ذكرت وكالة "تاس" للأنباء أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حذّر الغرب من أن روسيا ستضرب أهدافاً جديدة إذا بدأت الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا بصواريخ مداها أطول. ونقلت الوكالة عن بوتين قوله في مقابلة مع محطة "روسيا-1" التلفزيونية الرسمية، إنه في حال تقديم مثل هذه الصواريخ "سنقصف تلك الأهداف التي لم نبدأ في ضربها بعد".
ولم يذكر بوتين الأهداف التي تعتزم روسيا استهدافها إذا بدأت الدول الغربية في إمداد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى.
"قتال شوارع"
ويدور "قتال شوارع" في سيفيرودونتسك، المدينة الاستراتيجية في شرق أوكرانيا حيث تلقي موسكو بكل ثقلها العسكري للسيطرة على كامل منطقة دونباس، في وقت دوت انفجارات في كييف صباح الأحد، الخامس من يونيو (حزيران)، وأفاد رئيس بلدية العاصمة فيتالي كليتشكو بأن انفجارات عدة وقعت في منطقتي دارنيتسكي ودنيبروفسكي، ودوت صفارات الإنذار للتحذير من غارات جوية في عدد من المدن الأوكرانية الأخرى.
بريطانيا: أوكرانيا تشن هجوماً مضاداً
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن القوات الأوكرانية شنت هجوماً مضاداً في مدينة سيفيرودونتسك، وأضافت الوزارة في تغريدة على "تويتر" أن هذه الخطوة ستضعف على الأرجح الزخم الذي اكتسبته القوات الروسية في السابق من خلال تركيز الوحدات القتالية والقوة النارية.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية، "استخدام قوات مشاة عميلة في عمليات تطهير المناطق الحضرية هو تكتيك روسي لوحظ سابقاً في سوريا، حيث استخدمت روسيا الفيلق الخامس للجيش السوري لمهاجمة المناطق الحضرية"، مضيفة أن هذا النهج يشير على الأرجح إلى الرغبة في الحد من الخسائر التي تكبدتها القوات الروسية النظامية.
وأعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي في رسالته اليومية عبر الفيديو، ليل السبت الأحد، أن "الوضع في سيفيرودونيتسك حيث يدور قتال شوارع لا يزال في غاية الصعوبة" مشيراً إلى "غارات جوية وقصف متواصل بالمدفعية والصواريخ".
الأسلحة الأوكرانية
وما زالت الحرب الروسية في أوكرانيا مُستعرة، ولم تضع أوزارها بعد. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن قوات الدفاع الجوي الروسية أسقطت العشرات من الأسلحة الأوكرانية، وإنها "تهشمها مثل ثمار البندق".
تصريح بوتين جاء في مقتطف موجز أذيع من مقابلة، ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن الرئيس الروسي قوله رداً على سؤال عن الأسلحة الأميركية المقدمة إلى أوكرانيا، إن روسيا تواجه هذا الوضع بسهولة، وإنها بالفعل دمرت عشرات من قطع الأسلحة الأميركية.
لكن المقطع المقتطف من المقابلة، التي ستذاع كاملة الأحد، أوضح أن بوتين كان يرد في حقيقة الأمر على سؤال مختلف لم يظهر مع المقطع. وعلى الرغم من أن نوع الأسلحة الفعلي المشار إليه غير واضح، فإن روسيا تقول إنها دمرت الطائرات والصواريخ التي استخدمتها أوكرانيا في العمليات.
محاولات لاستعادة "السيطرة التامة"
من جانبها، قالت أوكرانيا إنها استعادت السيطرة على جزء من مدينة سيفيرودونتسك الصناعية، في هجوم مضاد نادر على القوات الروسية، التي كانت تتقدم بشكل منتظم في شرق البلاد.
ولم يتسنَّ التحقق من المزاعم الأوكرانية بشكل مستقل. وقالت موسكو إن قواتها تحرز مكاسب هناك. وهذه هي المرة الأولى التي تزعم فيها كييف أنها شنّت هجوماً مضاداً كبيراً في سيفيرودونتسك بعد أيام من الخسارة هناك.
وأعلن ألكسندر ستريوك، رئيس بلدية سيفيرودونتسك، المدينة الرئيسة في شرق أوكرانيا، السبت، أن القوات الأوكرانية تحاول "استعادة السيطرة التامة" على المدينة.
وقال ستريوك، في مقابلة متلفزة بثت على حساب "تلغرام" الرسمي الإقليمي، إن القوات الروسية "حققت بعض النجاحات"، و"تمكنت من دخول المدينة والاستيلاء على قسم كبير منها، وقسمتها إلى اثنين، لكن عسكريينا تمكنوا من إعادة الانتشار وبناء خط دفاعي. حالياً نقوم بكل ما هو ممكن لاستعادة سيطرة أوكرانيا التامة" على المدينة.
