وجد الباحثون أن المراهقين البالغين 16 و17 عاماً هم أكثر عرضة بنسبة ثلاثة أضعاف لتطوير إدمان على حشيشة القنب مقارنة بالراشدين.
بيد أن الدراسة المصغرة وجدت أيضاً أنهم قد لا يكونون أمام خطر متزايد للإصابة بمشكلات صحة عقلية أخرى مرتبطة بالنبتة المخدرة.
وتشير النتائج في هذا السياق إلى أن المراهقين الذين تعاطوا حشيشة القنب لم يكونوا أكثر عرضة لتطوير مستويات عالية من الاكتئاب أو الاضطراب من دون السريري مقارنة بالأشخاص الراشدين الذين يتعاطون القنب.
فضلاً عن ذلك، لم يكونوا أكثر عرضة من المستخدمين الراشدين لتطوير أعراض شبيهة بالذهان.
المؤلف الرئيس للدراسة الدكتور ويل لاون، من وحدة علم الأدوية النفسية السريرية في كلية لندن الجامعية ومعهد الطب النفسي وعلم النفس وعلم الأعصاب في جامعة لندن الملكية، قال: "تبرز الكثير من المخاوف المرتبطة بكيفية أن يكون دماغ المراهق في طور النمو أكثر عرضة للتأثيرات الطويلة الأمد لحشيشة القنب، ولكننا لم نجد دليلاً يدعم هذا الادعاء العام. يشكل الإدمان على القنب مسألة فعلية يتوجب على المراهقين أن يكونوا مدركين لها وواعين بشأنها لأنهم يبدون أكثر عرضة لها من الراشدين، ولكن في الجهة المقابلة، قد يكون التأثير الذي تخلفه حشيشة القنب خلال المراهقة على الأداء المعرفي أو على الاضطراب والاكتئاب أخف من التأثير الذي يرد في النظريات."
وأضاف قائلاً، "ولكننا قمنا أيضاً بتكرار دراسات سابقة تفيد أنه في حال أصبح شخص ما مدمناً على حشيشة القنب، من المحتمل أن يزيد هذا الأمر من حدة عوارض الصحة العقلية دون السريرية. نظراً إلى أن المراهقين معرضين أيضاً لخطر أكبر للإصابة بصعوبات تتعلق بالصحة العقلية مقارنة بالراشدين، من الضروري ثنيهم بشكل استباقي عن تعاطي حشيشة القنب بشكل دائم".
وشملت الدراسة 274 شخصاً بمن فيهم 76 مراهقاً (بين 16 و17 عاماً) ممن استخدموا حشيشة القنب من مرة إلى سبع مرات أسبوعياً إلى جانب عدد مماثل من الراشدين بين 26 و29 عاماً.
وقاموا إلى جانب أشخاص لا يتعاطون القنب بالإجابة عن أسئلة تتعلق باستخدامهم للحشيشة على مدى الأسابيع الاثني عشر الماضية وأجابوا على نماذج أسئلة تستخدم عادة لتقييم أعراض اعتلال الصحة العقلية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واستخدم متعاطو حشيشة القنب الذين شملتهم الدراسة المخدر أربع مرات أسبوعياً كمعدل وسطي.
وتمت مطابقة المستخدمين من مراهقين وراشدين بشكل دقيق بحسب الجنس والإثنية العرقية ونوع القنب وقوة مفعوله.
وجد الباحثون أن مستخدمي حشيشة القنب من المراهقين كانوا أكثر عرضة بنسبة ثلاث مرات ونصف لتطوير "اضطراب تعاطي القنب" الحاد (إدمان) مقارنة بالمستخدمين الراشدين.
وتتطابق هذه النتيجة مع الأدلة السابقة التي استخدمت تصاميم دراسة مختلفة.
ويحدد اضطراب تعاطي القنب من خلال عدد من الأعراض بما فيها الرغبة الشديدة فضلاً عن تعاطي القنب الذي يسهم في الرسوب في المدرسة أو الإخفاق في العمل وإفراط في التساهل والانسحاب والمشكلات الشخصية الناجمة عن تعاطي القنب أو التي تؤججها هذه الممارسة.
وتبين أن نصف مستخدمي حشيشة القنب من المراهقين الذين شملتهم الدراسة أظهروا ستة عوارض أو أكثر لاضطراب تعاطي القنب وتم تصنيف ذلك كاضطراب شديد في تعاطي القنب.
ووجدت الدراسات السابقة أن بين الأشخاص المنتمين إلى أي فئة عمرية، 9.22 في المئة من الأشخاص الذين يجربون المخدر يطورون اضطراب تعاطي القنب وأن الخطر يكون مرتفعاً أكثر لدى الأشخاص الذي جربوه في سن مبكرة.
واعتبر الباحثون أن المراهقين قد يكونون أكثر عرضة لإدمان حشيشة القنب بسبب عدد من العوامل المختلفة.
وتتضمن تلك العوامل اضطراباً متزايداً في العلاقات مع الأهل والأساتذة ودماغ بغاية المرونة وتطوير نظام شبيه بالقنب الذاتي (أي الجزء من الجهاز العصبي الذي يعمل مكون رباعي هيدرو كانابينول الموجود في القنب من خلاله) فضلاً عن زيادة الشعور بالهوية والتغيير في الحياة الاجتماعية.
وجدت الدراسة التي نشرت في مجلة "علم الأدوية النفسية" (Journal of Psychopharmacology) كذلك أن مستخدمي نبتة القنب لم يظهروا أي ضعف في الذاكرة العاملة أو في الاندفاع، ولكن كان هؤلاء أكثر عرضة للإصابة بضعف في الذاكرة الكلامية أو اللفظية أي في تذكر الأمور التي قيلت لهم.
ويتحدث كبير مؤلفي الدراسة البروفسور فال كوران من وحدة علم الأدوية النفسية السريرية في كلية لندن الجامعية وقسم علم النفس وعلوم اللغة في كلية لندن الجامعية قائلاً، "تقترح النتائج التي توصلنا إليها أنه يفترض على المدارس تثقيف الطلاب بشكل أكبر حول مخاطر الإدمان على حشيشة القنب وهو أمر تم تجاهله في التوعية التعليمية من مخاطر المخدرات. يشكل الإدمان على القنب مشكلة خطيرة بحد ذاتها ولكن من المحتمل أيضاً أن تزيد من خطر الإصابة بمشكلات أخرى تمس الصحة العقلية، بالتالي يتوجب توعية المراهقين من مخاطر إدمانهم الكبيرة."