حقق مقطع فيديو مشوش للرئيس الأميركي جو بايدن، يظهر فيه وهو يقلد أحد قدامى المحاربين في فيتنام وسام الشرف بوضعه على عنقه بشكل غير صحيح، قرابة مليون مشاهدة عبر الإنترنت، لكن المشكلة الوحيدة في هذا المقطع أنه مزيف.
وكان بايدن قد استقبل في الخامس من يوليو (تموز) الماضي في البيت الأبيض، أربعة محاربين قدامى خدموا في فيتنام أو أفراد أسرهم بهدف تكريمهم، وهؤلاء هم: الاختصاصي دوايت بيردويل، والاختصاصي دينيس فوجي، والرائد جون جي دافي، والرقيب أول إدوارد كانيشيرو، الذي سلمت ميداليته إلى عائلته كونه متوف.
وبدا في لقطات غير واضحة من الاحتفال، أن الرئيس الأميركي وضع ميدالية دوايت بيردويل لجهة الخلف. وجاء في تعليق مكتوب في أحد الحسابات على طول اللقطة ما يأتي: "يا إلهي، لقد قام بذلك فعلاً. لقد وضع بايدن الميدالية من الخلف. إنه يتدهور أمام أعيننا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إلا أنه كما لاحظ مدققو الحقائق في موقع "سنوبس" الإلكتروني، فإن اللقطات العالية الدقة للحدث الذي استضافه البيت الأبيض، تظهر بوضوح أن بايدن يضع الميدالية بالطريقة الصحيحة.
وجاء في كلمة الرئيس الأميركي خلال تلك المناسبة: "لقد صمدوا في وجه الخطر. وخاطروا بكل شيء للدفاع عن أمتنا وقيمنا. ومع ذلك، لم يحظ كل عنصر كان في الخدمة بالتقدير الذي يستحقه. إننا نضع اليوم الأمور في نصابها الصحيح. ونحن في صدد تقديم ميداليات التكريم لأربعة جنود قاموا بأعمال بطولية مذهلة خلال حرب فيتنام".
أحد الحسابات التي قامت بمشاركة مقطع الفيديو، يعود إلى سفير مجموعة "تورنينغ بوينت الولايات المتحدة" Turning Point USA وهي اتحاد طلابي، ما يشير إلى خلفية التسييس المحتمل، التي جعلت الفيديو يحظى بهذا المقدار من التداول، كوسيلة لإحراج جو بايدن.
وقام محافظون في الولايات المتحدة على غرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الذي أطلق على خصمه في عام 2020 لقب "جو الغافي" Sleepy Joe، بمهاجمة بايدن الذي بلغ من العمر 79 عاماً، باعتبار أنه بات مسناً للغاية ولا يتمتع بالقدرة العقلية والذهنية لتولي مهام الرئاسة.
وكان ترمب قد سخر أمام تجمع حاشد نظم أخيراً، من تلعثم الرئيس الأميركي، زاعماً أن بايدن "ليست لديه أي فكرة عما يحدث"، وداعياً إياه إلى الخضوع لاختبار الأداء الإدراكي.
ترمب الذي يبلغ من العمر 75 عاماً، واجه هو الآخر وبطبيعة الحال، سلسلة هجمات مماثلة أثناء وجوده في البيت الأبيض. ففي عام 2020، أجرى الرئيس الأميركي آنذاك اختباراً معرفياً "فقط لإسكات هؤلاء الأشخاص"، كما قال، ولمنعهم من مواصلة التعليق على صحته العقلية.
لكن الواقع، هو أن كلا الرجلين هما من أكبر الأشخاص سناً على الإطلاق، الذين تولوا منصب رئيس الولايات المتحدة.
وفي الحقيقة، يجادل بعض النقاد بأنه مع وجود عدد من الأفراد الأقوياء والأكثر نفوذاً في واشنطن- مثل نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأميركي، وجيم كلايبرن المسؤول عن الانضباط الحزبي في الأغلبية البرلمانية، وزعيم الأغلبية ستيني هوير، وميتش ماكونيل زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ- جميعهم في الثمانينيات من العمر، يمكن بحق وصف الولايات المتحدة بأنها "سلطة يتولاها مسنون" gerontocracy، تماماً كما آل إليه الاتحاد السوفياتي السابق في العقود الأخيرة التي سبقت مباشرة انهياره وأفوله.
© The Independent