وتركز روسيا عملياتها على سيفيرودونتسك منذ أسابيع، في واحدة من أكبر المعارك البرية خلال هذه الحرب. ويبدو أن موسكو تراهن في حملتها على الاستيلاء على واحدة من المنطقتين الشرقيتين اللتين تسعى إلى السيطرة عليهما لحساب الانفصاليين الموالين لها.
وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بالمسؤولية عن وقوع خسائر فادحة في المعركة على هذه المدينة الصناعية الصغيرة، وهي معركة يقول خبراء عسكريون إنها قد تحدد الطرف المستعد لخوض حرب استنزاف على مدى الأشهر المقبلة.
معركة حامية
وقال سيرجي جايداي، حاكم منطقة لوجانسك، التي تقع بها سيفيرودونتسك، الليلة الماضية، إن القوات الأوكرانية، التي كانت تسيطر في السابق على 30 في المئة فقط من المدينة شنّت هجوماً مضاداً واستعادت 20 في المئة أخرى منها.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن قواتها تجبر الأوكرانيين على الانسحاب عبر نهر سيفرسكي دونيتس إلى ليسيتشانسك على الضفة المقابلة.
وأضاف جايداي، أن الروس يفجرون الجسور عبر النهر لمنع أوكرانيا من جلب التعزيزات العسكرية وتقديم المساعدة للمدنيين في سيفيرودونتسك. وأوضح في بث تلفزيوني مباشر، "حتى الآن، دفعهم جنودنا للتراجع. إنهم (الروس) يعانون خسائر فادحة. الجيش الروسي، كما نفهم، يوجه كل جهوده في هذا الاتجاه".
وصادف أمس الجمعة مرور مئة يوم على اندلاع الحرب في أوكرانيا. وقتل عشرات الآلاف وفرّ الملايين من ديارهم منذ بدء الاجتياح العسكري في 24 فبراير (شباط).
"قتال شوارع"
كييف أكدت أن روسيا "تلقي بكل ثقلها" في مدينة سيفيرودونتسك، التي تشهد "قتال شوارع"، بينما أعلنت موسكو بدء انسحاب وحدات أوكرانية من المدينة المهمة في شرق أوكرانيا.
تركز روسيا هجومها في منطقة دونباس على أمل السيطرة الكاملة عليها. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، إن "حرب استنزاف" طويلة الأمد تدور هناك.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، إن "وحدات من الجيش الأوكراني تعرضت لخسائر جسيمة خلال المعارك في سيفيرودونتسك (ما يصل إلى 90 في المئة من وحدات عدّة) تنسحب نحو ليسيتشانسك"، المدينة الكبيرة المجاورة. ولم تحدد الوزارة عدد الجنود الذين ينسحبون نحو ليسيتشانسك.
وذكر المكتب الإعلامي للرئاسة الأوكرانية، صباح السبت، أن "العمليات جارية بالمنطقة الصناعية في سيفيرودونتسك. القتال في الشوارع مستمر".
والهدف المعلن للقوات الروسية هو الاستيلاء على حوض دونباس المنجمي، الذي سيطرت على أجزاء منه القوات الانفصالية الموالية لروسيا عام 2014.
ويُعد الاستيلاء على مدينة سيفيرودونتسك ومدينة ليسيتشانسك المجاورة التي تقع على بُعد نحو 80 كيلو متراً من العاصمة الإدارية الإقليمية الأوكرانية كراماتورسك خطوة رئيسة لتحقيق تلك السيطرة. وكان عدد سكان سيفيرودونتسك قبل الحرب يناهز 100 ألف نسمة.
وأكدت الرئاسة، أن "ستة أبراج سكنية على الأقل تضررت في سيفيرودونتسك وليسيتشانسك"، و"سقط أربعة قتلى وجرح واحد" في الهجمات الروسية في منطقة لوغانسك.
تجديد طلب الأسلحة
وعلى غرار الرئيس الأوكراني، دعا حاكم منطقة لوغانسك إلى تزويد الجنود أسلحة ثقيلة لتجنب ما حدث في مدينة ماريوبول الاستراتيجية الواقع على بحر آزوف (جنوب شرق)، التي تعرضت للدمار جراء القصف قبل أن يتم احتلالها في 20 مايو، على الرغم من المقاومة الطويلة في المنطقة الصناعية بالمدينة.
