خيم الترقب على الأسواق الدولية مع تباطؤ الاقتصاد الصيني وتراجع الذهب، لكن الأسهم الأوروبية بدأت صعوداً مدعومة بمكاسب جديدة لأسهم الرعاية الصحية، في حين أشعلت مؤشرات على تباطؤ الاقتصاد الصيني هرباً إلى قطاعات مثل الاتصالات والمنتجات الاستهلاكية المهمة التي ينظر إليها عادة على أنها محصنة ضد الدورات الاقتصادية. وارتفع المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.3 في المئة، بعد أن سجل أعلى مستوياته في شهرين عند الفتح.
وصعدت أسهم الرعاية الصحية بدعم من سهم "أسترازينيكا" الذي ارتفع 2.6 في المئة بعد أن قالت شركة الأدوية إن عقارها الخاص بالسرطان "إنهيرتو" الذي تم تطويره مع "داييتشي سانكيو" اليابانية يؤخر تطور شكل من أشكال سرطان الثدي المتقدم لحالات عولجت في السابق.
وقفز سهم "هيلو فريش" 8.1 في المئة بعد أن أعلنت شركة صناعة أدوات الوجبات الألمانية عن نتائج ربع سنوية أفضل من المتوقع.
وانخفض سهم "هنكل" 1.3 في المئة، إذ قالت مجموعة السلع الاستهلاكية الألمانية إن ارتفاع كلفة المواد أثر على الأرباح في النصف الأول من العام.
وتراجعت أسهم شركات صناعة السيارات والتعدين المنكشفة على الصين بعد أن خفض البنك المركزي للبلاد أسعار الإقراض الرئيسة في تحرك مفاجئ لإنعاش الطلب، إذ أظهرت البيانات تباطؤ الاقتصاد بشكل غير متوقع في يوليو (تموز).
الذهب يهبط مع صعود الدولار
وتراجعت أسعار الذهب مع انتعاش الدولار وسط توقعات لرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة رفعاً حاداً، مما زاد من الضغط على المعدن الأصفر.
وهبط الذهب في المعاملات الفورية 0.6 في المئة إلى 1791.33 دولار للأوقية "الأونصة" بعد ارتفاعه بنحو 1.6 في المئة الأسبوع الماضي. وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.5 في المئة إلى 1807.30 دولار. ومحا الدولار خسائره السابقة ليصعد 0.2 في المئة مقابل منافسيه، مما يجعل الذهب أكثر كلفة بالنسبة للمشترين الذين يحملون عملات أخرى.
ويترقب المستثمرون محضر اجتماع السياسة النقدية الأخير لمجلس الاحتياطي الاتحادي المقرر صدوره يوم الأربعاء للحصول على مزيد من القرائن على رفع أسعار الفائدة في المستقبل.
وعلى الرغم من أن الذهب يعد وسيلة تحوط ضد التضخم، فإن ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية يحد من جاذبية المعدن الأصفر الذي لا يدر عائداً.
وقال محللو "أي أن زد" في مذكرة، "سجل الذهب مكاسبه الأسبوعية الرابعة على التوالي وسط تراجع الضغوط التضخمية. ومع ذلك، قد تكون هذه القضايا نفسها سلبية في نهاية المطاف".
الدولار يرتفع
وارتفع الدولار الأميركي الذي يعد ملاذاً آمناً، بعد صدور مجموعة جديدة من البيانات المخيبة للآمال من الصين عززت المخاوف من ركود عالمي، في حين تراجع اليوان بعد خفض بنك الشعب الصيني سعر الفائدة على نحو مفاجئ.
وجاء الإنتاج الصناعي الصيني ومبيعات التجزئة والاستثمار في الأصول الثابتة أقل من تقديرات المحللين، الإثنين، مع تعثر التعافي الوليد من عمليات الإغلاق القاسية لمكافحة جائحة "كوفيد-19".
وقال إيبيك أوزكاردسكايا، محلل السوق في سويسكوت، "بالطبع تؤثر البيانات السيئة من الصين على مخاوف الركود بالنسبة لبقية العالم". وأضاف أن هذا دفع اليورو للانخفاض مقابل الدولار.
