تشهد كرة القدم المصرية خلال الأيام الأخيرة تجدد الصراع المستتر - منذ سنوات طويلة - بين معسكر المتمسكين بضرورة إسناد إدارة اللعبة للكفاءات الوطنية ومؤيدي الاستعانة بالخبرات الأجنبية لتسهيل وتسريع مراحل التطوير.
وكان الاتحاد المصري لكرة القدم قد أعلن الخميس الماضي، إقالة المدير الفني للمنتخب الوطني إيهاب جلال، بعد قيادة الفراعنة في ثلاث مباريات فقط. وقال عضو المجلس حازم إمام، في مؤتمر صحافي، "قررنا توجيه الشكر لإيهاب جلال، ونتمنى له التوفيق بعد الفترة الماضية، والتوجه القادم هو التعاقد مع مدير فني أجنبي، وهناك كثير من المدربين الذين يرغبون في تولي مهمة تدريب المنتخب".
وصرح أمام بأنه سيتم تعيين مدير فني أجنبي للمنتخب الأولمبي، وكذلك اختيار مدير فني أجنبي لتطوير اتحاد الكرة ورسم استراتيجية تطوير اللعبة لسنوات قادمة، إضافة إلى خبير تحكيمي أجنبي لتطوير منظومة التحكيم في مصر.
وجاءت إقالة جلال، البالغ من العمر 54 عاماً، بعد أقل من شهرين في منصبه، مع بدء البحث عن مدرب أجنبي، بمثابة ارتداد من مسؤولي اللعبة في مصر، عن توجه إعادة مقاليد إدارة المنتخب الوطني لمدير فني محلي، خلفاً للبرتغالي كارلوس كيروش، الذي رحل عن تدريب الفراعنة، على خلفية الفشل في التأهل لنهائيات كأس العالم 2022، بعد أشهر قليلة من خسارة لقب كأس الأمم الأفريقية في المباراة النهائية.
وصرح مسؤولو اتحاد الكرة المصري بأن عودة البرتغالي المخضرم كيروش إلى منصبه مطروحة، حيث تم التفاوض معه، وطلب مهلة لحسم أمره، لكن حسن شحاتة المدرب التاريخي للمنتخب المصري، الذي قاد الفراعنة لتحقيق لقب كأس الأمم الأفريقية في ثلاث نسخ متتالية بأعوام 2006 و2008 و2010، دافع عن إيهاب جلال، وقال إنه تعرض للظلم بسبب التسرع في إقالته.
وكشف شحاتة، الذي يعد أحد أساطير الكرة المصرية، لاعباً، ثم مدرباً، عن عدم اقتناعه بتعيين كيروش مدرباً للمنتخب المصري. وقال في تصريحات تلفزيونية، "حين نأتي بشخص لنجامله لأنه أتى عن طريق وكيل أعمال لاعب معين، هذه مجاملة لا تصح".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتواصل هجوم شحاتة ليطاول محمد صلاح قائد المنتخب المصري وهداف ليفربول الإنجليزي، فقال عنه، "صلاح نجم من نجوم العالم الآن بفضل أهدافه وبطولاته، وهذا حقه، ولكن لا يمكننا الاعتماد على صلاح لاستقدام مدرب".
"من الناحية الفنية محمد صلاح لم يقدم لنا شيئاً، كان يجب أن يقدم أكثر من ذلك، فهو نجم نجوم العالم".
وقاد محمد صلاح، البالغ من العمر 30 عاماً، منتخب مصر إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، بقيادة المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر، بعد أشهر من خسارة نهائي كأس أمم أفريقيا 2017 في الغابون.
وبات صلاح أول لاعب مصري يسجل أهدافاً في كأس العالم، منذ هدف مجدي عبد الغني الشهير في شباك المنتخب الهولندي بمونديال 1990.
لكن نجم ليفربول الإنجليزي، فشل مجدداً في اقتناص لقب كأس الأمم الأفريقية في نسخة الكاميرون 2021، حين خسر الفراعنة أمام السنغال بركلات الترجيح، ثم عاد المنتخب السنغالي بقيادة زميل صلاح في ليفربول ساديو ماني، لخطف بطاقة العبور لمونديال قطر.
وفي سياق متصل، رفض عصام عبد الفتاح رئيس لجنة الحكام باتحاد الكرة، مقترح الاستعانة بخبير أجنبي لتطوير أداء الحكام في مصر، ولوّح بالاستقالة.
وكانت وسائل إعلام محلية تكهنت بأن الحكم الإنجليزي السابق مارك كلاتنبرغ سيتولى دور الخبير بعد أن خاض تجربة سابقة في تطوير التحكيم في الدوري السعودي.
وقال عبد الفتاح في تصريحات تلفزيونية، "الخبير الأجنبي لن يفيد التحكيم المصري بأي شيء على الإطلاق واختيارات المرشحين المتداولة بوسائل الإعلام خاطئة تماماً".
"من المحزن الحديث عن خبير في وجودي، ولا بد من مناقشة الأمر ودراسته جيداً".
وأضاف عبد الفتاح الذي كان حكماً في كأس العالم 2006، "إذا قرر الاتحاد المصري الاستعانة بخبير أجنبي فيجب أن يتولى المسؤولية الكاملة"، رافضاً أن يساعده من منصب استشاري.