لم تتوان الجامعات التركية عن افتتاح فروع لها في ريف حلب، مستفيدةً من فرص بسط نفوذ أنقرة على تلك المناطق. وتأتي تلك الخطوات استجابةً للصعوبات التي تواجه طلاب المرحلة الجامعية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا، ومن تلك الصعوبات عدم إمكانية الطلاب الانتقال إلى الجامعات الحكومية السورية.
ولا تتوقف الهواجس التعليمية والمالية للطلاب، متمثلةً بمصاريف وتكاليف التعليم الجامعي المرتفع، ومع بروز تحد جديد بشأن مدى الاعتراف بتلك الشهادات الجامعية الممنوحة عربياً ودولياً، بينما تجد تلك الجامعات التركية بشقيها الحكومي والخاص الفرصة مواتية للتوغّل واستقطاب مزيد من الطلبة الراغبين في الدراسة الجامعية.
الحكومية والبديلة
كثّفت الجامعات التركية نشاطها عام 2015 بالتزامن مع خروج مناطق شمال سوريا، خصوصاً الريف المحاذي للحدود التركية، عن سيطرة الدولة.
فمن الجامعات التي كان ينتسب إليها الناجحون في شهادة التعليم الثانوي، قبل الحرب، حلب ودمشق والبعث في مدينة حمص، وتشرين في مدينة اللاذقية، إضافة إلى جامعة الفرات في دير الزور، وجامعة إدلب التي تتبع إدارياً لجامعة حلب وجامعات خاصة في عدد من المحافظات السورية.
ومع الحاجة، بدأ إقبال الطلاب على الجامعات الجديدة، بديلاً من الجامعات الرسمية التي أصبحوا عاجزين عن الالتحاق بها، فبات أهالي مناطق الشمال يسمعون بأسماء جامعات جديدة، منها جامعة إدلب، وجامعة حلب الحرة بفروعها في ريفي حلب الشمالي والشرقي، وجامعات ماري وإيبلا وأكسفورد والشام العالمية التي تتبع لهيئة الإغاثة التركية وجامعة حران وهي حكومية تركية، افتتحت فرعاً لها في مدينة الباب في ريف حلب الشمالي، وجامعة غازي عنتاب التي افتتحت فرعاً جديداً في مدينة جرابلس في ريف حلب الشرقي.
العلم واختبار السياسة
يسأل كثيرون من السوريين عما إذا كانت الغاية التجارية وحدها وراء تلك الجامعات التركية، وعن علاقتها بالسياسة، خصوصاً أن إدارتها تركية وترفع العلم التركي. وليس مستغرباً أن يعتبر عضو مجلس الشعب السوري أحمد مرعي تلك المؤسسات ضمن "التغلغل الثقافي الجديد لسياسة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في سوريا".
لكن، يرى مرعي أن "لا تأثير لكل هذه الإجراءات لأن السوريين في هذه المنطقة خبروا التركي وتنظيم داعش وجبهة النصرة. والأهالي ينتظرون عودة الدولة لأنها الضامن الحقيقي للاستقرار والأمن والمؤسسات"، مستبعداً أي خطر على الهوية السورية في تلك المناطق.
تكاليف الدراسة
وفيما تتزايد الجامعات التركية في تلك المناطق، لا تتنوع الاختصاصات ولا تخرج عن حاجات الناس و"السوق". والاختصاصات الأكثر شيوعاً هي الطبية ولا سيما التمريض والطوارئ والشريعة واللغة التركية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويتخوف الطلاب من عدم الاعتراف بالجامعات والفروع التركية العاملة في مناطقهم، إلا أنهم لا يجدون حلاً إلا الالتحاق بها. واللافت أن تلك الجامعات تؤكد الاعتراف الدولي بالشهادات التي تمنحها.
وتُعتبر أقساط هذه الجامعات مرتفعة، فهي تراوح بين 1000 و1500 دولار أميركي، بينما أقساط جامعتي إدلب وحلب الحرة التابعتين لقوى المعارضة (الائتلاف)، فقسطهما بين 100 و200 دولار، إذ تتلقيان دعماً من منظمات دولية تهتم بشؤون التعليم العالي.