ذكرت إحدى المجموعات التي تنشط في مجال تنظيم حملات عامة، أن الحكومة تعرضت لسيل عارم قوامه آلاف الشكاوى التي تدعوها إلى المضي قدماً في مساعدة العائلات التي تواجه صعوبات حياتية، وذلك عقب إعلان الحكومة عن فرض ضريبة على الأرباح الضخمة غير المتوقعة.
وقد استجاب حوالى 7000 فرد من الجمهور لدعوة الحكومة التي طلبت من العموم التعبير عن آرائهم بشأن تحصيل الضريبة المقترحة على الأرباح الضخمة غير المتوقعة، عِبْرَ موقع "38 ديغريز".
وفي الشهر الماضي، أعلن مستشار الخزانة ريشي سوناك فرض ضريبة مؤقتة على الأرباح الضخمة غير المتوقعة بقيمة 5 مليارات جنيه استرليني بـ25 في المئة على شركات النفط والغاز للمساعدة في تمويل حزمة مساعدات بقيمة 15 مليار جنيه استرليني مخصصة للأسر التي تعاني من أزمة تكلفة المعيشة.
ودعت غالبية عظمى من تلك الردود الحكومة إلى زيادة هذه الضريبة بشكل أكبر بغية مساعدة الأسر المحتاجة إلى الدعم.
واستطراداً، ذكرت تلك المجموعة أيضاً إن المطالب التي قدمها الجمهور شملت زيادة الضريبة على الأرباح الضخمة غير المتوقعة وجعلها دائمة، وإلغاء الإعفاءات الضريبية المقدمة لشركات النفط والغاز للاستثمار في عمليات الاستخراج في بحر الشمال، وتخصيص الأموال التي تجمعها تلك الإجراءات لتمويل حملة هدفها تعميم العزل الحراري لجدران المنازل ورفع كفاءة استخدام الطاقة.
وأعرب آخرون عن إحباطهم لأن الحكومة لم تمنح الجمهور سوى أسبوع للرد على خططها المذكورة آنفاً، وفقاً لما ذكرته المجموعة نفسها.
وتساءل بيري الذي يعيش في "نورث ثانيت"، وهو أحد الذين قدموا ردودهم عن الاستطلاع الحكومي، "لماذا يجرى استعجال العموم للحصول على استشاراتهم خلال أسبوع واحد؟ إن ذلك أمر مثير للسخرية وينم عن محاولات من الحكومة للتملص من ذلك".
وأضاف، "دعونا نفرض بشكل فعلي ضرائب على شركات النفط التي لا يبدو أنها مهتمة بمستقبل الجنس البشري، ونخصص هذه الأموال لتأمين الناس حاضراً ومستقبلاً".
وسيتوقف استقبال استشارات العموم عند الساعة الساعة 11:45 مساء يوم الثلاثاء.
وكذلك دعت إليزابيث التي تقطن في "نيوبورت إيست"، وقد شاركت أيضاً في الاستطلاع الحكومي، إلى ضرائب على شركات الطاقة "على نحو يتناسب مع أرباحها. لقد أعلنت الشركات عن أرباح هائلة، في حين أن الأسر العادية مثل حالتي تكافح بصعوبة لتغطية نفقاتها، إذ يتعين عليها الاختيار بين الوقود والتدفئة".
وحثّت مشاركة ثالثة الحكومة على جعل ضريبة الأرباح الضخمة غير المتوقعة، إجراءً دائماً. فبحسب ليريا التي تعيش في "كوفنتري ساوث"، "سيمثل ذلك مصدراً قيماً لأموال تُنفَقْ على كفاءة الطاقة والعزل الحراري لجدران المنازل".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي حين أن ضريبة الأرباح الضخمة غير المتوقعة لاقت ترحيباً على نطاق واسع، فقد انتقد نشطاء المناخ والسياسيون المعارضون تدابير الإعفاء الضريبي المدمجة في تلك الضريبة نفسها، مع ملاحظتهم أن تلك التدابير تشجّع شركات الطاقة على الاستثمار في استخراج الوقود الأحفوري.
وبحسب النائبة البرلمانية عن "حزب الخضر" كارولين لوكاس إن أي إنتاج جديد للوقود الأحفوري يأتي مثابة "ضربة مدمرة" لأهداف الحكومة في الوصول إلى تصفير صافي انبعاثات التلوث.
وفي سياق متصل، نقل مصدر في وزارة الخزانة إلى صحيفة "اندبندنت" إن البلاد بحاجة إلى توسيع إنتاج النفط والغاز في بحر الشمال بغية ضمان أمن إمداداتها، مشيراً إلى وجود إجراءات أخرى هدفها تعزيز الطاقة الخضراء.
وفي ذلك الصدد، ذكر مدير موقع "38 ديغريز"، مات ريتشاردز، "في ظل المعاناة الكبيرة التي يشهدها الناس حالياً، من الواضح أن هذه الضريبة يجب أن تكون أعلى. ويجب أن تكون دائمة".
وأضاف، "يجب أن تتوقف الإعفاءات الضريبية السخيفة التي تكافئ الاستثمار في الوقود الأحفوري. ويجب إنفاق الأموال الإضافية التي سيصار إلى جمعها، على العزل الحراري للجدران في عدد ضخم من المنازل، وكذلك على كفاءة الطاقة، ما يخفض جميع فواتيرنا، إضافة إلى كونه يؤول إلى تحسين أحوال الكوكب".
وفي مسار موازٍ، ذكر متحدث وزارة الخزانة إن قطاع النفط والغاز في بحر الشمال سيكون له دور حاسم في تعزيز إمدادات الطاقة المحلية للمملكة المتحدة وأمنها في المستقبل المنظور، بالتالي كان من الصواب الاستمرار في تحفيز الاستثمار مع مواصلة تركيز الحكومة على خفض الانبعاثات.
وأشار المتحدث إلى أن "الإيرادات التي ستُجمع من الضريبة على الأرباح الضخمة غير المتوقعة، ستخصص إجراءات جديدة للدعم في مواجهة تكلفة المعيشة، وقد جرى الإعلان عنها الشهر الماضي، بما في ذلك تقديم 1200 جنيه استرليني لأفقر الأسر ويبلغ عددها 8 ملايين أسرة".
نشر في "اندبندنت" بتاريخ 29 يونيو 2022
© The Independent