيراً، أظهرت صور التقطت بواسطة الأقمار الاصطناعية أن كوريا الشمالية استأنفت، بعد طول توقف، بناء مفاعل نووي.