حتى لو جاء قرار هيئة المحلفين لغير صالح الفنان جوني ديب، فإن المكاسب التي حققها طوال ستة أسابيع، هي مدة مرافعات قضية التشهير المتبادلة بينه وطليقته الممثلة آمبر هيرد في فيرجينيا الأميركية، كافية لأن تجعله يستعيد عرشه كنجم هوليوودي استثنائي، وسمعته التي تضررت كثيراً بعد توصيفه بـ"ضارب النساء"، فهناك شك كبير الآن من قبل الجمهور في اتهامات زوجته السابقة له.
على الأرجح، ستعيد شركات الإنتاج مراجعة قراراتها الخاصة بإلغاء التعاون مع ديب، التي كانت اتخذتها بعد أن أدانته محكمة إنجليزية باستعمال العنف ضد زوجته السابقة، وفي حال حصل على حكم لصالحه في القضية الجديدة، فإن هيرد ستجد نفسها مهددة بالمنع من دخول بريطانيا لأنها ضللت المحكمة.
تناقض آمبر هيرد
السر وراء هذا التعاطف الواسع مع جوني ديب، ربما جاء بسبب تناقض شهادات آمبر هيرد وضعف موقفها، الذي لاحظه المتابعون في الجلسات التي تبث عبر الهواء، لكن من كان وراء هذا التطور الإيجابي في صورة النجم الهوليوودي أمام الجمهور؟ إنه فريق دفاعي قوي، العناصر المؤثرة فيه من النساء اللاتي ما زلن في مقتبل حياتهن المهنية.
المتابع للتطورات الفاصلة في القضية سيكتشف أن فريق دفاع جوني نجح في أن يحرج آمبر هيرد أكثر من مرة بأدلة وتحليلات وأسئلة هجومية في الصميم، حتى ظهرت أمام ملايين ممن يشاهدونها في البث المباشر، وكأنها هي المذنبة.
وعلى الرغم من بعض النجاحات، التي حققها فريق دفاع آمبر المكون من ثلاثة عناصر رئيسة، إيلين تشارلسون بريدهوفت وآدم نادلهافت وبنجامين روتنبورن، كان فريق الدفاع عن ديب المكون من ثمانية أشخاص، خمسة منهم نساء، الأكثر إثارة للاهتمام، ما بدا واضحاً للغاية في مرافعة كاميل فاسكيز، التي لطالما نالت إعجاب الجمهور بقوة شخصيتها ومثابرتها وسرعة بديهتها.
فاسكيز المحامية الشابة، التي لم تكُن معروفة بما يكفي قبل هذه المحاكمة، ألقت بيانها الأخير لتفنّد جميع ادعاءات آمبر هيرد، والأخيرة بدورها جلست بملابس ذات ألوان محايدة تحمل طابعاً ذكورياً وعقدت شعرها بطريقة الإكليل وهي تصفيفة شعر بحسب المتخصصين تريد من خلالها أن تبدو بمظهر ملائكي بريء، فيما أظهرتها فاسكيز بعكس ذلك تماماً.
وأكدت فاسكيز في كلمتها أن جوني ديب هو الذي يمكن أن يطلق عليه وصف ضحية عنف منزلي، وأن آمبر هي المعتدية، وذلك على خلفية تسجيل جديد تم عرضه تتحدث فيه آمبر هيرد لجوني ديب وتؤكد له أنها صفعته وضربته، كما تم عرض لقطات لها هي بكامل صحتها وأناقتها من دون أي آثار للكدمات أو الصفعات في التوقيتات ذاتها التي ادعت أنها تعرضت خلالها للعنف على يد ديب.
نجمة الاستجوابات
المحاكمة التي أصبحت ساحة استعراضات لتسجيلات وفيديوهات صورها الثنائي لبعضهما البعض بشكل سري، كان لافتاً أن تحولاتها الكبرى حدثت في الاستجوابات، خصوصاً أن معلومات وتسجيلات شبيهة كانت شهدتها محاكمة جوني ديب في لندن، حينما رفع دعوى ضد صحيفة "ذا صن"، لكنه خسرها وأدين بالعنف المنزلي، وكانت هيرد وقتها حاضرة وشاهدة لصالح الصحيفة، التي نشرت مقالاً يهاجم ديب كضارب للنساء.
نجمة الاستجوابات في قاعة المحكمة كانت كاميل فاسكيز، المحامية التي ضغطت على هيرد حتى جعلتها تقرّ للمرة الأولى بأنها لم تفِ بوعدها الخاص بالتبرع بقيمة تسوية الطلاق للمؤسسات المجتمعية. وتحضر فاسكيز بمظهر بسيط وجاد، ونجحت في أن تنال ثقة جوني ديب، وهو ما كان واضحاً في تعاملهما أثناء الجلسة، وبدا أن هناك تفاهماً كبيراً بينهما.