وأعلنت روسيا، الجمعة، أنها حققت بعض أهداف "العملية العسكرية الخاصة"، التي أطلقتها في 24 فبراير، بهدف "اجتثاث النازية" من أوكرانيا وحماية سكانها الناطقين بالروسية.
ورد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقطع فيديو ظهر فيه أمام مبنى الإدارة الرئاسية في كييف مع عدد من مساعديه قائلاً، "النصر سيكون لنا".
فضلاً عن منطقة سيفيرودونتسك، استمر القتال، السبت، على جبهات أخرى. في منطقة خيرسون، جنوب البلاد "غادر السكان قرية ترودوليوبيفكا" والقوات الروسية "تواصل قصف الأراضي المستولى عليها ومواقع الجيش الأوكراني"، بحسب ما أكدت الرئاسة الأوكرانية، محذرة من حدوث أزمة إنسانية في المناطق الواقعة تحت السيطرة الروسية.
وفي الجنوب أيضاً، أعلنت كييف أن صاروخ كروز روسياً أصاب شركة زراعية في مدينة أوديسا الساحلية الكبيرة، مؤكدة أن "مستودعات تضررت". وبحسب المعلومات الأولية، خلف الهجوم "ضحيتين"، لكن الرئاسة لم تحدد ما إذا قُتلا أو أُصيبا.
حريق دير أرثوذكسي
ونشر زيلينسكي، السبت، لقطات مصورة لأحد الأديرة المسيحية الأرثوذكسية الشهيرة، وهو بناء خشبي، مشتعلاً في شرق أوكرانيا. وتقول كييف إن راهبين وراهبة قُتلا في الموقع في الأول من يونيو عندما أصابته قذائف روسية.
وقال زيلينسكي، "كل كنيسة أحرقتها روسيا في أوكرانيا، وكل مدرسة نسفتها، وكل نصب تذكاري تعرض للتدمير، يثبت أن روسيا ليس لها مكان في اليونسكو"، في إشارة إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، داعياً إلى طرد موسكو منها.
وتابع، "دمرت الصومعة للمرة الأولى في العهد السوفياتي. أعيد بناؤها في ما بعد. والآن أحرقها الجيش الروسي"، داعياً إلى استبعاد روسيا من منظمة اليونسكو، معتبراً إياها دولة "همجية". ويختبئ في الدير 300 مدني منهم 60 طفلاً، بحسب زيلينسكي.
وكان الفرع الروسي للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية الذي يدير الدير قد أشار سابقاً إلى أن الحريق في الصومعة اندلع "بعد الأعمال العدائية".
وأفادت هذه الكنيسة، التي انفصلت للتو عن روسيا، بأنه "لا معلومات فورية حول الضحايا". وأكدت وزارة الدفاع الروسية من جهتها أن وحداتها المنتشرة في شمال سفياتوغيرسك لا تنفذ عمليات "حربية" في هذه المنطقة، متهمة القوات الأوكرانية "بإحراق" الموقع.
ويُعد دير رقاد والدة الإله في سفياتوغيرسك أحد الأماكن الثلاثة الأكثر قدسية بالنسبة إلى الأرثوذكس في أوكرانيا. وقبل الحرب، كان الدير يستقطب آلاف الحجاج سنوياً. ويختبئ في الدير 300 مدني منهم 60 طفلاً، بحسب زيلينسكي.
عدم "إهانة" روسيا
وعلى الصعيد الدبلوماسي، انتقدت أوكرانيا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، السبت، لقوله إن من المهم عدم "إهانة" روسيا.
وقال ماكرون، في مقابلة نشرتها الصحف، السبت، "يجب ألا نهين روسيا حتى نتمكن في اليوم الذي يتوقف فيه القتال من إيجاد سبيل للخروج بالوسائل الدبلوماسية. أنا مقتنع بأن دور فرنسا هو أن تكون قوة وسيطة".
بدوره، رد وزير الخارجية الأوكراني، ديمتري كوليبا، على "تويتر"، قائلاً إن "الدعوات لتجنب إهانة روسيا ليست سوى إهانة لفرنسا، ولكل دولة أخرى تطالب بذلك". وأضاف، "لأن روسيا هي التي تهين نفسها. من الأفضل لنا جميعاً التركيز على كيفية إيقاف روسيا عند حدها، هذا سيؤدي لإحلال السلام وإنقاذ الأرواح".
وماكرون من القادة الدوليين القلائل الذين يحاولون إقامة حوار مع الرئيس الروسي. وتقدم بلاده دعماً مالياً وعسكرياً إلى أوكرانيا، لكنه لم يتوجه حتى الآن إلى كييف بخلاف عدد من نظرائه الأوروبيين.
