عاد الحديث مجدداً عن منظومات الحرب الإلكترونية، التي اقتنتها الجزائر في سياق تحديث جيشها، وتأتي المنظومة الصينية "سي أش أل- 906" المتطورة على رأس قائمة الأقوى عالمياً، لما لها من مميزات، على الرغم من المعلومات الشحيحة المسربة حولها، الأمر الذي أثار تساؤلات حول مسببات لجوء الجزائر إلى مثل هذه المنظومات.
تناولت جهات إعلامية عسكرية وأمنية دولية معروفة، بشكل لافت، خصوصية المنظومة الصينية المتقدمة والمعقدة "سي أش أل- 906"، بلغت حد توقع حدوث ثورة في قدرات الجيش الجزائري بمجال الحرب الإلكترونية، خصوصاً أن لا علاقة لها بنظام التشويش المضاد للطائرات "سي أش أل- 903".
وتستخدم المنظومة في تحديد الموقع وتصنيف انبعاثات العدو الإلكترونية على مسافة 600 كيلومتر، وحماية الرادارات والأنظمة المضادة للطائرات من الصواريخ المضادة للإشعاع، ومنع الاتصالات لمسافة 300 كيلومتر. وكذلك منع العدو، جواً وبحراً وبراً، من استخدام أنظمة تحديد المواقع عبر الأقمار الاصطناعية لمسافة 300 كيلومتر.
كما تكشف المنظومة الطائرات والسفن الشبحية، وتعطل بعض المعدات اللاسلكية، وتكشف الطائرات من دون طيار التي يتم توجيهها عن بعد، وإزالة ارتباط البيانات الخاصة بها بالأرض، وغيرها من المميزات التي تنفرد بها.
خصائص متطورة
مدير موقع "مينا ديفانس" المتخصص في الشؤون الأمنية والعسكرية أكرم الدين خريف قال إن هذا النظام، الذي دخل الخدمة، يمتاز بعدد من الخصائص المتطورة، من بينها القدرة على الدفاع والهجوم، وهو أكثر حداثة من منظومة "أل دي كا- 190"، مشيراً إلى أن المعلومات حول هذا المنتج الجديد قليلة جداً، غير أنه منظومة متكاملة للحرب الإلكترونية، ولفت إلى أنه ليس الوحيد الذي يستخدمه الجيش الجزائري، بل يجمع بين ترسانة من المعدات الصينية والروسية.
وتعتبر الباحثة في الشؤون الأمنية والاستراتيجية شروق مستور في تصريح لـ"اندبندنت عربية" أن الجزائر تهتم بشكل خاص بتأمين أنظمتها الرقمية من أخطار الحروب الإلكترونية، وحروب الجوسسة التي أصبحت تصنف كحروب العصر، على اعتبار أنها تستهدف المؤسسات والشخصيات سواء السياسيين والعسكريين وحتى الشخصيات العامة، خصوصاً مع تزايد عدد أنظمة التجسس المجندة من طرف الدول المعادية، مثل "بيغاسوس" الذي أثار الجدل بشكل كبير وغيره من البرامج.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وشددت مستور على أن التجارب السابقة والتغيرات الحاصلة في العالم دفعت المؤسسة العسكرية الجزائرية إلى الاهتمام بشكل خاص بالأمن السيبراني، إذ إنها تحرص على عقد مؤتمرات وندوات علمية لتحليل الظاهرة من الجانب النظري، وكذلك تطوير القدرات الميدانية. وقالت إنه في غياب تصريحات رسمية، لا يمكن الجزم بحقيقة حصول الجزائر على المنظومة.
حروب الجيل الجديد
حرب متعددة الجبهات تخوضها الجزائر، لم تعُد مقتصرة على فلول الإرهاب فقط، بل تطور الوضع إلى مواجهة ما بات يعرف بـ"حروب الجيل الجديد"، وهو ما كشفت عنه وزارة الدفاع الجزائرية في مايو (أيار) الماضي، بالقول إنها تمكنت من إحباط جميع الهجمات السيبرانية التي استهدفت مواقع حكومية وأخرى تابعة لمؤسسات اقتصادية وحيوية استراتيجية، تضاعفت بشكل كبير منذ 2021.
وحذرت الوزارة من خطورة مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي بعد أن أصبحت ملاذاً آمناً لشبكات إجرامية منظمة معروفة بحقدها وكراهيتها للدولة الجزائرية لتشن حملات تحريضية بهدف ضرب الاستقرار وزرع الفتنة بين أفراد الشعب الواحد.
وأضافت وزارة الدفاع الجزائرية أنه تم إحباط مليون و242 ألفاً و801 محاولة هجوم إلكتروني وقرصنة في 2021، ومن مختلف مناطق العالم، استهدفت مواقع إلكترونية جزائرية، وكشفت عن التزود بأحدث الوسائل والأجهزة التعليمية المعتمدة في مجال التكوين، من بينها محاكيات متخصصة بمعايير دولية لاستعمال واستخدام وسائل وأدوات الحرب الإلكترونية، وأنه من المرتقب إبرام دائرة الحرب الإلكترونية في الجيش الجزائري، عقود تطوير بالشراكة مع كبرى الشركات العالمية في مجال تكنولوجيا الإعلام والاتصال.