درست كاميل فاسكيز ذات الأصول اللاتينية الحقوق في كاليفورنيا، وتخرجت عام 2010، بينما ولدت في سان فرانسيسكو، وتعتبر قضية جوني ديب أكبر قضية تترافع فيها، كما أنها لا تمتلك مكتباً خاصاً بها للمحاماة حتى الآن.
قضية التشهير، التي يطالب من خلالها جوني ديب بتعويض قدره 50 مليون دولار من آمبر هيرد، التي تطالب بدورها بـ100 مليون دولار، وكل منهما يدّعي أنه تعرض للتشهير والضرر المادي والأدبي من جراء اتهام الآخر له بالكذب والخداع والتعنيف، شهدت حضوراً ملموساً للنساء.
من النساء نجمات المحاكمة إيلين بريدهوفت، من فريق آمبر هيرد، التي كان لها بعض التدخلات اللامعة، وهو ما يتماشى مع تاريخها باعتبارها واحدة من أبرز وأشهر المحامين في واشنطن وفيرجينيا، ولكنها أيضاً تعرضت للانتقادات، بخاصة حينما اتهمت أحد الشهود من فريق موقع "تي أم زي" بأنه يبحث عن الشهرة من خلال ظهوره على منصة الشهود ضد موكلتها، لكنه رد عليها سريعاً بأنها أيضاً تبحث عن الأمر ذاته حينما قبلت تمثيل الممثلة الهوليوودية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
محاميات واعدات
وبالعودة إلى فريق جوني ديب الدفاعي، فبخلاف كاميل فاسكيز، التي تعتبر ضلعاً أساسياً في الأرضية الواسعة التي كسبها ديب لصالحه، هناك أيضاً بنجامين تشيو، الذي يتصدر المشهد في كثير من المرات، وصمويل مونيز وأندرو كروفورد، في حين تظهر في الصورة من حين لآخر محاميات أخريات يؤدين مهمات مؤثرة ويتأكدن أن كل الأمور تسير كما خطط لها في قاعة المحكمة وفي الكواليس كذلك.
وبين هؤلاء ستيفاني كالنان، التي تخرجت في جامعة بوسطن، وتعمل لصالح شركة "براون رودنيك" منذ عام 2016، إذ أسهمت في الاستجوابات التي خاضها الفريق في المحكمة وأثبتت جدارتها ودهاءها.
ومن ضمن المحاميات الشابات اللاتي لفتن الانتباه في فريق جوني ديب، يارلين مينا، ذات الأصول الإسبانية، التي درست علم النفس والقانون، وحققت تفوقاً دراسياً وأيضاً في حياتها العملية وتميزت في القانون التجاري.
كما تعتبر ريبيكا ماكدويل من أبرز المشاركات في فريق جوني ديب، وقد درست العلوم السياسية والحقوق كذلك وحققت خلال مسيرتها إنجازات عدة وأصبحت عضواً في مؤسسات قانونية ومجتمعية بارزة، أما جيسيكا مايرز التي تشارك في القضية كذلك، فهي أيضاً عنصر مهم في شركة "براون رودنيك" وبدأت مسيرتها المهنية حتى قبل أن تتخرج في كلية الحقوق بجامعة فيرجينيا وبرزت قوتها في قضايا التشهير.
إيلون ماسك يعلق
ينتظر الجمهور، يوم الثلاثاء المقبل، لمعرفة قرار هيئة المحلفين بشأن القضية التي تلقى اهتماماً غير مسبوق، فيما يبدو جوني ديب وفريقه سعداء للغاية بأصداء ما جرى في الجلسة الختامية، كما أن شركة كريستيان ديور تواصل تحقيق الأرباح بعد الإقبال المتزايد على عطر "سوفاج"، الذي يمثل ديب الوجه الإعلاني له، بعد أن رفضت العلامة التجارية الشهيرة التخلي عنه.
كما أصبح هناك حديث عن دعوات لعودة ديب إلى سلسلة "قراصنة الكاريبي"، التي عرف فيها بشخصية جاك سبارو، ومن جهته لم يجد رجل الأعمال البارز إيلون ماسك موقفاً أكثر ملاءمة من هذا ليغرّد فيه داعماً الطرفين، فأعرب عن أمله في أن يمضيا قدماً في حياتيهما، وأثنى على شخصية كل منهما، ومن المعروف أن ماسك طُرح اسمه كشاهد محتمل في القضية، كما أنه كان واعد هيرد لبعض الوقت بعد انفصالها عن ديب.