قال "جهاز مكافحة الإرهاب" التابع لحكومة إقليم كردستان إن "طائرة تركية مسيرة قصفت سيارة تابعة لمسلحي "حزب العمال" قرب قرية بهرافا الواقعة بين مجمع خانسور وبارا في قضاء سنجار غربي محافظة نينوى، مبيناً أن "القصف أسفر عن مقتل أربعة مسلحين كانوا في السيارة".
كما قتل شخص في قصف شنته طائرة مسيرة واستهدف مبنى في مخيم يأوي عوائل الحزب غرب محافظة أربيل. بحسب مسؤول فرع "الحزب الديمقراطي" بالمنطقة.
واتهمت "حركة الحرية" الموالية لـ"حزب العمال الكردستاني" أنقرة بالوقوف وراء اغتيال كاتب ومؤرخ كردي في إقليم كردستان.
وكان عضو المجلس العام لـ"حركة الحرية" سهيل خورشيد عزيز، ويعرف باسم "ماموستا شمال" قتل برصاص مسلحين أثناء عودته إلى منزله في قضاء كفري، الأحد الـ28 من أغسطس (آب)، على ما أفادت به شرطة القضاء التي قالت إن "الضحية يعمل رئيساً للمهندسين في دائرة الزراعة، وقد تم فتح تحقيق لمعرفة هوية الجناة".
في انتظار الرد
"حركة الحرية" حملت السلطات في منطقة كرميان وحكومة إقليم كردستان "مسؤولية الإسراع في اعتقال الجناة"، وقالت إن "هذا الفعل الإرهابي من صنع الدولة التركية بالتعاون مع الخونة الداخليين"، مهددة بأن "هذه الهجمات والاعتداءات لن تمر من دون رد".
وعزيز هو كاتب ومؤرخ له إصدارات عدة، وقام بأرشفة وإعادة كتابة عدد من المواضيع التاريخية والثقافية لمنطقة "كرميان" التابعة لمحافظة السليمانية، وفي عام 2019 صدر له كتاب بعنوان "الأطلس الإداري لكردستان الجنوبية (إقليم كردستان) بين أعوام 1850 و1990".
وتزامنت عملية الاغتيال مع إعلان وكالة "الأناضول" التركية للأنباء نقلاً عن "جهاز الاستخبارات التركي"، "مقتل عنصرين من الإرهابيين (من حزب العمال الكردستاني)، عبر عملية في منطقة آسوس بمحافظة السليمانية في إقليم كردستان".
وشهد قضاء كلار المجاور في منتصف يوليو (حزيران) الماضي مقتل أربعة من عناصر حزب "العمال" وإصابة آخر بجروح عندما استهدفت طائرة مسيرة عربتهم، وأعلن "جهاز الاستخبارات" التركي في ما بعد مسؤوليته عن الهجوم قائلاً إن "المشارك في (المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية السورية لتنظيم "بي كي كي") السوري حسين شبلي كان من بين القتلى".
قفل المخلب
وتشن أنقرة منذ أشهر سلسلة هجمات تستهدف عناصر الحزب، بخاصة بعد إطلاق عمليتها العسكرية "قفل المخلب" في منتصف أبريل (نيسان) الماضي بالمناطق الجبلية داخل الأراضي العراقية من جهة إقليم كردستان.
من جهة ثانية، تعرض مخيم "الشهيد روستم" في قضاء مخمور الواقع ضمن مناطق موضع نزاع بين أربيل ونينوى، ويضم آلاف الأسر الكردية النازحة من تركيا، الإثنين الـ29 من أغسطس، إلى قصف بواسطة طائرة مسيرة أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين بجروح.
وصرح مسؤول فرع "الحزب الديمقراطي" في القضاء كرمانج عبدالله أن طائرة مسيرة استهدفت مقراً تابعاً لمسلحي "حزب العمال" في منطقة المحلة الرابعة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يذكر أن المخيم يتعرض باستمرار إلى هجمات من هذا النوع، كان آخرها في مايو (أيار) عندما قتل أحد المسؤولين المحليين في الحزب مع أحد مرافقيه، وتتهم أنقرة حزب "العمال" باستغلال المخيم لتجنيد عناصر جديدة والقيام بأنشطة ضد المصالح التركية.
في الأثناء، أفادت مصادر محلية بأن طائرات تركية حربية شنت غارات مكثفة على مواقع في جبال متين بقضاء العمادية التابع لمحافظة دهوك، فيما أعلنت وزارة الدفاع التركية عن "تحييد سبعة عناصر من تنظيم (حزب العمال الإرهابي) في شمال العراق".
مسؤلية الفشل
من جانب آخر، اتهمت رئاسة أركان وزارة البيشمركة في حكومة الإقليم حزب "العمال" بالفشل في مواجهة القوات التركية، رداً على اتهامات وجهتها وسائل إعلام الحزب لقوات البيشمركة "بتمهيد الطريق في جبال منطقة العمالية والزاب للجيش التركي".
وأفادت رئاسة الأركان في بيان بأن "هذه التهم باطلة، فحزب العمال لا يمكنه محاربة القوات التركية، ويقوم باستمرار بإخلاء المناطق الحدودية للقوات التركية، في حين يتوجب على الطرفين أن يخوضاً حربهما داخل الأراضي التركية".
وشدد البيان على أن "من حق قوات البيشمركة أن تمارس سلطاتها وواجباتها على أراضيها لحماية أرض كردستان وشعبها"، وتساءل بيان رئاسة الأركان "بأي حق توجد قوات (حزب العمال) على أرض الإقليم؟ ولماذا لا تعود إلى تركيا؟".
وأكد البيان أن "إقليم كردستان له كيان سياسي دستوري، ومنذ تشكيله خلق (حزب العمال) الأزمات لسكانه، ويمنع إعمار المئات من قراه، وقام بتغيير أسماء ومعالم مناطقه وجباله ووديانه، وزرع الألغام في الطرق والوديان والبساتين الطبيعية، ما أجبر سكان القرى على النزوح".
ووفقاً لتقرير صدر الأربعاء الماضي عن حملة "أنهوا القصف عبر الحدود" التي تنظمها مجموعة من المنظمات المحلية والدولية فإن الجيش التركي شن "أكثر من أربعة آلاف هجوم جوي ومدفعي وبري داخل الحدود العراقية منذ عام 2015، 1600 منها شنت عام 2021 وحده".
وكشف التقرير عن "مقتل ما بين 98 و123 مدنياً خلال 88 حادثة على الأقل منذ عام 2015، فيما تم تسجيل 40 حادثة على الأقل بين عامي 2020 و2021".
وأضاف التقرير "لقد قتل أيضاً 55 من المزراعين ورعاة المواشي، كما قتل ستة أطفال وأصيب 14 آخرون، وبلغت نسبة القتلى من النساء 13 في المئة، ومن الرجال 87 في المئة، بينما بلغ عدد القرى المهجرة نحو 500 قرية".
وأشار التقرير إلى أن "القوات التركية لأكثر من 30 عاماً تشن عمليات عسكرية داخل الحدود العراقية تحت ذريعة محاربة ميليشيات (حزب العمال)، وقد تم وفق مصادر محلية بناء 60 قاعدة عسكرية".