اقتحم محتجون، الإثنين 25 يوليو (تموز) الحالي، قاعدة للأمم المتحدة بمدينة غوما في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، ونهبوها، متهمين بعثة حفظ السلام الأممية بأنها عديمة الجدوى في مكافحة الجماعات المسلّحة التي تنشط في شرق للبلاد.
وبعد أن قطعوا الطرق الرئيسة في غوما، عاصمة إقليم شمال كيفو، هاجم محتجون توزعوا على مجموعتين مقر البعثة الأممية وقاعدتها اللوجيستية الواقعة في ضواحي المدينة.
حرق ونهب وتكسير
وأمام مدخل مقر بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية المعروفة بـ"مونوسكو"، عمد متظاهرون غاضبون إلى إشعال إطارات ومواد بلاستيكية، ثم اقتحموا المقر ونهبوه، وفق مراسل وكالة الصحافة الفرنسية. وعمدوا بعد ذلك إلى تحطيم الواجهات الزجاجية والجدران ونهب الحواسيب والكراسي والطاولات وأغراض قيّمة. وتم إجلاء عناصر تابعين للبعثة كانوا يوجدون في المقر بواسطة مروحيتين.
وفي المقلب الآخر للمدينة، سجّلت تحركات مماثلة في القاعدة اللوجيستية التابعة للبعثة، إذ أُصيب تلميذ بالزي المدرسي برصاصة في الساق أطلقت من داخل الموقع.
وأطلق عناصر الأمن التابعون للأمم المتحدة الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق المحتجين قبل أن تتدخل القوات المسلحة الكونغولية. وتم توقيف عدد من المتظاهرين.
وجاء في بيان للبعثة أن "مونوسكو تدين بشدة الهجوم على مكاتبها في غوما، في شمال كيفو، الذي نفذته مجموعة من اللصوص على هامش تظاهرة كان رئيس بلدية غوما قد منع إقامتها".
وتابع البيان أن البعثة "قلقة للغاية من جراء هذه الحادثة البالغة الخطورة التي وقعت غداة تصريحات عدائية وتهديدات سافرة وجهها أفراد وجماعات إلى الأمم المتحدة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعلن المتحدث باسم رئاسة الوزراء الكونغولية باتريك مويايا في تغريدة على "تويتر" أن الحكومة "تدين بشدة كل هجوم من أي نوع كان على أفراد طاقم الأمم المتحدة ومنشآتها"، مضيفاً، "سيُلاحَق المسؤولون، وسيُعاقَبون بشدة".
انتقادات للبعثة الدولية
يُذكر أنه خلال اجتماع عُقد في 15 يوليو الحالي في غوما، طالب رئيس مجلس الشيوخ الكونغولي موديست باهاتي، بعثة "مونوسكو" بـ"حزم الحقائب" بعد 22 سنة على حضور أخفق في إرساء السلام بشرق البلاد الذي يشهد اضطرابات منذ نحو ثلاثة عقود.
وتساءل شدراك كامبالي، وهو سائق "توك توك" في غوما، "لقد قالوا إنهم لا يمتلكون القوة لمكافحة حركة (أم 23)، فما الذي يفعلونه حالياً في بلدنا؟".
وعلى غراره يتهم متظاهرون كُثر "مونوسكو"، بأنها عاجزة عن كبح أعمال العنف والهجمات التي تشنّها مئات الجماعات المسلحة التي تنشط في شرق البلاد.
وقال المتظاهر كريستيان كامبالي، "منذ أن بدأت هذه الحرب في الكونغو، لم نرَ دليلاً واحداً قدّمته مونوسكو يثبت أن الخوذ الزرقاء قضوا على فصيل مُسلّح".
بدوره، قال المتظاهر سنكارا بن، "لم نعد نريد أن نرى مونوسكو تسير في شوارع غوما، لم نعد نريد أن نرى طائراتها تحلّق في المجال الجوي للجمهورية".
ونُظّمت التظاهرة بدعوة من منظمات مجتمع مدني وحزب الرئيس فيليكس تشيسيكيدي، "الاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدّم الاجتماعي".
والبعثة الموجودة في جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ عام 1999 تحت تسمية "بعثة الأمم المتحدة في الكونغو" قبل أن تتغير تسميتها إلى "بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية" بعد تعديل التفويض المعطى لها في عام 2010، تُعد واحدة من أكبر البعثات الأممية في العالم وأكثرها كلفة، مع ميزانية سنوية تبلغ مليار دولار.
ويتخطى عديد جنود حفظ السلام التابعين للبعثة حالياً 14 ألف عسكري.