شهدت الأيام الأخيرة تسلل الشك والتوتر إلى معسكر نادي تشيلسي الإنجليزي المقام في أميركا، استعداداً للموسم الجديد، إذ يخوض البلوز أولى مبارياته في الدوري الممتاز أمام مضيفه إيفرتون يوم السادس من أغسطس (آب) المقبل.
ويمر تشيلسي بفترة إعادة بناء بعد نهاية أشهر من التخبط والضبابية، بدأت بتحفظ الحكومة البريطانية على أملاك مالكه السابق الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على خلفية العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، ثم بيع النادي اللندني إلى تحالف استثماري يقوده الملياردير الأميركي تود بوهلي في مقابل 4.25 مليار جنيه استرليني.
وبدا أن تشيلسي استعاد موقعه على بوصلة النجاح حين بدأت إدارته في البحث عن تدعيم صفوف الفريق لمساعدة المدير الفني توماس توخيل في المنافسة محلياً وقارياً خلال الموسم الجديد، لكن النادي اللندني تلقى صدمات عدة في سوق الانتقالات أكثرها من برشلونة الإسباني، ويبدو أن ذلك أثر في الفريق.
واستهل تشيلسي مباراته الودية في كأس فلوريدا الودي بالفوز على كلوب أميركا المكسيكي بنتيجة (2-1)، ثم خسر من شارلوت الأميركي بركلات الترجيح بنتيجة (3-5) بعد التعادل (1-1) في وقت المباراة، قبل أن ينهار تماماً أمام جاره اللدود أرسنال بنتيجة (0-4).
وثار المدير الفني لتشيلسي الألماني توخيل على لاعبه بعد الهزيمتين المتتاليتين وأصر قائلاً، "لم نكن قادرين على المنافسة بأي شكل، الجزء المقلق هو انهيار مستوى الالتزام، وكان أرسنال أعلى منا بكثير جسدياً وذهنياً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويأمل توخيل بأن يثبت فريقه صدق كلمات المدير الفني السابق لتشيلسي جوزيه مورينيو حين قال، "نتائج الموسم التحضري مزيفة"، في إشارة إلى أن نتائج المباريات الودية التحضيرية لا يمكن أن تعبر عن المستويات الحقيقية للأندية.
وما يقلق توخيل أن كلمات مورينيو لم تكن دقيقة حين قالها بعد فترة وجيزة من هزيمة تشيلسي بنتيجة (4-2) أمام نيويورك ريد بولز قبل موسم 2015 إذ ثبت العكس، وبحلول ديسمبر (كانون الأول) تمت الاطاحة بالمدرب البرتغالي من إستاد ستامفورد بريدج بعد تلقي تسع هزائم في أول 16 مباراة.
وكان توخيل ينتظر إبرام ناديه عدداً كبيراً من الصفقات لدعم الفريق، وبالفعل ضم الجناح الإنجليزي الدولي رحيم سترلينغ من مانشستر سيتي في مقابل 56 مليون يورو، وقلب الدفاع السنغالي المخضرم كاليدو كوليبالي من نابولي الإيطالي نظير 38 مليون يورو، لكن صفقات النادي اصطدمت بطموحات أندية أوروبية أخرى أبرزها برشلونة.
وكشفت تقارير صحافية إنجليزية وأوروبية منذ بداية نافذة الانتقالات الصيفية رغبة تشيلسي في ضم الجناح البرازيلي الدولي رافينيا من ليدز يونايتد، لكن رغبة اللاعب البالغ من العمر 26 سنة حسمت انتقاله إلى برشلونة.
وكان تشيلسي يضع اسم الجناح الدولي الفرنسي عثمان ديمبيلي كخيار بديل في حال فشل ضم رافينيا، لكن برشلونة قطع الطريق أمام تشيلسي بتوقيع عقد جديد مع لاعبه حتى العام 2024، بعد نهاية عقده في الصيف الحالي.
وقبل أيام من هاتين الصفقتين أعلن برشلونة ضم المدافع الدنماركي أندرياس كريستينسن في صفقة مجانية بعد نهاية عقده مع تشيلسي.
ولا يزال برشلونة عائقاً في طريق توقيع تشيلسي مع المدافع الفرنسي جول كوندي، على الرغم من تأكيد التقارير الإعلامية الأوروبية أن العرض المالي لتشيلسي أكبر من عرض برشلونة، لكن رغبة اللاعب جعلته أقرب إلى الانضمام لكتيبة المدير الفني تشابي هيرنانديز في إستاد سبوتيفاي كامب نو.
ولا تتوقف مساعي برشلونة عند حد خطف كوندي، بل لا يزال العملاق الكتالوني يغازل قلب دفاع تشيلسي المخضرم سيزار إزبيلكويتا لضمه خلال الصيف الحالي، وهو ما قد يؤثر بقوة في جودة دفاع البلوز قبل موسم مضغوط.
وعلى الرغم من مغازلة تشيلسي للثنائي الدفاعي بريسنيل كيمبيمبي لاعب باريس سان جيرمان وناثان آكي لاعب مانشستر سيتي، إلا أنه يبدو أن الصفقتين في غاية الصعوبة بسبب تمسك إدارة بطلي فرنسا وإنجلترا باللاعبين.
ولا يزال توخيل يعاني تأخر مستوى الثنائي الدفاعي تريفوه شالوبا ومالانغ سار البالغان من العمر 23 سنة اللذين لم يفعلا الكثير لكسب ثقة المدرب خلال مباراة أرسنال.
ويسابق تشيلسي الزمن لإبرام تعاقدات مميزة قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية أملاً بالحفاظ على ملامح مشروع بناء فريق البلوز الجديد.