يواجه رئيس حكومة بريطانيا بوريس جونسون الذي أضعفته سلسلة من الفضائح، مشكلة جديدة في بريطانيا الجمعة 1 يوليو (تموز) مع استقالة أحد أعضاء حكومته بعد اتهامات بتحرش هي الأحدث في مجموعة من القضايا الجنسية داخل حزبه.
وكانت العودة صعبة لرئيس الوزراء المحافظ، بعد أسبوع أمضاه في الخارج لحضور ثلاثة اجتماعات دولية، ما منحه فرصة لالتقاط الأنفاس والتخلص من أسئلة يعتبرها تافهة حول الصعوبات السياسية التي يواجهها، بينما يقدم نفسه على أنه بطل في دعم أوكرانيا ضد فلاديمير بوتين.
نزاعات اجتماعية
في الوقت نفسه وبينما تتصاعد النزاعات الاجتماعية بسبب ارتفاع الأسعار، وبعد فضيحة الحفلات "بارتي غيت" خلال القيود المفروضة لمكافحة كورونا، بات على جونسون معالجة قضية جديدة داخل أغلبيته.
وفي خطاب استقالة مؤرخ الخميس، اعترف كريس بينشر مساعد المسؤول عن انضباط أعضاء الحزب وتنظيم مشاركتهم في جلسات البرلمان، بأنه "أفرط في شرب" الكحول مقدماً اعتذاره عن "العار الذي جلبه لنفسه ولأشخاص آخرين".
وذكرت وسائل إعلام بريطانية أن المسؤول المنتخب البالغ من العمر 52 سنة قام بملامسة رجلين مساء الأربعاء، أحدهما نائب في مجلس العموم بحسب شبكة "سكاي نيوز"، أمام شهود في نادي كارلتون الخاص بوسط لندن ما أدى إلى رفع شكاوى إلى الحزب.
قضايا "محرجة"
وأصبحت سلسلة القضايا المتعلقة بالجنس داخل الحزب الحاكم منذ 12 عاماً محرجة، فقد أوقف نائب لم يذكر اسمه يشتبه في ارتكابه جريمة اغتصاب، ثم أطلق سراحه بكفالة في منتصف مايو (أيار)، واستقال آخر في أبريل (نيسان) لمشاهدته مواد إباحية في المجلس على هاتفه المحمول في أبريل.
كما دين نائب سابق في مايو وحكم عليه بالسجن 18 شهراً بسبب اعتداء جنسي على صبي يبلغ من العمر 15 عاماً.
وجراء آخر قضيتين، استقال النائبان ما أدى إلى تنظيم انتخابات تشريعية فرعية مني فيها المحافظون بهزيمة قاسية، دفعت رئيس الحزب أوليفر دودن إلى الاستقالة.
استقال كريس بينشر من منصبه لكنه يبقى نائباً بحسب صحيفة "ذي صن" لأنه اعترف بأخطائه، لكن في مواجهة الدعوات التي تطالب بطرده من الحزب وإجراء تحقيق داخلي، تتزايد الضغوط على بوريس جونسون لاتخاذ إجراءات أكثر حزماً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكتبت أنجيلا راينر نائبة رئيس حزب العمال، حزب المعارضة الرئيس، في تغريدة على "تويتر"، "من غير الوارد أن يتجاهل المحافظون أي اعتداء جنسي محتمل".
وأضافت "يجب على بوريس جونسون الآن أن يقول كيف يمكن أن يظل كريس بينشر نائباً عن حزب المحافظين"، معربة عن أسفها "للتدهور الكامل في معايير الحياة العامة" في عهد رئيس الوزراء.
"نتائج عكسية"
وأضعف جونسون إلى حد كبير بسبب فضيحة الحفلات التي نظمت في مقر رئاسة الحكومة البريطانية على الرغم من القيود المفروضة للحد من انتشار وباء "كوفيد-19". وأدت هذه القضية إلى تصويت لحجب الثقة عن معسكره، أفلت منه بصعوبة قبل أقل من شهر.
وقال الوزير المكلف شؤون ويلز سايمون هارت، إن التسرع في إجراء تحقيق قد يؤدي إلى "نتائج عكسية"، لكنه أوضح أن رئيس هيئة الانضباط كريس هيتون-هاريس سيجري "محادثات" خلال نهار الجمعة لتحديد "المسار المناسب للعمل".
وأضاف أن "هذه ليست المرة الأولى وأخشى ألا تكون الأخيرة. يحدث ذلك في مكان العمل من وقت لآخر".
وتم تعيين كريس بينشر في فبراير (شباط) في هيئة تنظيم حزب المحافظين من الشباب (ويب جونيور)، لكنه استقال في 2017 بعد اتهامه بالتحرش برياضي أولمبي ومرشح محافظ محتمل في الانتخابات.
وقد تمت تبرئته بعد تحقيق داخلي وأعادته رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي إلى منصبه، ثم انضم إلى وزارة الخارجية بصفة سكرتير دولة عندما تولى بوريس جونسون السلطة في يوليو (تموز) 2019.
وقالت شرطة لندن إنها لم تتلقَّ أي تقارير عن اعتداء في نادي كارلتون.