شهدت الولايات المتحدة في الأيام الماضية تأخير وتعطل وإلغاء عشرات آلاف رحلات الطيران في عطلة نهاية الأسبوع الطويلة. وجاءت الأزمة هذا الأسبوع أسوأ مما شهده السفر الجوي من أعطال وفوضى قبل أسابيع في عطلة "ذكرى الشهداء" نهاية مايو (أيار) الماضي.
ويوما الخميس والجمعة الماضيان، عطلة "ذكرى بدء تحرير العبيد (جونتينث) وعيد الأب، إضافة إلى العطلة الأسبوعية السبت والأحد، تعطلت وألغيت أكثر من 35 ألف رحلة جوية في الولايات المتحدة، حيث تعرضت نحو 32 ألف رحلة للتأخير الطويل لمختلف الأسباب، بينما ألغيت أكثر من 5 آلاف رحلة نهائياً، بحسب بيانات موقع متابعة الطيران الأميركي "فلايت أوير".
وكانت الأزمة على أشدها يومي الخميس والجمعة مع سعي الملايين للسفر لقضاء العطلة الطويلة. وخلالهما، تعطلت وتأخرت 17 ألف رحلة، بينما ألغيت 3 آلاف و100 رحلة تماماً. وبحسب بيانات الموقع، كانت رحلات شركات "ساوث ويست إيرلاينز" و"أميركان إيرلاينز" وخطوط "دلتا إير" الأكثر تضرراً.
وبحسب موقع "بيزنس إنسايدر"، يلقي المعنيون بقطاع السفر الجوي بغالبيتهم تبعات الأزمة على نقص العمالة ومشكلات التوظيف لدى شركات الطيران والمطارات، إضافة إلى الظروف الجوية في بعض الأحيان وأيضاً تأثير الحرب في أوكرانيا.
لكن وزير النقل في الإدارة الأميركية بيت بوتجيج ألقى بمسؤولية المشكلات والتعطيل والإلغاء على شركات الطيران واعتبرها السبب في "تنامي الإحباط" لدى المسافرين جواً في البلاد. وكان الوزير عقد اجتماعاً أخيراً مع رؤساء شركات الطيران لبحث مشكلات قطاع السفر الجوي في أعقاب الأزمة والفوضى السابقة نهاية الشهر الماضي.
وكتب بوتجيج على حسابه في موقع التواصل "تويتر" قبل يومين، "من حق المسافرين جواً أن يتوقعوا خدمة جيدة ويُعتمد عليها، وذلك مع عودة الطلب على السفر الجوي إلى مستويات لم نشهدها منذ ما قبل أزمة وباء كورونا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومع إلغاء غالبية القيود والمتطلبات للسفر الجوي، التي فرضت خلال فترة الجائحة، انتعش السفر الجوي حول العالم على الرغم من ارتفاع كلفة بطاقات السفر بشدة. وتبرر الشركات أسعار البطاقات الباهظة بالزيادة في سعر وقود الطائرات نتيجة صعود أسعار النفط. لكن الأسعار أخذت في الارتفاع بشكل كبير حتى قبل موجة زيادة أسعار النفط الأخيرة، بخاصة مع بداية الإقبال على السفر بنهاية العام الماضي، في الوقت الذي لم تكُن الشركات استعادت نشاطها بشكل كامل.
ويشكل السفر الجوي وسيلة مواصلات مهمة بين الولايات الأميركية، وكان من بين القطاعات الأكثر تضرراً من فترات الإغلاق خلال العامين الماضيين للحدّ من انتشار "كوفيد-19". وبحسب أرقام إدارة أمن المواصلات الأميركية، التي تجمعها من نقاط الأمن في المطارات، وصل عدد المسافرين في عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة إلى أعلى معدل له في 12 شهراً. وبلغ عدد المسافرين يوم الجمعة ما يزيد على 2.4 مليون مسافر.
ولا تقتصر مشكلات السفر الجوي مع الانتعاش ما بعد كورونا وعودة الطلب القوي على الطيران على الولايات المتحدة فقط، إذ تشهد بريطانيا أزمة أوسع تتضمن تأخر الرحلات وإلغاءها والتعطل في المطارات مع نقص أعداد العاملين في مجال مناولة الحقائب وأمن المطارات. كذلك تعاني بعض دول أوروبا مشكلات في السفر الجوي، وإن كان بدرجة أقل من بريطانيا.
ويرى بعض المعلقين أن المطارات وشركات الطيران لم تستعد بما يكفي لمواجهة الانتعاش القوي للسفر الجوي بعد عامين من شبه التوقف. وخلال أزمة كورونا، تم تسريح عدد كبير من العاملين في القطاع مع توقف النشاط وتراكم الخسائر. ومع الانتعاش، أصبحت سوق العمل أقل مرونة لتعويض العمالة الماهرة التي تم الاستغناء عنها.