انتشرت في العراق خلال السنوات الماضية ظاهرة تجارة المخدرات، وعزت وزارة الداخلية عرقلة الجهود المبذولة للقضاء على هذه التجارة إلى عدم تفعيل الاتفاقيات المتعلقة بالمكافحة، كاشفة عن أن القسم الأعظم من هذه المواد يدخل البلاد من إيران وسوريا.
قال مدير إعلام المديرية العامة لمكافحة المخدرات التابعة للوزارة العقيد بلال صبحي، في تصريح لجريدة "الصباح" شبه الرسمية، إن خطورة المخدرات المتزايدة على الشباب في العالم توجب تكثيف التعاون مع دول الجوار للحد من عمليات تهريبها.
وكشف عن أن "أكثر المخدرات الداخلة إلى البلاد وعلى رأسها (الكرستال)، مصدرها الأهواز في إيران، إذ تدخل إلى محافظتي البصرة وميسان، بينما تدخل حبوب (الكبتاغون) و(الحشيشة) عن طريق سوريا".
وأكد "اتخاذ إجراءات حازمة لمكافحة الظاهرة من خلال التعاون وتبادل المعلومات مع الجانب السعودي إضافة إلى دول الجوار".
اعتقال 11 ألفاً
وأفاد صبحي بأن "النصف الأول من العام الحالي شهد إلقاء القبض على أكثر من 200 حـدث من الذكور والإناث بتهم تجارة وتعاطي المخدرات"، وأكد أنه "بحسب الإحصاءات فإن الفئة الأكثر استهدافاً للتعاطي من 13 إلى 30 سنة، أي فئة الشباب".
وأردف، "العام الماضي شهد اعتقال 11 ألفاً من المتاجرين والمتعاطين والمروجين للمخدرات في العراق، بحسب إحصائية رسمية لوزارة الداخلية".
ونوه إلى ضـرورة "دعم المديرية في مجال عملها بتوفير الأجهزة الحديثة للكشف عن المواد المخدرة"، لافتاً إلى "ضرورة أن يكون هناك دور أكبر لمنظمات المجتمع المدني ووزارة الشباب والرياضة للتوعية بمخاطر الإدمان".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جانبه، طالب مجلس وكلاء الأمن الوطني، الثلاثاء الماضي، بالإسراع في إنجاز الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات.
وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي لمستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، إن المجلس عقد الجلسة الـ15 لعام 2022، وناقش إجراءات مكافحة المخدرات في العراق، ووجه بحث (الهيئة الوطنية العليا لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية) على الإسراع بإنجاز الاستراتيجية الوطنية للمكافحة".
وأشار البيان إلى أن "المجلس أكد ضرورة تفعيل الجهود بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، لتلبية المتطلبات اللازمة في مجال مكافحة المخدرات في العراق، وإعداد تقرير نصف سنوي عن الإجراءات والإنجازات المتحققة وإرساله إلى أمانة سر (مجلس وكلاء الأمن الوطني) لغرض الاطلاع على تقدم عمل الهيئة، واتخاذ التوصيات اللازمة لدعم تلك الجهود".
تنسيق وتعاون
كما وافق المجلس، وفقاً للبيان على "إبرام محضر تعاون بين وزارة العدل في الحكومة الاتحادية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية في حكومة إقليم كردستان، بعد تعديله وفقاً لما جاء في اجتماع المجلس".
وكانت المديرية العامة لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية في وزارة الداخلية العراقية أعلنت، السبت الـ13 أغسطس (آب)، القبض على عصابة مخدرات خلال سردها حصيلة عملياتها الأمنية خلال يوليو (تموز) الماضي، مؤكدة أهمية دور المواطنين في الإبلاغ عن عصابات المخدرات للقضاء عليهم ومنع انتشار المواد المخدرة والجرائم المجتمعية الناتجة منها.
وقال العقيد بلال صبحي، مدير إعلام مديرية مكافحة المخدرات، إن "المديرية نفذت عملية في محافظة ديالي، تم فيها إلقاء القبض على شبكة من ثلاثة متهمين يقومون بتجارة ونقل المواد المخدرة، وقد ضبط بحوزتهم لوحة تعود للرسام العالمي بيكاسو يقدر سعرها بملايين الدولارات".
وتلقي القوات العراقية القبض على عدد من شبكات وتجار المخدرات. ووصف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي هذه الظاهرة بأنها "آفة تفتك بالنسيج المجتمعي في العراق"، داعياً جميع الأجهزة الأمنية والاستخباراتية وقوات حرس الحدود إلى منع عبور المخدرات من الحدود الدولية، ومتابعة ومحاسبة المتاجرين والمروجين والمتعاطين لها.