وفق دراسة جديدة، يرجح العلماء أن بشر العصور القديمة استزرعوا بطيخاً مر الطعم، ويقدر على قتل من يأكله من بني الإنسان، ولربما عمد البشر آنذاك إلى الاستغناء عن لب البطيخ الذي بات طعمه لذيذاً وحلواً في أزمنة لاحقة، واكتفوا بأكل بذور البطيخ.
وجاءت تلك الاستنتاجات عقب دراسات جينية أجريت على بذور بطيخ يرجع إلى العصور القديمة.
وفي حديث إلى "اندبندنت"، أشار أحد البحاثة في "كيو غاردنز" أوسكار بيريز إسكوبار، إلى أن ذلك البطيخ كان قاتلاً، إضافة إلى كونه مراً وغير مستساغ، وتحتوي حدائق "كيو غاردنز" على أحد أكبر تجمعات التنوع البيولوجي النباتي في العالم.
ووفق الدراسة الجينية المشار إليها آنفاً، شكلت منطقة غرب أفريقيا المهد الأول لذلك البطيخ المسموم، وهو أمر لم يكن الرأي العلمي حاسماً بشأنه قبل هذه الدراسة التي نشرت في مجلة "التطور والعلوم الجينية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي مراحل لاحقة، حصل نوع من "التدجين" للبطيخ المسموم، بمعنى أن البشر لم يعودوا ليكتفوا بما يعثرون عليه في الطبيعة، بل شرعوا في زرعه بأنفسهم، مع ملاءمة أنواعه لحاجاتهم المختلفة، وبالتدريج تحول طعم لب البطيخ إلى المذاق الحلو الذي تعطيه إياه مادة الـ"سكاريين"، وحاضراً تستخدم مادة الـ"سكاريين" بديلاً عن السكر في إعطاء الطعام مذاقاً حلواً، مع تجنب السعرات الحرارية التي يحتويها السكر.
وفي السياق نفسه، لا يبدو العلماء واثقين من تأثير أزمة المناخ الراهنة على البطيخ وطعمه وفائدته، إذ قد تتأثر تلك الأشياء كلها بمعطيات كتكرار نوبات الجفاف وموجات الحرارة ونقص المياه وغيرها، بالتالي يسعى العلماء إلى استيلاد أنواع من البطيخ تكون قادرة على الصمود في وجه التقلبات المناخية الحادة، مع احتفاظها بالمذاق الحلو لتلك النبتة، والأرجح أن يتأتى ذلك عبر استخدام تعديلات جينية مختلفة.
في ذلك الصدد، يوضح إسكوبار أن البطيخ يشكل سوقاً عالمية يصل حجمها إلى مئات ملايين الدولارات، ما يجعل الاستثمار في التعديل الجيني للبطيخ أمراً مربحاً وعملياً.