تنتشر موجة جديدة من الإصابات بفيروس كورونا بوتيرة سريعة في أنحاء آسيا، مما دفع السلطات لمناشدة السكان من نيوزيلندا إلى اليابان لاتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لإبطاء تفشي المرض ومساعدة أنظمة الرعاية الصحية على تجنب الانهيار تحت الضغط.
وتفرض الزيادة الحالية في عدد الإصابات، ومعظمها يعود لانتشار المتغيرين الفرعيين "بي أي 4" و"بي أي 5" من المتحورة "أوميكرون"، تحدياً إضافياً للسلطات التي لا تزال تحاول معالجة التداعيات الاقتصادية للموجات السابقة للجائحة، مع سعيها إلى تجنب تمديد أو إعادة فرض القيود التي لا تحظى بشعبية كبيرة بين الناس.
وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، الثلاثاء، من أن موجات جديدة من الإصابات بـ"كوفيد-19" تظهر أن الوباء "لم يقترب حتى من نهايته"، داعياً الحكومات إلى اعتماد "تدابير تمت تجربتها مثل وضع الأقنعة وتحسين التهوية وبروتوكولات الفحص والعلاج".
ضغط في نيوزيلندا
وأعلنت حكومة نيوزيلندا، الخميس 14 يوليو (تموز)، عن توزيع كمامات مجانية وإجراء فحوص سريعة في محاولة لتخفيف الضغط على النظام الصحي في البلاد، والذي يتصدى في الوقت الحالي لموجة إصابات من "كوفيد-19" والإنفلونزا خلال شتاء نصف الكرة الجنوبي.
وقالت عائشة فيرال، الوزيرة المسؤولة عن تنسيق الجهود لمكافحة الوباء، "ما من شك في أن تزامن الارتفاع الحاد في حالات كوفيد-19 مع أسوأ موسم للإنفلونزا في الذاكرة الحديثة وغياب بعض العاملين يضع الأطقم الصحية والنظام الصحي بأكمله تحت ضغط شديد".
وسجلت نيوزيلندا، التي يبلغ عدد سكانها 5.1 مليون نسمة، ما يقرب من 69 ألف إصابة حالية بالفيروس. ومن بين هؤلاء، هناك 765 مريضاً يتلقون العلاج في المستشفيات، مما تسبب في زيادة أوقات الانتظار وإلغاء عمليات جراحية.
اليابان وكوريا وأستراليا
وفي اليابان، ارتفعت حالات الإصابة الجديدة إلى مستويات لم تشهدها البلاد منذ أوائل هذا العام. ودعت الحكومة المواطنين إلى توخي الحذر بشكل خاص قبل عطلة نهاية الأسبوع الطويلة المقبلة والعطلات المدرسية الصيفية القريبة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن المقرر أن ترفع طوكيو مستوى الإنذار من "كوفيد-19" إلى أعلى مستوياته، بحسب ما ذكرت شبكة "فوجي" الإخبارية.
أما كوريا الجنوبية، التي سبق الإشادة بها مثل نيوزيلندا لتعاملها الناجح مع الجائحة في مراحلها الأولى، فقد شهدت تضاعف الحالات اليومية ثلاث مرات في غضون أسبوع واحد لتصل إلى أكثر من 39 ألفاً.
ويتوقع المسؤولون والخبراء أن تصل الحالات اليومية الجديدة في كوريا الجنوبية إلى 200 ألف بين منتصف أغسطس (آب) ونهاية سبتمبر (أيلول)، ما دفع السلطات إلى توسيع نطاق عملية توزيع جرعات اللقاح المعززة لكن من دون التخطيط لفرض قيود جديدة.
كما حذرت أستراليا من أنها قد تتعرض لأسوأ تفشٍّ لـ"كوفيد-19" خلال الأسابيع القليلة المقبلة بسبب انتشار المتغيرين الفرعيين "بي أي 4" وبي أي 5". وقالت السلطات إنها تتوقع تسجيل "الملايين" من الإصابات الجديدة، لكنها استبعدت فرض أي قيود صارمة لاحتواء الانتشار.
الصين
وفي الصين، يسجل البر الرئيس أكثر من 300 إصابة منقولة محلياً بالمتوسط يومياً في يوليو، ارتفاعاً من نحو 70 إصابة يومياً في يونيو (حزيران)، إذ تساعد سياسة بكين الصارمة والمعروفة باسم "صفر كوفيد" في إبقاء المرض تحت السيطرة وتمنع اكتظاظ المستشفيات.
وقالت حكومة شنغهاي الخميس إن المدينة الصينية سجلت 42 إصابة محلية جديدة من دون أعراض بفيروس كورونا في 13 يوليو، انخفاضاً من 50 في اليوم السابق.
وسجلت المدينة خمس إصابات محلية ظهرت عليها أعراض، وهو العدد نفسه المسجل في اليوم السابق. ولم ترصد المدينة إصابات جديدة خارج مناطق الحجر الصحي.
كما لم تسجل شنغهاي وفيات جديدة مرتبطة بـ"كوفيد-19" في 13 يوليو، لتظل الحصيلة من دون تغيير عن اليوم السابق.