كما يتحدث ماكرون مع بوتين بانتظام منذ بدء العملية العسكرية ضمن الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات جادة بين كييف وموسكو، غير أنه لم يحقق نجاحاً ملموساً حتى الآن. وقال ماكرون، "أعتقد، وقلت له (بوتين)، أنه يرتكب خطأ تاريخياً وأساسياً بحق شعبه، ونفسه والتاريخ".
كما أمدّت فرنسا أوكرانيا بأسلحة هجومية، منها مدافع هاوتزر من طراز قيصر من مخزون الجيش الفرنسي. وقال ماكرون إنه طلب من مصنعي الأسلحة الإسراع في الإنتاج.
وتقول أوكرانيا إن هدفها هو دفع القوات الروسية إلى التراجع قدر الإمكان في ساحة المعركة، اعتماداً على أنظمة الصواريخ المتطورة التي تعهدت الولايات المتحدة وبريطانيا في الأيام الماضية إرسالها، والتي تعتقد كييف أنها ستحول دفة الحرب لصالحها.
ورداً على سؤال حول عرض الوساطة، قال مستشار الرئيس الأوكراني، ميخائيلو بودولياك، للتلفزيون الرسمي، "لا جدوى من إجراء مفاوضات" مع روسيا حتى تتلقى أوكرانيا أسلحة جديدة من الغرب وتدفع القوات الروسية إلى التراجع "إلى أبعد نقطة ممكنة صوب الحدود الأوكرانية".
بينما تقول موسكو، إن الأسلحة الغربية ستصب "الزيت على النار"، لكنها لن تغير مسار ما تسميه "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا وتخليصها من القوميين الخطرين.
مرتزقة أجانب
من جهته، قدم المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، السبت، تحديثاً لآخر العمليات. وأكد أن قوات موسكو دمرت "نقطة انتشار مرتزقة أجانب" قرب داتشنو في أوديسا، ومركزي قيادة أوكرانيين وستة مستودعات ذخيرة قرب بلدات فيسيولو وباخموت (منطقة دونيتسك) وسبورنو وبودلسنو ولوسكوتوفكا (منطقة لوغانسك).
كما ذكر الجيش الروسي، أنه قصف بالصواريخ مركز تدريب مدفعي أوكرانياً قرب ستيتسكوفكا في منطقة سومي، حيث "قام مدربون أجانب بتدريب الجنود الأوكرانيين على استخدام مدافع الهاوتزر أم-777".
ووفق موسكو، ضربت الطائرات والمدفعية الروسية تجمعات عديدة للقوات والمعدات الأوكرانية خلال الساعات الأربع والعشرين السابقة.
مقتل متطوعين أجانب
من جهته، أعلن الفيلق الدولي للدفاع عن أوكرانيا، الهيئة الرسمية للمقاتلين المتطوعين الأجانب، السبت، مقتل أربعة مقاتلين أجانب متطوعين أحدهم فرنسي في أثناء صدهم الهجوم الروسي. ونشر الفيلق أسماء هولندي وأسترالي وألماني وفرنسي من دون تحديد تاريخ وملابسات مقتلهم.
ومنذ بدء الاجتياح العسكري، تضاعفت ثلاث مرات مساحة الأراضي الأوكرانية التي يسيطر عليها الروس، والتي تشمل شبه جزيرة القرم والأراضي المستولى عليها في دونباس وفي جنوب أوكرانيا، وتسيطر روسيا الآن على نحو 125 ألف كيلو متر مربع، وفق ما ذكر زيلينسكي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
البابا يبحث إمكانية زيارة أوكرانيا
من ناحية أخرى، قال البابا فرنسيس، السبت، إنه سيجتمع قريباً مع مسؤولين أوكرانيين لمناقشة إمكانية قيامه بزيارة لبلادهم.
وأعلن البابا عن هذا الاجتماع في لقاء أسئلة وأجوبة مع أطفال في أحد الأفنية الرئيسة بالفاتيكان. وسأل فتى أوكراني اسمه ساتشار البابا، "هل يمكن أن تأتي إلى أوكرانيا لتنقذ جميع الأطفال الذين يعانون هناك الآن؟".
وفي رده على الفتى الأوكراني، قال البابا (85 عاماً)، الذي يستخدم كرسياً متحركاً بسبب آلام في الركبة، إنه كثيراً ما فكر في الأطفال الأوكرانيين وأراد زيارة تلك الدولة، لكن يتعين عليه أن يختار الوقت المناسب.
