تجري الولايات المتحدة وحركة "طالبان"، الخميس 30 يونيو (حزيران)، محادثات في قطر بهدف الإفراج عن بعض احتياطات أفغانستان المجمدة بعد زلزال مدمر ضرب البلاد، بحسب ما أعلن مسؤولون، بينما تسعى واشنطن لإيجاد طرق لضمان استخدام الأموال لمساعدة السكان.
وقال البيت الأبيض، إنه يعمل "بشكل عاجل" لتحقيق ذلك، بينما أكد عضو في مجلس إدارة البنك المركزي الأفغاني أن هذا الأمر قد يستغرق وقتاً لتحقيقه.
وأعلن المتحدث باسم وزارة خارجية "طالبان" حافظ ضياء أحمد، أن وزير خارجية الحركة أمير خان متقي وصل إلى الدوحة برفقة مسؤولين في وزارة المالية ومسؤولين من البنك المركزي لإجراء المحادثات.
وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أن المبعوث الخاص لأفغانستان توم ويست سيشارك في المحادثات، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تركز على مجموعة من الاهتمامات بما في ذلك حقوق الإنسان وفتح المدارس أمام الفتيات.
لا اعتراف بالـ"شرعية"
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية، إنه "لا يجب النظر إلى أي من هذه الارتباطات على أنها "تضفي الشرعية" على طالبان أو ما تسمى حكومتها، بل مجرد انعكاس لواقع أننا بحاجة لإجراء مناقشات من هذا النوع بهدف تعزيز المصالح الأميركية".
ولا تعترف الولايات المتحدة بحكم "طالبان" في أفغانستان منذ أن استولت الحركة على السلطة في أغسطس (آب) 2021.
وتم بعدها تجميد مليارات الدولارات من الأصول المحتجزة في الخارج وتوقفت المساعدات الدولية الغربية التي تعتمد عليها البلاد منذ 20 عاماً، وأصبحت اليوم تقدم بالقطارة منذ عودة المتشددين إلى السلطة.
وتعاني أفغانستان من أزمة اقتصادية بعد أن جمدت دول مختلفة أصولها المودعة في الخارج وقطعت عنها المساعدات، بينما انهارت العملة.
والأسبوع الماضي، ضرب زلزال عنيف بلغت شدته 5.9 درجة على مقياس ريختر، شرق أفغانستان وأودى بحياة أكثر من ألف شخص وترك عشرات الآلاف من دون مأوى.
إفراج ورقابة
وقال عضو المجلس الأعلى في البنك المركزي الأفغاني شاه محرابي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "المفاوضات جارية"، موضحاً أن تفاصيل "الآلية لتحويل الاحتياطات للبنك المركزي لم يتم الانتهاء منها بعد". وأشار إلى أن هذا "سيستغرق بعض الوقت وهذه الأمور لا تحدث بين ليلة وضحاها".
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، قالت خلال نهاية الأسبوع، إن الجهود مستمرة في سبيل "تحريك هذه لأموال" من الاحتياطات المجمدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكدت جان بيير للصحافيين، "نحن نعمل بشكل عاجل لمعالجة الأسئلة المعقدة حول استخدام هذه الأموال للتأكد من استفادة شعب أفغانستان منها وليس طالبان".
ويتعلق الأمر بمبلغ 3.5 مليار دولار من الاحتياطات المجمدة، وهو نصف المبلغ الذي قامت الولايات المتحدة بتجميده.
وبحسب محرابي الذي يعمل أيضاً أستاذاً للاقتصاد في جامعة "مونغوميري كوليدج" في ميريلاند، "يجب الإفراج عن هذه الاحتياطات لصالح البنك المركزي". واقترح "إفراجاً محدوداً ومراقباً للاحتياطات" بـ150 مليون دولار شهرياً لسداد قيمة الواردات.
وسيساعد ذلك في "استقرار الأسعار وفي تلبية احتياجات الأفغان العاديين ليتمكنوا من شراء الخبز وزيت الطبخ والسكر والوقود"، ما يخفف معاناة العائلات التي تواجه تضخماً مرتفعاً.
نقص الغذاء
وقال محرابي، إن استخدام هذه الأموال "يمكن مراقبته والتدقيق فيه بشكل مستقل من قبل شركات تدقيق خارجية مع خيار لإنهائه في حال سوء استخدامها".
وحذرت الأمم المتحدة من أن نصف البلاد مهددة بنقص الغذاء.
وكانت واشنطن أعلنت في وقت سابق أنها ستسهم بنحو 55 مليون دولار في جهود الإغاثة التي أصبحت أكثر إلحاحاً بسبب الزلزال، ووجهت المساعدات للمنظمات العاملة في أفغانستان.
وأعلنت حكومة "طالبان" أنها تبذل أقصى الجهود لمساعدة الضحايا، وطلبت مساعدة المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي الذي رفض الاعتراف بها حتى الآن.
وفي فبراير (شباط) الماضي، جمد الرئيس الأميركي جو بايدن سبعة مليارات دولار من أموال البنك المركزي الأفغاني مودعة لدى مؤسسات مالية أميركية، قال إنه سيخصص نصفها لتعويضات طالبت بها عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر (أيلول).