هبطت أسعار النفط العالمية، الإثنين 1 أغسطس (آب)، خلال أولى تعاملات الأسبوع، بعد أن أدت البيانات الاقتصادية الصينية الضعيفة إلى زيادة المخاوف من أن التباطؤ العالمي قد يضعف الطلب على الخام.
وبحلول الساعة 14:15 بتوقيت "غرينتش" انخفضت العقود الآجلة لخام "برنت" تسليم أكتوبر (تشرين الأول) 3.72 دولار بنسبة 3.4 في المئة، لتسجل 100.24 دولار للبرميل بعد ارتفاعها 2.7 في المئة خلال جلسة الجمعة.
وهبطت العقود الآجلة للنفط الأميركي تسليم سبتمبر (أيلول) 4.5 دولار أو 4.6 في المئة إلى 94 دولاراً للبرميل، بعد أن صعدت 2.3 في المئة خلال الجلسة السابقة.
وحقق خام "برنت" والخام الأميركي الأسبوع الماضي مكاسب بنحو 6.6 و4.1 في المئة على التوالي، ولكن في شهر يوليو (تموز) تراجع كلا الخامين بنحو 4.2 و6.7 في المئة على الترتيب، لتكون الخسائر الشهرية الثانية على التوالي.
مخاوف الطلب
ويشهد النفط تداولاً متقلباً خلال الأشهر الأخيرة، إذ أضرت المخاوف في شأن التباطؤ بالطلب على السلع حتى مع الإشارات الأساسية إلى الظروف المادية التي لا تزال ضيقة.
وقال مدير أبحاث التعدين وسلع الطاقة في بنك "الكومنولث الأسترالي" فيفيك دهار إنه "من المرجح أن يكون الانخفاض في مؤشر مديري المشتريات التصنيعي في الصين السبب الرئيس لانخفاض أسعار النفط"، مضيفاً لوكالة "بلومبيرغ" أن "الوضع في الصين سيعيد إثارة القلق من استمرار ضعف الاستهلاك السلعي العالمي".
وأشارت بيانات عطلة نهاية الأسبوع إلى انكماش مفاجئ في نشاط المصانع الصينية، مما يسلط الضوء على كلفة تفضيل بكين لقيود التنقل في مكافحة موجة كورونا.
وفي غضون ذلك انتعش إنتاج الخام في ليبيا بعد سلسلة من الاضطرابات التي أدت إلى انخفاض المعروض بأكثر من النصف، ووفقاً لوزير نفط ليبيا محمد عون فقد وصل الإنتاج على الصعيد الوطني إلى 1.2 مليون برميل يومياً، وهو مستوى شوهد آخر مرة أوائل أبريل (نيسان).
اجتماع "أوبك+"
ويركز المستثمرون على اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها بما في ذلك روسيا، الأربعاء المقبل، مع وضع المجموعة لسياستها في سبتمبر، وقد أعادت الرياض وموسكو أخيراً تأكيد التزامهما المشترك بسوق مستقرة.
وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن مصادر في "أوبك+" أن التحالف سيدرس إبقاء إنتاج النفط من دون تغيير لشهر سبتمبر، لكن بحسب مصدّرين ستتم مناقشة زيادة متواضعة.
وقال الأمين العام الجديد لمنظمة "أوبك" هيثم الغيص في مقابلة حصرية نشرتها صحيفة "الرأي" الكويتية الأحد الماضي، إن وجود روسيا في تحالف "أوبك+" أساس لنجاح الاتفاق.
وأضاف أن منظمة "أوبك" ليست في منافسة مع روسيا التي وصفها بأنها "لاعب كبير ورئيس ومؤثر بشكل كبير في خريطة الطاقة العالمية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسيرأس الغيص، محافظ الكويت السابق في "أوبك"، أول اجتماع له في "أوبك+" في الثالث من أغسطس الحالي، وستنظر المجموعة في إبقاء إنتاج النفط من دون تغيير لشهر سبتمبر، على الرغم من دعوات الولايات المتحدة إلى زيادة الإمدادات.
وقال الغيص متحدثاً عن الزيادات الأخيرة في أسعار النفط، "بالنسبة إليّ ما زلت أؤكد أن ارتفاع أسعار النفط أخيراً ليس مرتبطاً فقط بالأحداث بين روسيا وأوكرانيا، ولكن البيانات كلها تؤكد أن الأسعار بدأت بالارتفاع في شكل تدريجي وتراكمي قبل اندلاع الأحداث الروسية – الأوكرانية، بسبب التصور السائد في الأسواق بأن هناك نقصاً في القدرة الإنتاجية الاحتياطية التي أصبحت محصورة في دول قليلة ومحدودة".
وارتفعت أسعار النفط في 2022 إلى أعلى مستوياتها منذ 2008، إذ قفزت إلى ما فوق 139 دولاراً للبرميل خلال مارس (آذار)، بعد أن فرضت الولايات المتحدة وأوروبا عقوبات على روسيا بسبب حرب أوكرانيا.
ومنذ ذلك الحين تراجعت الأسعار إلى نحو 108 دولارات للبرميل، وأدى ارتفاع التضخم وزيادة أسعار الفائدة إلى إثارة المخاوف من حدوث ركود قد يؤدي إلى تراجع الطلب.
نتائج شركات النفط الصخري
وتوقعت وكالة "بلومبيرغ" أن تسجل شركات التنقيب عن النفط الصخري في الولايات المتحدة أرباحاً فصلية قياسية خلال الربع الثاني بعد أكثر من عقد من الخسائر، فبعد أن سجل أكبر 28 منتجاً مستقلاً للنفط في الولايات المتحدة خسائر تجاوزت 115 مليار دولار خلال السنوات العشر التي سبقت جائحة كورونا، تشير التوقعات إلى أنه بنهاية الربع الثاني ستحقق هذه الشركات تدفقات نقدية حرة بأكثر من 25 مليار دولار.
أما للعام بأكمله فقد تصل قيمة التدفقات النقدية الحرة إلى أكثر من 100 مليار دولار، أي ضعف ما سجلته العام الماضي، وتسع مرات أكثر من القيمة المجمعة لهذه التدفقات بين عامي 2018 و2020.