وضع هشّ
ولا يزال الوضع هشّاً للغاية في المناطق التي استعادتها أوكرانيا بعد تعرضها لدمار جراء القصف الروسي، كما هو الحال في هورينكا في ضواحي كييف (شمال غرب)، حيث وزعت مساعدات إنسانية الجمعة.
وقالت هانا فينيشوك (67 عاماً) باكيةً، "عندما تعرضت الشقة للقصف لم يكن بإمكاني أخذ أي شيء، والآن أصبح ركوب الحافلة مكلفاً للغاية، لذلك أتيت لمبنى البلدية للحصول على الضرورات الأساسية. تم إسكاني مؤقتاً في مكان آخر، وأنا ممتنة لهذه المساعدة".
وتوزع الناشطة تيتيانا شيبيليفا المساعدات الإنسانية في بلدية هورينكا، فتعطي عبوات الحليب لأحد السكان قائلة، "لدينا قائمة بالأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة، التي يديرها الجيش، تشمل حالياً نحو خمسة آلاف شخص".
وتشير الناشطة إلى صناديق "اليونيسف" المكدسة حتى السقف. وتضيف، "هناك ملاءات ومراتب ووجبات أعدتها شبكة وورلد سنتر كيتشن. الناس لا يملكون شيئاً ويحاولون دائماً الحصول على مزيد".
تأثير مدمر على الاقتصاد
وكان للحرب تأثير مدمر على الاقتصاد العالمي، خصوصاً بالنسبة للبلدان الفقيرة المستوردة للغذاء. فأوكرانيا هي أحد أكبر مصدري الحبوب وزيت الطهي في العالم، لكن هذه الإمدادات انقطعت بسبب إغلاق موانئها على البحر الأسود، مع وجود أكثر من 20 مليون طن من الحبوب عالقة في الصوامع.
والأمم المتحدة قلقة أيضاً من مخاطر حدوث أزمة غذائية، لا سيما في أفريقيا التي تستورد أكثر من نصف حبوبها من أوكرانيا وروسيا. وقد تجاوزت أسعار الحبوب في القارة مستوياتها خلال "الربيع العربي" عام 2011 وأثناء أعمال الشغب بسبب الغذاء عام 2008.
في هذا الصدد، قال الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي ورئيس السنغال، ماكي سال، إنه تلقى "تطمينات" الجمعة في شأن هذه القضية بعد اجتماعه مع الرئيس الروسي.
وتحتل روسيا حالياً نحو 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية. وفي الوقت الحالي، تتلقى أوكرانيا مزيداً من الأسلحة القوية من الغرب.
وقال المشرع وعضو الوفد الأوكراني المفاوض، ديفيد أراخامية، أمس الجمعة، "قواتنا المسلحة جاهزة لاستخدام الأسلحة الجديدة، ومن ثم أعتقد أنه يمكننا بدء جولة جديدة من المحادثات من موقف قوي".
وستقدم الولايات المتحدة لأوكرانيا الأنظمة الصاروخية الدقيقة (هايمارس) بما يسمح لها بضرب مواقع روسية من مسافة بعيدة، إضافة إلى أنواع أخرى من العتاد.
العقوبات على الغاز الروسي
وذكرت صحيفة "فيلت أم زونتاغ" الأسبوعية نقلاً عن ممثلين لصناعة الغاز أن العقوبات الروسية على "غازبروم جرمانيا" والشركات التابعة لها قد تكلف دافعي الضرائب الألمان ومستخدمي الغاز خمسة مليارات يورو إضافية (5.4 مليار دولار) سنوياً لدفع ثمن الغاز البديل.
وكانت روسيا قد قررت في مايو أيار وقف إمداد شركة "غازبروم جرمانيا"، التي كانت فرعاً ألمانياً لشركة "غازبروم"، بعد أن وضعت برلين الشركة تحت الوصاية بسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا، ومنذ ذلك الحين، كان على الوكالة الاتحادية للشبكات، وهي الهيئة المنظمة لقطاع الطاقة، بصفته وصياً، شراء غاز بديل من السوق للوفاء بعقود التوريد مع المرافق البلدية الألمانية والموردين الإقليميين.
وذكرت "فيلت أم زونتاغ" أن وزير الاقتصاد روبرت هابيك يقدر الحاجة إلى 10 ملايين متر مكعب إضافي يومياً، وقالت الصحيفة إن التكاليف الإضافية ستصل إلى موردي الطاقة والعملاء النهائيين في شكل ضريبة غاز اعتباراً من أكتوبر (تشرين الأول). وأضافت أن وزارة الاقتصاد رفضت التعليق على حجم التكاليف المتكبدة، ولم يرد أحد في الوزارة بعد على طلب بالبريد الإلكتروني للتعليق.