أعلنت الولايات المتحدة أنها تدرس "استجابة" إنسانية محتملة للزلزال الذي ضرب أفغانستان، من دون أن تستبعد أن تتناقش مباشرة مع طالبان التي لا تعترف واشنطن بحكومتها.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان في بيان صدر الأربعاء 22 يونيو (حزيران) الحالي، إن الرئيس جو بايدن "يتابع تطور الوضع" ويدرس "خيارات الاستجابة" الأميركية. وأضاف أن الولايات المتحدة التي انسحبت من أفغانستان الصيف الماضي بعد 20 سنة من الحرب، "تفخر بكونها على رأس الجهات التي تقدم لها المساعدات الإنسانية".
من جهته قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان منفصل إن "الشركاء الإنسانيين الأميركيين يشاركون بالفعل في الاستجابة، بما في ذلك عن طريق إرسال فرق طبية لمساعدة السكان المتضررين"، ووعد بأن تواصل واشنطن "قيادة المجتمع الدولي في استجابته للاحتياجات الإنسانية" للأفغان.
ورداً على سؤال من الصحافيين عما إذا كانت الحكومة الأميركية مستعدة لمساعدة "طالبان" بشكل مباشر، أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، أن قادة أفغانستان الجدد لم يتقدموا "بطلب مساعدة" رسمي من واشنطن. وأضاف برايس "أتصور أن الاستجابة الإنسانية للزلزال ستكون موضوع نقاش بين مسؤولين أميركيين ومسؤولين من طالبان في الأيام المقبلة". وأوضح أنه في هذه المرحلة "نركز جهودنا ومناقشاتنا على شركائنا في المجال الإنساني".
حصيلة الضحايا
وحصد زلزال مروع ضرب شرق أفغانستان وبلغت شدّته 6.1 درجة، أكثر من ألف قتيل و600 جريح، وفق ما أفادت السلطات الأربعاء 22 يونيو (حزيران)، وسط توقعات بارتفاع الحصيلة مع تدفق المعلومات من القرى في المناطق الجبلية النائية.
وصرح محمد أمين حذيفة، مدير الإعلام والثقافة في إقليم بكتيكا، "ألف قتيل و1500 جريح وهذا العدد قد يرتفع. وفُقدت أسر كثيرة. ونُقل المصابون إلى كابول وكرديز".
وكان المرشد الأعلى لأفغانستان هبة الله أخوند زاده، قال في بيان، إن عدد القتلى ارتفع إلى 300 شخص على الأقل وجُرح أكثر من 500 مدني، مضيفاً أن الحصيلة مرشحة للارتفاع.
وأوضح مساعد المتحدث باسم الحكومة الأفغانية بلال كريمي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "الكثير من المنازل دُمرت وأن سكانها لا يزالون تحت الأنقاض". وكتب في تغريدة، "ندعو وكالات الإغاثة لتقديم مساعدة فورية لضحايا الزلزال لتجنب كارثة إنسانية".
وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام أفغانية منازل تحولت إلى أنقاض وجثثاً مغطاة بالبطاطين ممددة على الأرض.
وقال صلاح الدين أيوبي، المسؤول بوزارة الداخلية، إن معظم الوفيات المؤكدة كانت في إقليم بكتيكا بشرق أفغانستان، حيث قتل 255 شخصاً وأصيب أكثر من 200. وأضاف أنه في إقليم خوست قتل 25 شخصاً ونقل 90 إلى المستشفى.
وقال، "من المرجح أن يرتفع عدد القتلى لأن بعض القرى تقع في مناطق نائية في الجبال وسيستغرق الأمر بعض الوقت لجمع التفاصيل". وذكر أن السلطات بدأت عملية إنقاذ وتم استخدام طائرات هليكوبتر للوصول إلى الجرحى ونقل الإمدادات الطبية والغذاء.
باكستان وأفغانستان والهند
وقدّر مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي قوة الزلزال عند 6.1 درجة على الرغم من أن هيئة المسح الجيولوجي الأميركية قالت إنها بلغت 5.9 درجة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، إن زلزال اليوم هو الأسوأ منذ 2002 ووقع على بعد 44 كيلومتراً من مدينة خوست في جنوب شرقي أفغانستان، وكان على عمق 51 كيلومتراً.
وأعلن مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي على "تويتر"، أن الهزة شعر بها 119 مليون شخص في باكستان وأفغانستان والهند على امتداد 500 كيلومتر تقريباً.
وشعر الناس بالزلزال في العاصمة الأفغانية كابول وكذلك في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، بحسب روايات شهود نُشرت على موقع مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي ومستخدمون على "تويتر".
ولم ترد تقارير بعد عن سقوط ضحايا أو وقوع أضرار في باكستان.
وكتب شاهد على موقع المركز من كابول "هزات قوية وطويلة". وقال شاهد آخر من بيشاور في شمال غربي باكستان "كانت قوية".
أزمة حادة
ويأتي الزلزال في وقت تشهد أفغانستان أزمة اقتصادية حادة منذ تولي حركة "طالبان" السلطة في أغسطس (آب) الماضي مع انسحاب قوات دولية تقودها الولايات المتحدة من البلاد بعد حرب دامت نحو 20 عاماً.
ورداً على تولي "طالبان" السلطة، فرضت العديد من الدول عقوبات على القطاع المصرفي الأفغاني وتوقف تدفق معونات التنمية المقدرة بمليارات الدولارات، غير أن المساعدات الإنسانية مستمرة.
وفي عام 2015، هز زلزال أقصى شمال شرقي أفغانستان مما أسفر عن مقتل عدة مئات في أفغانستان وشمال باكستان المجاورة.