يعد المسؤولون الأوروبيون خططاً لإصلاح كيفية تسعير الكهرباء في القارة في محاولة لتوفير بعض الراحة للمستهلكين مع ارتفاع كلفة الطاقة قبل موسم التدفئة الشتوي. وهذه الخطط جزء من جهد أوسع من قبل الاتحاد الأوروبي للتحضير للأشهر الباردة مع وصول محدود للطاقة من روسيا، التي وفًرت العام الماضي نحو 40 في المئة من الغاز الطبيعي المستهلك في الكتلة.
وأدت أسعار الغاز الطبيعي والكهرباء المرتفعة إلى مستوى قياسي من الضغط على المنازل والشركات في جميع أنحاء القارة، ويتوقع المسؤولون أن تزداد ضغوط الأسعار سوءاً بمجرد أن يبدأ الأوروبيون في تشغيل التدفئة هذا الخريف. ويحاول الاتحاد الأوروبي بسرعة كبح اعتماده على الطاقة الروسية رداً على هجوم موسكو لأوكرانيا والحرب المستمرة. ويقول المسؤولون إنهم لم يعودوا ينظرون إلى روسيا كمورد موثوق به ويحاولون إيجاد مصادر بديلة مع تشجيع خزن الطاقة. وقالت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للكتلة، في وقت سابق، إنها ستنظر في احتمالات تجديد سوق الطاقة الأوروبية. وكان قد ضغط قادة من دول من بينها فرنسا وإسبانيا من أجل التغيير خلال العام الماضي، لكن المفوضية قاومت الفكرة حتى وقت قريب.
تحديد الأسعار
وعادة ما يتم تحديد أسعار الكهرباء في أوروبا كدالة لإجمالي العرض والطلب على الطاقة، بغض النظر عن مصدر الطاقة، وهذا يعني أن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي يؤثر بشكل مباشر على التسعير الإجمالي للكهرباء، على الرغم من أن بعض الكهرباء يتم إنتاجها بكلفة أقل من مصادر أخرى، مثل مصادر الطاقة المتجددة.واقترحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن المفوضية على وشك تقديم اقتراح لتغيير طريقة عمل سوق الكهرباء. وقالت فون دير لاين في خطاب ألقته في سلوفينيا، "إن الارتفاع الصاروخي في أسعار الكهرباء يكشف الآن القيود المفروضة على تصميم سوق الكهرباء الحالي لدينا". وأضافت، "لقد تم تطويره لظروف مختلفة. لهذا السبب نعمل الآن على تدخل طارئ وإصلاح هيكلي لسوق الكهرباء".
معالجة المضاربة في أسواق الطاقة
في نقاش على خشبة المسرح مع وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك في وقت لاحق، قالت فون دير لاين إن اللجنة بحاجة إلى معالجة المضاربة في أسواق الطاقة والتأثير الذي تحدثه على أسعار الكهرباء. وقالت إن تدخلاً طارئاً قصير المدى يمكن أن يبدأ في الأسابيع المقبلة، في حين أن الإصلاح الهيكلي الأكثر شمولاً سيستغرق مزيد من الوقت. وقال وزير الصناعة والتجارة لجمهورية التشيك جوزيف سيكيلا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، إن وزراء الطاقة من المقرر أن يعقدوا اجتماعاً طارئاً لمناقشة إصلاحات سوق الطاقة في 9 سبتمبر (أيلول) القادم. وكتب سيكيلا على "تويتر"، "يجب أن نصلح سوق الطاقة". وقال إن الحل على مستوى الاتحاد الأوروبي سيكون الخيار الأفضل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتدفع أسعار الطاقة المرتفعة بالفعل المستهلكين والشركات إلى تقليل استهلاكهم، مما يسمح للاتحاد الأوروبي بتخزين الغاز الطبيعي لفصل الشتاء بوتيرة أسرع مما توقعه المسؤولون، لكن الأسعار في بعض المناطق مرتفعة للغاية لدرجة أن بعض المسؤولين قلقون في شأن تأثيرها على الأسر والشركات وإمكانية حدوث اضطرابات اجتماعية. وكانت دول الاتحاد الأوروبي قد وافقت في وقت سابق من هذا الصيف على خفض استهلاك الغاز طواعية بنسبة 15 في المئة اعتباراً من أغسطس (آب)، وهو إجراء يمكن أن يصبح إلزامياً في حالات الطوارئ. واقترحت اللجنة أن تنظر الدول الأعضاء في إجراءات مثل المزادات لعرض الغاز مقابل سعر، كجزء من محاولة لتجنب التقنين المباشر.ويعبر القادة الأوروبيون عن قلقهم المتزايد في شأن أسعار الطاقة وإمداداتها. وقالت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن، الإثنين الـ29 من أغسطس، إن الحكومة قد تضطر إلى تقنين الطاقة هذا الشتاء وحثًت الشركات على اتخاذ خطوات لتقليل الاستهلاك.من جانبه، هدد رئيس بلدية مونتاير الشيوعي، وهي مدينة تقع شمال باريس، بالتوقف عن دفع فواتير الطاقة للبلدية، قائلاً في بيان إنه من المستحيل تغطية الكلفة من دون إغلاق الخدمات العامة، قائلاً، "ليس لدينا صندوق حرب". في حين قال بعض قادة شركات الطاقة إن الأرباح القياسية التي يغذيها ارتفاع الأسعار تساعد في دفع الاستثمارات في مصادر الطاقة المتجددة. وقال الرئيس التنفيذي لشركة "توتال إنيرجيز أس أي" الفرنسية، باتريك بوياني، الإثنين، إن مزيداً من الأرباح من النفط والغاز يمنح الشركة "كثيراً من الراحة" في مجالات تشمل الرياح البحرية.