صرح حاكم منطقة منطقة لوغانسك، الأربعاء، بأن القوات الأوكرانية قد تضطر إلى الانسحاب من مدينة سيفيرودونتسك الاستراتيجية في شرق أوكرانيا التي "تقصف 24 ساعة على 24" إلى مواقع محصنة بشكل أفضل.
وقال سيرغي غايداي لشبكة "1+1"، إنه "قد يكون من الضروري الانسحاب"، بينما سيطر الروس جزئياً على المدينة منذ أيام.
ولجأ نحو 800 مدني إلى مصنع كيماوي في سيفيرودونتسك، في شرق أوكرانيا، حيث تدور معارك عنيفة بين القوات الأوكرانية والروسية منذ أيام عدة، وفق ما أكد محامي الثري الأوكراني دميترو فيرتاش صاحب المصنع.
وقال المحامي الأميركي لاني ديفيس، "لجأ نحو 800 مدني إلى ملاجئ مصنع أزوت الكيماوي، المملوك لمجموعة (دي أف) التابعة لدميترو فيرتاش".
وأضاف، "من بين هؤلاء المدنيين البالغ عددهم 800 نحو 200 من موظفي المصانع البالغ عددهم 3 آلاف وحوالى 600 نسمة من سيفيرودونتسك". ولم تؤكد الرئاسة الأوكرانية هذه المعلومات.
وأكد بيان منشور على موقع مجموعة "دي أف" أن الـ200 موظف الذين لا يزالون موجودين في المصنع "بقوا لضمان حماية المواد الكيماوية المتفجرة جداً في الموقع".
ويقع مصنع أزوت في مدينة سيفيرودونتسك الرئيسة في منطقة لوغانسك، التي تحاول القوات الروسية السيطرة عليها بالكامل منذ أسابيع عدة.
وأعلنت روسيا، الثلاثاء، أن "الأحياء السكنية في مدينة سيفيرودونتسك حُررت بالكامل"، بينما كان زيلينسكي أكد الاثنين، أن المقاتلين الأوكرانيين "صامدون" في مواقعهم.
لافروف يناقش في تركيا الممرات البحرية لتصدير الحبوب الأوكرانية
وصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى تركيا مساء الثلاثاء لمناقشة إنشاء ممرات بحرية تسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود. ومن المقرر أن يلتقي لافروف الذي يرافقه وفد عسكري، وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو اليوم الأربعاء.
وهذه الزيارة الثانية التي يقوم بها لافروف لتركيا بعد لقاء نظيريه التركي مولود تشاووش أوغلو والأوكراني ودميترو كوليبا في أنطاليا في 10 مارس. واضطر لافروف إلى إلغاء زيارة لصربيا الاثنين بعد منع عدد من الدول المجاورة طائرته من المرور عبر مجالها الجوي.
وبناء على طلب الأمم المتحدة، عرضت تركيا مواكبة القوافل البحرية من الموانئ الأوكرانية، على الرغم من وجود ألغام. وتقع مسألة فتح ممرات بحرية لشحن الحبوب الأوكرانية العالقة في موانئ البلاد التي تمزقها الحرب، في قلب المفاوضات.
ولمح وزير الزراعة التركي وحيد كيريشتشي إلى أن أنقرة وكييف توصلتا إلى اتفاق لشراء الحبوب بأقل من سعر السوق بنسبة 25 في المئة. ونقلت وسائل إعلام محلية قوله "لكن (الأوكرانيين) لديهم معضلة بشأن الأمن والتصدير. يريدون منا أن نكون الحكم هنا. المفاوضات مستمرة تحت رعاية الأمم المتحدة". وأضاف "كل من روسيا وأوكرانيا تثق بنا".
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان، إنها "تقدر جهود تركيا الهادفة إلى إزالة الحصار عن الموانئ الأوكرانية" لكنها أضافت "في الوقت الراهن، ليس هناك اتفاق حول هذه النقطة بين أوكرانيا وتركيا وروسيا". وتابعت "القرارات يجب أن تتخذ بمشاركة جميع الأطراف المعنية".
وأوضح البيان "نرفض أي اتفاق لا يأخذ في الاعتبار مصالح أوكرانيا" مشيراً إلى رغبة كييف في إرسال الدول الغربية دعماً عسكرياً إلى الساحل الأوكراني والقيام بدور فعال في مواكبة القوافل المغادرة من الموانئ الأوكرانية باتجاه البحر الأسود.
