أعلنت وزارة النقل السورية، يوم الجمعة 10 يونيو (حزيران)، تعليق كافة الرحلات عبر مطار دمشق الدولي، في خطوة أعقبت قصفاً إسرائيلياً عند الفجر ألحق، وفق ما ذكر مصدران في المطار لوكالة الصحافة الفرنسية، أضراراً بمدرج الهبوط.
وقالت وزارة النقل، إن تعليق الرحلات جاء "نتيجة توقف عمل بعض التجهيزات الفنية عن الخدمة"، إلا أن موظفاً في المطار صرح لوكالة الصحافة الفرنسية من دون الكشف عن هويته "تأثر المطار بالقصف الإسرائيلي واضطررنا إلى تأجيل كافة الرحلات لمدة 48 ساعة على الأقل"، تزامناً مع تأكيد مسؤول في شركة طيران عربية في المطار أن "القصف الإسرائيلي استهدف مدرج الهبوط".
وفي بيان لاحق، فجر اليوم السبت، أقرت وزارة النقل بالضربات وذكرت أن القصف الإسرائيلي "الذي استهدف البنية التحتية لمطار دمشق الدولي تسبب بخروج المهابط عن الخدمة".
وتابعت أن مبنى الصالة الثانية للمطار تعرض أيضاً لأضرار مادية "وبالتالي نتيجة لهذه الأضرار تم تعليق الرحلات الجوية القادمة والمغادرة عبر المطار حتى إشعار آخر".
وأكّد مسؤول في شركة طيران عربية في المطار أن "القصف الإسرائيلي استهدف مدرج الهبوط"، موضحاً أنه "لم تهبط أو تقلع أي طائرة من المطار منذ الهجوم".
وقالت أجنحة الشام للطيران، وهي شركة طيران سورية خاصة، إنها غيرت مسار جميع رحلاتها إلى مطار حلب الدولي.
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية أفادت فجراً، نقلاً عن مصدر عسكري، أنه عند "الساعة 04:20 (01:20 بتوقيت غرينيتش) من فجر الجمعة، نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً بعض النقاط جنوب مدينة دمشق وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي... وأسقطت معظمها"، مضيفاً أن الرشقات أدت إلى "إصابة مواطن مدني بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية".
المدرج الوحيد
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن المدرج المتضرر هو الوحيد الذي كان قيد الخدمة في المطار بعد تضرر المدرج الثاني وتوقفه عن الخدمة جراء ضربات إسرائيلية استهدفت شحنات ومستودعات أسلحة تابعة لمجموعات موالية لإيران في حرم المطار عام 2021.
ولم تحدد وزارة النقل موعد استئناف الرحلات. وذكرت أنه سيتم الإعلان عن مواعيد تسيير الرحلات "فور إصلاح التجهيزات والتأكد من سلامتها وأمان الحركة التشغيلية للمطار".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتعدّ المنطقة الواقعة جنوب دمشق، الممتدة من المطار حتى السيدة زينب، منطقة عمليات إيرانية، تتواجد فيها قوات إيرانية ومجموعات موالية لها بينها حزب الله مع عتادها ومستودعاتها.
ورفض متحدث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق، وفقاً لوكالة "رويترز".
ضربات متتالية
وتشن إسرائيل باستمرار ضربات في سوريا تسببت إحداها في مايو (أيار) الماضي، في مقتل ثلاثة ضباط سوريين، وفق المرصد.
وخلال الأعوام الماضية، شنت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا طالت مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لـ"حزب الله".
وتؤكد طهران وجود عناصر من قواتها المسلحة في سوريا في مهمات استشارية. ومنذ عام 2013، يقاتل "حزب الله" المدعوم من طهران، بشكل علني في سوريا دعماً لقوات النظام.
ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنها تكرر أنها ستواصل تصديها لما تصفها بمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
ويبرر الجيش الإسرائيلي هذه الهجمات باعتبارها ضرورية لمنع إيران من الحصول على موطئ قدم لها عند حدود إسرائيل.
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011 تسبب في مقتل حوالى نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية، وأدى إلى تهجير ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.