كما تلقى الدولار دعماً من التعليقات المتشددة لصانعي السياسة في مجلس الاحتياطي الاتحادي رداً على مؤشرات مبكرة تشير إلى أن التضخم في الولايات المتحدة ربما بلغ ذروته.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وصرح رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي في ريتشموند، توماس باركين، لشبكة "سي أن بي سي"، الجمعة، بأنه يود أن يرى التضخم يتجه نحو هدف المركزي الأميركي البالغ اثنين في المئة "لبعض الوقت" قبل إيقاف رفع أسعار الفائدة.
وتراجع سعر اليوان في التعاملات في الداخل إلى أدنى مستوى في أسبوع عند 6.7696 للدولار، مقارنة بالإغلاق السابق عند 6.7430، بعد أن خفض بنك الشعب الصيني بشكل غير متوقع كلفة الاقتراض على قروض متوسطة الأجل وأداة سيولة قصيرة الأجل للمرة الثانية هذا العام.
وارتفع مؤشر الدولار الأميركي مقابل ست عملات منافسة 0.25 في المئة إلى 105.96، معززاً وضعه بالقرب من منتصف نطاقه خلال هذا الشهر.
وهبط اليورو 0.24 في المئة إلى 1.0232 دولار، متأثراً بالمتاعب التي تواجه أوروبا بسبب الحرب في أوكرانيا والبحث عن مصادر طاقة غير روسية وتضرر الاقتصاد الألماني من شح الأمطار.
مؤشر اليابان يسجل أعلى مستوياته
وقفز المؤشر الياباني " نيكي" إلى أعلى مستوياته في أكثر من سبعة أشهر، مدعوماً بمكاسب "وول ستريت" في نهاية الأسبوع الماضي، كما أدت أرباح قوية للشركات إلى زيادة الإقبال على المخاطرة ودفعت المستثمرين إلى اقتناص الأسهم المتراجعة.
وارتفع "نيكي" 1.14 في المئة إلى 28871.78 نقطة، مواصلاً تحقيق مكاسب للجلسة الثانية، في حين ارتفع المؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 0.6 في المئة إلى 1984.96 نقطة.
وأغلقت "وول ستريت" على ارتفاع، الجمعة، مع مؤشرات على أن التضخم بلغ ذروته في يوليو (تموز) عززت ثقة المستثمرين في أن سوقاً صاعدة قد تكون في الطريق، مما دفع المؤشرين "ستاندرد أند بورز 500" و"ناسداك" لتحقيق مكاسبهما الأسبوعية الرابعة على التوالي.
وقال إيكو ميتسوي، وهو مدير صندوق في أيزاوا للأوراق المالية، "كان هناك تفاؤل في سوق الأسهم الأميركية في الجلسة السابقة. وقد شجع ذلك المستثمرين على المراهنة على الأسهم التي شهدت عمليات بيع، لكنها سجلت أرباحاً قوية".
وأظهر المستثمرون على ما يبدو استجابة بسيطة للبيانات التي أشارت إلى انتعاش الاقتصاد الياباني بوتيرة أبطأ من المتوقع في الربع الثاني بعد الركود الناجم عن "كوفيد-19".
وقال ميتسوي، "يحاول المستثمرون الآن تحديد ما إذا كانت السوق قد تعافت، أم سيكون هناك تراجع آخر، ولكن يبدو أنهم يراهنون مراهنات إيجابية اليوم".
وقفز سهم صن دراج للصيدليات 10.77 في المئة بعد زيادة توقعات توزيعات الأرباح. وصعد سهم "دايتشي سانكيو" 14.52 في المئة بعد أن قالت شركة الأدوية الأميركية سيجين إن جهة تحكيمية حكمت لصالح شركة الأدوية اليابانية في شأن اتفاق بين الشركتين لاستخدام تكنولوجيا أدوية.
وقدم سهم "دايتشي سانكيو" ثاني أكبر دفعة للمؤشر "نيكي"، بعد المستثمر التكنولوجي، مجموعة "سوفت بنك"، الذي ارتفع سهمها 5.17 في المئة. وتقدم سهم "فاست ريتيلنج" مالكة متاجر "يونيكلو" للملابس 0.92 في المئة.