وناقش وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مسألة تصدير الحبوب مع نظيره التركي خلوصي أكار، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان. وأوضحت "ناقش وزيرا الدفاع بالتفصيل مسألة سلامة الملاحة في البحر الأسود في ما يتعلق بحل مشكلة تصدير الحبوب من أوكرانيا".
ونفت السفارة الأوكرانية في أنقرة بعض التقارير الإعلامية عن لقاء محتمل بين السفير فاسيل بودنار ولافروف. وقال ناطق باسم السفارة "هذا الأمر ليس صحيحاً" مضيفاً "ليس هناك اجتماع مقرر غداً من جانبنا مع الروس".
واتهم بودنار الجمعة روسيا بسرقة الحبوب الأوكرانية "بوقاحة" وإرسالها إلى دول خارجية بما فيها تركيا. ودعم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تصريح بودنار قائلاً، إن التقارير حول سرقة روسيا الحبوب الأوكرانية "موثوقة".
ووضعت تركيا التي تربطها علاقات ودية مع الجانبين الأوكراني والروسي والعضو في حلف شمال الأطلسي، نفسها كوسيط محايد. وزودت أوكرانيا بطائرات مسيرة مسلحة، لكنها رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا.
وفي مكالمة هاتفية الأسبوع الماضي، أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره التركي رجب طيب أردوغان، بأن موسكو مستعدة للتعاون مع أنقرة للعمل على استئناف الشحن البحري المتوقف بسبب الحرب.
وتسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا والعقوبات الغربية على موسكو بتعطيل إمدادات القمح والسلع الأخرى من البلدين، ما أثار مخاوف بشأن حصول نقص في المواد الغذائية ومجاعة في أنحاء العالم. وتنتج روسيا وأوكرانيا مجتمعتين 30 في المئة من إمدادات القمح العالمية.
ومنعت عشرات الحاويات من مغادرة الموانئ الأوكرانية التي تفرض القوات الروسية حصاراً عليها، ما أدى إلى اضطراب إمدادات القمح وزيت دوار الشمس ومواد غذائية أخرى، وكذلك أسمدة المحاصيل الزراعية. كذلك تعيق الألغام التي زرعتها كل من القوات الروسية والأوكرانية حركة الملاحة في البحر الأسود.
زيلينسكي يريد نصراً قبل أي مفاوضات
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، الثلاثاء 7 يونيو (حزيران)، أن أوكرانيا تريد أن تنتصر على روسيا "في ساحة المعركة" قبل أي تفاوض على السلام.
وقال زيلنسكي لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية اليومية "يجب أن يكون النصر قبل كل شيء في ساحة المعركة"، مكرراً أن بلده بحاجة إلى كمية من الأسلحة توازي على الأقل تلك المتوافرة للروس".
وأضاف "في الوقت الحالي، لا يمكننا المضي قدماً بطريقة قوية" من دون تحمل خسائر فادحة، داعياً حلفاء أوكرانيا الغربيين إلى توفير مزيد من الأسلحة لبلده.
ورداً على سؤال حول ما الذي تعتبره أوكرانيا "انتصاراً" في الحرب؟، رأى زيلنسكي أن عودة الوضع إلى ما كان عليه قبل الهجوم الروسي في 24 فبراير (شباط) سيكون "انتصاراً جدياً موقتاً" قبل نهاية احتلال البلاد بالكامل.
وتلا ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014 صراع مع الانفصاليين الموالين لروسيا المدعومين من موسكو، الذين سيطروا على مساحات واسعة من الأراضي في شرق أوكرانيا، قبل بدء الهجوم الروسي.
ورداً على سؤال عن المحادثات مع روسيا المتوقفة منذ نهاية مارس (آذار)، أجاب الرئيس الأوكراني أنه "لم يغير" موقفه من حقيقة أن "أي حرب يجب أن تنتهي على طاولة المفاوضات".
وقال "أنا مستعد للمحادثات المباشرة مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، سواء رغبت بذلك أم لا، لكن إذا كنا سنناقش إنهاء الحرب وليس أي شيء آخر". وأضاف "أنا مستعد لذلك. أعتقد أنه لا يوجد أحد آخر للتحدث معه في روسيا".
روسيا تعيد جثث 210 مقاتلين إلى كييف
قال الجيش الأوكراني الثلاثاء، إن روسيا سلمت كييف جثث 210 مقاتلين أوكرانيين مات معظمهم دفاعاً عن مدينة ماريوبول في مواجهة القوات الروسية على أرض مصنع للصلب مترامي الأطراف.
