واصلت أسعار النفط الارتفاع لليوم الثالث على التوالي، ليتجاوز خام برنت حاجز الـ115 دولاراً للبرميل، ويكسر الخام الأميركي حاجز الـ110 دولارات.
وشهدت التعاملات الصباحية في الأسواق الآسيوية للعقود الآجلة ارتفاع سعر خام برنت بنسبة 1.7 في المئة ليصل إلى 116.99 دولار للبرميل، كما ارتفع سعر الخام الأميركي الخفيف (مزيج غرب تكساس) بنسبة 1.6 في المئة ليصل إلى 111.36 دولار للبرميل.
وكانت أسعار النفط الخام أضافت ما نسبته 1.5 في المئة خلال تعاملات أول أيام الأسبوع، الاثنين، مع مناقشة قمة مجموعة الدول السبع في ألمانيا اقتراح فرض "سقف سعر" على صادرات النفط الروسية.
ويأتي استمرار ارتفاع أسعار النفط وسط ما يبدو من أن المنتجين الرئيسين في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) لن يتمكنوا من زيادة الإنتاج بشكل كبير، فيما زادت الاضطرابات السياسية في ليبيا والإكوادور من المخاوف في شأن الإمدادات.
ويحذر المحللون في سوق النفط أيضاً من أن الاضطرابات السياسية في الإكوادور وليبيا ربما تزيد من شح الإمدادات، بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز".
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، إنها ربما تعلن حالة "القوة القاهرة" في خليج منطقة سرت خلال الأيام الثلاثة المقبلة ما لم يتم استئناف الإنتاج والشحن في محطات النفط.
وقال وزير الطاقة في الإكوادور، إن بلاده ربما تعلق إنتاج النفط تماماً خلال اليومين المقبلين في ظل احتجاجات مناهضة للحكومة. وكانت الدولة، العضو السابق في "أوبك"، تنتج نحو 520 ألف برميل يومياً قبل اندلاع الاحتجاجات.
التزام الإمارات بسقف الإنتاج
ويوم الاثنين، كتب وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي سهيل المزروعي، على حسابه في موقع التواصل "تويتر"، "تعليقاً على ما يتم تداوله أخيراً عن مستوى إنتاج دولة الإمارات، نود التوضيح أن إنتاج دولة الإمارات الحالي قريب من سقف الإنتاج المرجعي للدولة في اتفاقية (أوبك+)، وهو 3.168 مليون برميل يومياً. والتزامناً قائم بهذا السقف إلى نهاية الاتفاقية".
وتحدثت تقارير إعلامية عن عقد اجتماع لتحالف "أوبك+"، الذي يضم دول "أوبك" بقيادة السعودية والمنتجين من خارجها بقيادة روسيا، مع قرب نهاية الاتفاق الحالي لتوازن السوق.
وسيأتي اجتماع "أوبك+" قبل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة وحضوره قمة في السعودية لقادة دول الخليج ودول عربية أخرى.
جاءت تصريحات وزير النفط الإماراتي عقب حديث التقطته الكاميرات بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الأميركي جو بايدن، على هامش قمة مجموعة السبع في ألمانيا.
وتنتج السعودية حالياً نحو 10.5 مليون برميل يومياً وتبلغ طاقتها الإنتاجية ما بين 12.0 مليون و12.5 مليون برميل يومياً، وهو ما يسمح لها من الناحية النظرية بأن تُزيد إنتاجها بمليوني برميل يومياً، حسب تقرير لوكالة "رويترز".
وتنتج الإمارات نحو 3 ملايين برميل يومياً ولديها طاقة إنتاجية قدرها 3.4 مليون برميل يومياً، وتعمل على زيادتها إلى أربعة ملايين برميل يومياً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فنزويلا وإيران
وفي سياق سعي الدول الغربية لتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة الروسية لخنق موسكو اقتصادياً بسبب الحرب في أوكرانيا، تبحث قمة مجموعة السبع عن بدائل أخرى لتوفير النفط والغاز في السوق العالمية.
وعلى هامش اجتماعات قمة مجموعة السبع، أعربت فرنسا عن ضرورة أن يكون "سقف السعر" للنفط أوسع نطاقاً ولا يقتصر على النفط الروسي فقط، بل يشمل أسعار النفط عالمياً لوقف الارتفاع الهائل في أسعار الطاقة الذي يضر بالمستهلكين.
وقال متحدث باسم الرئاسة الفرنسية، بحسب ما نقل الموقع الرسمي "فرانس إنفو"، "نريد من الدول المنتجة للنفط أن تزيد إنتاجها بشكل كبير، وأيضاً علينا توفير الموارد من مصادر أخرى".
أضاف المتحدث الرئاسي الفرنسي، "هناك عقدة (بين الولايات المتحدة وإيران) علينا حلها بما يسمح بعودة النفط الإيراني، وكذلك النفط من فنزويلا، إلى السوق".
وعقب تلك التصريحات، أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، في خطاب تلفزيوني موجه للرئيس الفرنسي، أن بلاده مستعدة لقبول أي شركة نفطية فرنسية.
وقال الرئيس الفنزويلي، في كلمة عبر التلفزيون الرسمي نشرت مقاطع فيديو منها على موقع التواصل "تويتر"، "الرئيس ماكرون، فنزويلا على استعداد لاستقبال كل الشركات الفرنسية التي ترغب في القدوم وإنتاج النفط والغاز للأسواق الأوروبية، وللسوق العالمية. نحن جاهزون، ومستعدون للقيام بذلك".