قالت إيران إنها تبلغت موافقة السعودية على انتقال الحوار الهادف إلى إعادة العلاقات المقطوعة منذ أعوام بين الدولتين الكبيرتين على ضفتي الخليج من المستوى الأمني إلى السياسي العلني، وفق ما أفاد به وزير خارجيتها حسين أمير عبداللهيان.
وكان الملف الأمني هو المعطل لتقدم الحوار بين البلدين، إذ تصر الرياض على تسوية الملف الأمني التي تسبب به تدخل إيران في المنطقة، بحسب اتهاماتها.
في حين أكد الوزير الإيراني أن الإمارات والكويت تعتزمان رفع تمثيلهما الدبلوماسي في طهران إلى مستوى "سفير قريباً"، بعد خفضه على إثر قطع العلاقات بين إيران والسعودية.
وأجرى البلدان خمس جولات من الحوار في بغداد بدءاً من العام الماضي، وأقيمت الجولة الأخيرة في أبريل (نيسان)، وحضرها مسؤولون في أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ورئاسة الاستخبارات السعودية، وفق تقارير صحافية.
وقال أمير عبداللهيان "في ما يخصّ السعودية، أجرينا خمس جولات من المفاوضات أقيمت بشكل رئيسي على المستوى الأمني، وتم تحقيق تقدم في هذه المفاوضات"، وذلك في حوار مع التلفزيون الرسمي.
وأضاف "تلقينا الأسبوع الماضي رسالة من وزير الخارجية العراقي بأن الجانب السعودي مستعد لنقل المباحثات إلى المستوى السياسي والعلني، ونحن أبدينا استعدادنا لدخول المباحثات المرحلة السياسية".
وأعرب عن أمله بأن يؤدي ذلك "إلى عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران إلى طبيعتها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقطعت السعودية علاقاتها مع إيران في يناير (كانون الثاني) 2016، بعد تعرض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد، لاعتداءات من قبل محتجين لم تتدخل السلطات الأمنية لمنعهم.
وبدأت جلسات الحوار بين البلدين في أبريل 2021 بتسهيل من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي تربطه علاقات جيدة بالجانبين.
وزار الكاظمي الرياض وطهران في يونيو (حزيران) ضمن جهود تسهيل الحوار، وشدد على أهمية "استقرار المنطقة".
وتعد الدولتان أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الإقليمية، وأبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفاً عسكرياً داعماً للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، وتتهم طهران بدعم ميليشيات الحوثي الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.
كذلك، تبدي السعودية قلقها من نفوذ إيران الإقليمي، وتتّهمها بـ"التدخّل" في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.
تأتي تصريحات أمير عبداللهيان بشأن الحوار مع الرياض، بعد أيام من تأكيد الإمارات أنها تبحث في تعيين سفير في طهران، بعدما خفضت تمثيلها إثر قطع العلاقات الإيرانية السعودية.
وقال مستشار الرئيس الإماراتي للشؤون الدبلوماسية أنور قرقاش "نبحث بالفعل في مسألة إرسال سفير إلى إيران"، مشدداً في تصريحات للصحافيين على ضرورة خفض "التصعيد" الإقليمي.
وأكد الوزير الإيراني أن "الإمارات قررت إرسال سفير إلى طهران"، متوقعاً أن يحصل هذا الأمر "قريباً".
كما أفاد عن خطوة كويتية مماثلة.
وقال "قدّمت الكويت سفيرها ونحن أبدينا موافقتنا (على اسمه). السفير الكويتي الجديد سيصل إلى طهران في الأيام القليلة المقبلة".