وظل الأوكرانيون متحصنين في مصنع الصلب في آزوفستال لأسابيع، بينما كانت روسيا تحاول السيطرة على المدينة. واستسلم الجنود الأوكرانيون في نهاية المطاف الشهر الماضي واحتجزتهم روسيا.
وقالت إدارة المخابرات العسكرية الأوكرانية على "تويتر"، "عملية إعادة جثث المدافعين الذين سقطوا في ماريوبول جارية. أُعيد حتى الآن 210 من جنودنا، معظمهم من المدافعين الأبطال عن آزوفستال".
ولا توجد معلومات كثيرة حول مصير ما يقدر بنحو 2000 من المدافعين عن آزوفستال. وتسعى كييف لتسلمهم جميعاً في صفقة لتبادل الأسرى، لكن بعض أعضاء البرلمان الروس يريدون محاكمة بعض الجنود. وقالت الإدارة "يتواصل العمل لإعادة جميع المدافعين الأوكرانيين الذين تم أسرهم".
وكانت أسر أفراد من فوج آزوف التابع للحرس الوطني الأوكراني قد أبلغت في وقت سابق عن عودة بعض الجثث. وأعلنت الحكومة الأوكرانية قبل أيام تبادل 160 جثة بين روسيا وأوكرانيا.
إرسال أسرى إلى روسيا للتحقيق
نقلت وكالة "تاس" للأنباء عن مصدر روسي في إنفاذ القانون قوله الثلاثاء، إن أكثر من ألف جندي أوكراني استسلموا في مدينة ماريوبول نُقلوا إلى روسيا للتحقيق معهم.
وإذا تأكدت هذه الأنباء فقد تقوض محادثات السلام المضطربة بالفعل بين الجانبين.
ونقلت "تاس" عن المصدر قوله، "تم إحضار أكثر من ألف شخص من آزوفستال إلى روسيا. تتولى أجهزة إنفاذ القانون التعامل معهم". ولم يذكر تفاصيل عما قد يحدث لاحقاً. وأضاف المصدر للوكالة أنه سيتم نقل المزيد من الأسرى الأوكرانيين في وقت لاحق إلى روسيا.
قصف روسي يدمر مستودعات لتصدير السلع الزراعية
قال فيتالي كيم حاكم منطقة ميكولايف الأوكرانية الثلاثاء، إن القصف الروسي دمر مستودعات إحدى أكبر محطات السلع الزراعية في ميناء ميكولايف على البحر الأسود في مطلع الأسبوع.
وتُشغل أوكرانيا، إحدى الدول الرئيسة المنتجة والمصدرة للحبوب في العالم، العشرات من محطات التصدير على البحر الأسود، حيث تتعرض المدن بانتظام للقصف الروسي. ويمنع حصار روسي أوكرانيا من اسخدام البحر في التصدير.
وقال كيم للتلفزيون الأوكراني "في اليوم السابق ليوم أمس، تم تدمير مستودعات إحدى أكبر المحطات في أوكرانيا". ولم يذكر كيم اسم المحطة، لكن وسائل إعلام محلية ذكرت أن حريقاً شب بعد قصف نيكا-تيرا، وهي منشأة في ميناء ميكولايف.
ولم تستطع "رويترز" تحديد ما تم تخزينه على الفور في المحطة. ووصفتها الحكومة بمحطة للحبوب. وقال أوليج نيكولينكو، المتحدث باسم وزارة الخارجية على وسائل التواصل الاجتماعي "دمرت روسيا ثاني أكبر محطة للحبوب في أوكرانيا".
وأضاف "سيواجه الملايين في جميع أنحاء العالم مزيداً من انعدام الأمن الغذائي". ومنذ الهجوم الروسي في 24 فبراير، اتهمت كييف روسيا مراراً باستهداف البنية التحتية والزراعة في محاولة لإثارة أزمة غذائية عالمية والضغط على الغرب.
وتلقي موسكو، التي وصفت الحرب بأنها عملية عسكرية خاصة، باللوم في انخفاض صادرات الأغذية وارتفاع الأسعار العالمية على الغرب والألغام البحرية التي زرعتها أوكرانيا.
وساعدت تقارير الهجمات في ميكولايف في ارتفاع أسعار القمح بأكثر من خمسة في المئة الاثنين، وهونت من شأن التوقعات بالتوصل إلى اتفاق دبلوماسي لاستئناف شحنات الحبوب البحرية الأوكرانية.