حث نشطاء حقوقيون إيرانيون النساء على خلع الحجاب في الأماكن العامة، اليوم الثلاثاء، 12 من يوليو (تموز)، وهو "اليوم الوطني للحجاب والعفة"، ليواجهن خطر الاعتقال بتهمة انتهاك قواعد اللباس الإسلامي، في الوقت الذي يشن فيه حكام البلاد المتشددون حملة لقمع "السلوك غير الأخلاقي".
وبموجب الشريعة الإسلامية، التي فرضت بعد ثورة 1979 يتم إلزام النساء بتغطية شعرهن وارتداء ملابس طويلة وفضفاضة. وتواجه المخالفات عقوبة التوبيخ العلني أو دفع غرامة أو الاعتقال.
لكن بعد مضي عقود على الثورة، لا يزال الحكام من رجال الدين يبذلون جهوداً مضنية لتطبيق القانون، حيث ترتدي كثيرات من جميع الأعمار والخلفيات الثقافية معاطف ضيقة وأوشحة ذات ألوان زاهية يتم دفعها للخلف بحيث تكشف جزءاً كبيراً من الشعر.
يرى منتقدون ونشطاء أن جهود المؤسسة المكثفة لفرض الامتثال للحجاب تأتي ضمن حملة تضييق أوسع نطاقاً على المعارضة، وسط استياء متزايد بسبب الصعوبات الاقتصادية في الداخل والضغط الغربي المتزايد على إيران من الخارج، نتيجة لبرنامجها النووي المثير للجدل.
وفيما تقيم الدولة احتفالات في جميع أنحاء البلاد بـ"اليوم الوطني للحجاب والعفة"، انتقد نشطاء حقوقيون هذه الخطوة ودعوا النساء إلى خلع الحجاب.
وقالت عشرات من ناشطات حقوق المرأة البارزات في بيان مشترك، الاثنين 11 يوليو، إن "اليوم الوطني للحجاب والعفة ليس سوى ذريعة لاستهداف النساء وبدء موجة قمع جديدة ضد الشعب الإيراني وبخاصة النساء".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي استعراض للعصيان المدني، نشر إيرانيون خارج البلاد وداخلها وسماً (هاشتاج) بعنوان # نو تو حجاب (لا للحجاب) على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي على مدى أيام.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لنساء يخلعن حجابهن أثناء السير في الشوارع، وأخريات يقاومن شرطة الآداب. ولم يتسنَّ لـ"رويترز" التحقق من صحة مقاطع الفيديو.
وكتبت إحدى المستخدمات على "تويتر" عبارة "ينبغي أن يكون لي حق تقرير ما أريد أن أرتديه وألا أتعرض للسجن بسبب اختياري" متبوعة بوسم # نو تو حجاب.
لا حجاب ليخلع
انضم للحملة بعض النساء اللاتي يرتدين الحجاب طواعية والرجال. وكتب شخص يدعى ماشمولاك على "تويتر" "ليس لديَّ حجاب لأخلعه غير أني سأخرج للشارع لدعم نساء وفتيات وطني والدفاع عنهن. # نو تو حجاب".
وقالت الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران ومقرها نيويورك، الاثنين 11 يوليو، إن هناك "مخاوف جدية بخصوص مزيد من أعمال العنف والاعتقالات المحتملة في 12 يوليو".
وقالت وكالة فارس الإيرانية للأنباء، شبه الرسمية، إن أشخاصاً عديدين اعتقلوا يوم الاثنين 11 يوليو.
وحدث تداخل بين حملة # نو تو حجاب واحتجاجات مستمرة منذ أشهر لمعلمين ومتقاعدين وعمال وموظفين حكوميين على عدم دفع الأجور وانخفاض المعاشات وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وهو ما يضر بشرعية المؤسسة مع مطالبة المتظاهرين بتغيير سياسي.
وقال مسؤول حكومي إيراني سابق "إن هذا مثل سكب زيت على النار. الناس غاضبون بالفعل بسبب ارتفاع التضخم وزيادة الأسعار. إنهم محبطون للغاية. القهر لا ينجح أبداً".
وتتعرض المؤسسة الدينية في السنوات الماضية لموجات احتجاجات بسبب الحجاب. ففي عام 2014 أطلقت الناشطة الحقوقية مسيح علي نجاد حملة على "فيسبوك" عنوانها "حريتي الخفية"، نشرت فيها صوراً لإيرانيات غير محجبات مرسلة لها.
وفي عام 2017 أطلقت حملة لارتداء النساء حجاباً أبيض، وحدثت احتجاجات الحجاب عام 2018 عندما نزلت النساء إلى الشوارع وهن يرفعن الحجاب عالياً. وذكرت جماعات حقوقية أن عشرات النساء وضعن في السجن بإيران بسبب نشاطهن ضد الحجاب الإجباري.
وقالت مسيح علي نجاد لـ"رويترز"، "المؤسسة تخشى ثورة نسائية تبدأ اليوم بالفعل".