بعد أن حقق الصندوق السيادي السعودي مكاسب من خلال استثماراته في شركة "لوسيد" لصناعات السيارات الكهربائية الأميركية، بدأ في محادثات بشأن استحواذ على حصة في شركة السيارات البريطانية "أستون مارتن".
ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز"، الخميس، أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي يستهدف الاستحواذ على حصة تقدر قيمتها بـ243.5 مليون دولار من أسهم الشركة والمدرجة في بورصة لندن.
وبحسب التقرير، فإن شركة السيارات البريطانية قلصت من خسائر أسهمها، لتتراجع 9 في المئة، بعد أن هوت، في وقت سابق الخميس، إلى مستوى قياسي بلغ 20 في المئة.
وجاء الحد من الخسائر بعد أن أحجمت المجموعة عن تأكيد أو نفي التقارير الإعلامية. وبدلاً من ذلك، قالت "أستون مارتن"، إنها تبقي خيارات التمويل قيد المراجعة بانتظام.
ظهرت سيارات "أستون مارتن" بشكل متكرر في سلسلة أفلام جيمس بوند، ومرت برحلة مليئة بالصعوبات منذ طرحها العام الأولي في أواخر عام 2018. وتراجعت أسهم شركة صناعة السيارات المدرجة في لندن بنحو 68 في المئة حتى الآن هذا العام. وحذرت "أستون مارتن" في يناير (كانون الثاني) من تحقيق أرباح أقل من المتوقع بسبب التأخير في شحنات طرازها المحدود من سيارة "فالكيري" الرياضية.
وقالت الشركة في بيانها، إن "إنتاج فالكيري آخذ في التسارع، بينما يركز فريق إدارتها، الذي يضم الرئيس الجديد أميديو فيليسا، بشكل متزايد على إطلاق طرز جديدة اعتباراً من عام 2023 فصاعداً".
ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن أربعة أشخاص قولهم، إن "أستون مارتن" تسعى لجمع تمويل إضافي لإنتاج مجموعة سياراتها المقبلة.
كما أفادت مجلة "أوتوكار"، في وقت متأخر الأربعاء، بأن شركة صناعة السيارات، ومقرها غايدون بمقاطعة وركشير، تسعى لجمع الأموال قائلة، إن هناك متنافسين رئيسيين أحدهما مرتبط بالصندوق السعودي، والآخر بصندوق استثماري مقره الولايات المتحدة.
ولم يرد صندوق الاستثمارات العامة السعودي بعد على طلب للتعليق على تقارير وسائل الإعلام في ما يخص المحادثات مع شركة السيارات البريطانية.
استثمارات سابقة
وعلى الرغم من أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي لم يرد على طلب التعليق على التقارير الإعلامية والخاصة بمباحثاته مع "أستون مارتن"، فإن السيادي السعودي عقد في السباق صفقة استحواذ مع شركة "لوسيد" الأميركية التي اشترى بموجبها 62 في المئة من أسهم الشركة في عام 2018.
ولا تتوقف استثمارات السيادي السعودي الحديثة خلال هذا العام على مجال صناعة السيارات، بل له استثمارات متعددة في مجالات أخرى أهمها الترفيه، إذ كشف في 18 مايو (أيار) الماضي، عن شراء 5.01 في المئة من أسهم شركة "نينتندو" اليابانية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار الصندوق، في بيان صحافي حينها إلى أن "شراء الحصة في (نينتندو) ومقرها كيوتو في اليابان غرضه استثماري، وذلك بعد أن اشترى الصندوق حصصاً في شركات ألعاب الفيديو (نيكسون) و(كابكوم) و(كوي تيكمو)".
كما اشترى الصندوق الذي يدير أصولاً تزيد قيمتها على 600 مليار دولار حصة في شركة "أكتيفيشن بليزارد"، ناشرة لعبة "كول أوف ديوتي" التي قالت "مايكروسوفت" في يناير الماضي، إنها ستشتريها. وأسس الصندوق شركته الخاصة لألعاب الفيديو والألعاب الإلكترونية (سافي).
المملكة القابضة
وبجانب استثماراته في مجال الترفيه وصناعة السيارات، استحوذ السيادي السعودي على 16.86 في المئة من أسهم شركة "المملكة القابضة" عبر صفقة أعلن عنها في مايو الماضي الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال، بقيمة 5.68 مليار ريال (1.51 مليار دولار).
وبحسب بيان الشركة الذي تم نشره في سوق الأسهم السعودية (تداول)، فقد تم توقيع اتفاق تبيع من خلاله 625 مليون سهم لصندوق الاستثمارات العامة، تمثل 16.87 في المئة من أسهمها.
وأضافت، "أن العملية ستتم من طريق صفقة شراء وبيع خاصة بسعر 9.09 ريال (2.42 دولار) للسهم الواحد".
يذكر أن صندوق الاستثمارات العامة يمتلك عدداً من المحافظ الاستثمارية التي تركز على الفرص الواعدة محلياً وعالمياً، إذ يعمل في 13 قطاعاً وأنشأ 47 شركة، واستحدث 400 ألف وظيفة بشكل مباشر وغير مباشر، بحسب بيانات موقع الصندوق.