بعد تعرض ناقلات نفط لهجمات في مياه الخليج العربي خلال الشهرين الماضيين، انتقل استهداف إنتاج وتوزيع تلك المادة الحيوية إلى البر، فأعلنت الشرطة العراقية أن صاروخاً سقط في مقر للسكن والعمليات تابع لشركات نفط أجنبية عالمية، من بينها شركة "إكسون موبيل" الأميركية بالقرب من مدينة البصرة، جنوب البلاد في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء، ما أسفر عن إصابة عاملَيْن عراقيَيْن. ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الهجوم الذي أتى بعد اعتداءين منفصلين وقعا خلال يومين متتاليين في الفترة الماضية، واستهدفا قواعد للجيش الأميركي في العراق، في وقت يتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران. وأفادت الشرطة العراقية بأن الصاروخ أصاب موقع البرجسية غرب البصرة. وكانت الولايات المتحدة أجْلَت مئات الدبلوماسيين من سفارتها في بغداد الشهر الماضي، معلّلةً ذلك بتهديدات غير محددة من قبل إيران على المصالح الأميركية في العراق، حيث تدعم طهران بعض الجماعات الشيعية المقاتلة فيه.
الصادرات لم تتأثر
وجاء سقوط الصاروخ اليوم الأربعاء مع بدء موظفي "إكسون" بالعودة إلى البصرة بعد إجلائهم في أعقاب مغادرة الدبلوماسيين. وذكر مصدر أمني أن "إكسون" تُعِدّ لإجلاء نحو 20 من موظفيها الأجانب على الفور. وقال مسؤولون في مجال النفط إن العمليات لم تتأثر بالأحداث بما في ذلك الصادرات من جنوب العراق، مضيفين أن من بين الشركات الأخرى التي تعمل في الموقع المستهدف، هناك "رويال داتش شل" البريطانية – الهولندية و"إيني" الإيطالية. وذكرت الشرطة أن الصاروخ كان من طراز "كاتيوشا" قصير المدى وسقط على بعد 100 متر من جزء من الموقع تتخذ منه "إكسون" مركزاً للسكن والعمليات.
من جهتها، قالت شركة "رويال داتش شل" إن جميع موظفيها في العراق سالمون وإن عملياتها في البلاد تسير بشكل طبيعي. وصرح متحدث باسم شل لوكالة رويترز "سنبقى متيقظين وسنستمر في مراقبة الوضع الأمني والتواصل مع السلطات المحلية".
وتقع البرجسية بالقرب من حقل الزبير النفطي الذي تشغّله شركة "إيني". وزادت واشنطن ضغوط العقوبات على إيران في الأشهر القليلة الماضية، وأرسلت قوات إضافية إلى المنطقة بسبب التوتر مع طهران. وتلقي الولايات المتحدة باللوم على إيران في هجمات على ناقلتَيْ نفط في خليج عُمان الأسبوع الماضي، لكن طهران تنفي أي دور لها في الأمر. ويقول الجانبان إنهما لا يريدان الحرب، لكن محللين يحذرون من أن مثل هذه الأحداث قد تؤدي إلى تصعيد العنف في المنطقة.
عطل في الكويت
في سياق آخر، أعلنت شركة البترول الوطنية الكويتية في بيان أن عمليات التكرير في مصفاة ميناء عبد الله تأثرت صباح اليوم نتيجة انقطاع في مياه البحر المستخدمة في تبريد العمليات، إلا أنها أكدت أن حركة التصدير لم تتأثر نتيجة هذا التوقف المؤقت.