من المقرر أن يجتمع البرلمان السريلانكي السبت 16 يوليو (تموز) لبدء عملية انتخاب رئيس جديد.
يأتي ذلك بعد أن وافق البرلمان أمس الجمعة على استقالة الرئيس السابق غوتابايا راجاباكسا بعد فراره إلى سنغافورة هرباً من المتظاهرين المناهضين للحكومة الذين احتلوا مقر إقامته الرسمي ومكاتبه.
تم نشر أكثر من 100 من رجال الشرطة والأمن ببنادق هجومية على الطريق المؤدي إلى البرلمان اليوم السبت، حيث تم وضع الحواجز ومدافع المياه لمنع أي اضطرابات. وقامت طوابير من قوات الأمن بدوريات على طريق آخر يؤدي إلى البرلمان، على الرغم من عدم وجود دلائل على وجود أي متظاهرين.
ومن المقرر أن ينتخب أعضاء البرلمان رئيساً جديداً في غضون أسبوع، بعد أن أدى رئيس الوزراء رانيل ويكريميسنجه وهو حليف لراجاباكسا الممثل الوحيد لحزبه في البرلمان اليمين كرئيس بالإنابة لحين انتخاب رئيس جديد.
تم اختيار "ويكرميسينغ"، الذي يريد المحتجون رحيله أيضاً، كمرشح الحزب الحاكم للرئاسة يوم الجمعة، وقد تشهد البلاد مزيداً من الاضطرابات في حالة انتخابه.
أما مرشح المعارضة للرئاسة فهو ساجيث بريماداسا، كما يخوض السباق أيضاً النائب البارز للحزب الحاكم دولاس ألاهابيروما.
كانت الاحتجاجات قد تصاعدت لأشهر عدة في سريلانكا نتيجة الانهيار الاقتصادي ثم اشتدت حدتها قبل أسبوع عندما استولى مئات الآلاف من الأشخاص على المباني الحكومية في كولومبو، واتهموا عائلة راجاباكسا وحلفاءها بالمسؤولية عن التضخم الجامح ونقص السلع الأساسية والفساد.
وأصبحت طوابير الوقود التي تستمر لأيام أمراً معتاداً في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة، بينما تضاءلت احتياطيات النقد الأجنبي لتقترب من الصفر وبلغ معدل التضخم الكلي 54.6 في المئة الشهر الماضي.
وقال وزير الطاقة السريلانكي كانشانا ويجيسيكيرا، إن البلاد تلقت أول شحنة من ثلاث شحنات وقود اليوم السبت. وهذه أول شحنات تصل إلينا منذ نحو ثلاثة أسابيع.
كما ستصل شحنة أخرى من الديزل اليوم، ومن المقرر أن تصل شحنة بنزين بحلول الثلاثاء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
راجابكسا: بذلت جهدي
إلى ذلك، أكد الرئيس السريلانكي السابق غوتابايا راجابكسا أنه بذل "أقصى ما في وسعه" لتجنيب البلاد الكارثة الاقتصادية التي تشهدها، لكن الوباء قوض جهوده، بحسب ما ورد في رسالة استقالته التي تُليت أمام البرلمان السبت.
وتلا الأمين العام للبرلمان دهاميكا داساناياكي أمام النواب رسالة استقالة مقتضبة أرسلها راجابكسا من سنغافورة التي فر إليها.
وأعرب راجابكسا في رسالته عن "رضاه الشخصي" لتمكّنه من "حماية شعبنا من الوباء رغم الأزمة الاقتصادية التي نواجهها مذّاك".
وأودى فيروس كوفيد-19 بحياة أكثر من 16500 شخص في الجزيرة البالغ عدد سكانها 22 مليون نسمة. ورفض راجابكسا تطبيق الحجر الصحي خلال موجة الوباء الأولى، وقال للأطباء "لا داعي للهلع".
وأكد أحد وزرائه أن سريلانكا ليست بحاجة إلى لقاحات أجنبية، وأن العلاجات المحلية أكثر من كافية.
تآكل الاحتياط النقدي
وجاء في رسالة راجابكسا أن احتياطي سريلانكا من النقد الأجنبي كان ضئيلا عندما تولى منصبه في تشرين الثاني (نوفمبر) 2019، وأن الوباء الذي أعقب ذلك دمّر الاقتصاد.
ولكن تظهر الأرقام الرسمية أنه كان لسريلانكا هامش احتياطي مريح قدره 7,5 مليار دولار عندما وصل راجابكسا إلى السلطة في عام 2019. ولم يتبق من الاحتياطي سوى مليون دولار فقط لدى مغادرته، علما بأن البلاد متخلّفة عن سداد مستحقّات ديونها الأجنبية منذ منتصف نيسان (أبريل).
وقال الرئيس السابق إن "القيود بين عامي 2020 و2021 أدت إلى تآكل احتياطي النقد الأجنبي". وأضاف "بذلت قصارى جهدي من أجل البلد".
ولم يحصل أي نقاش بعد تلاوة رئيس مجلس النواب الرسالة والإعلان الرسمي لاستقالة الرئيس، ورفعت الجلسة الخاصة بعد 13 دقيقة. ومن المقرر أن يلتئم البرلمان الأسبوع المقبل لانتخاب خلف لراجابكسا، الذي فر إلى سنغافورة بعد أن اقتحم متظاهرون مقر إقامته في 9 تموز (يوليو).