ندد الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس الأول من سبتمبر (أيلول)، بـ"تطرف" دونالد ترمب وأنصاره، متهماً إياهم بزعزعة "أسس" الديمقراطة الأميركية، في هجوم مباشر ونادر على سلفه الجمهوري.
وقال بايدن في خطاب وجهه إلى الأمة في وقت الذروة، إن "دونالد ترمب وجمهوريي ماغا يمثلون تطرفاً يهدد أسس جمهوريتنا"، في إشارة منه إلى شعار ترمب "فلنجعل أميركا عظيمة مجدداً (ماغا)". وأضاف الرئيس الديمقراطي، إن "المساواة والديمقراطية تتعرضان للهجوم" في الولايات المتحدة.
واعتبر بايدن أن الرئيس السابق وأولئك الذين يؤيدون أيديولوجيته، فلنجعل أميركا عظيمة مجدداً، "لا يحترمون الدستور، إنهم لا يؤمنون بسيادة القانون، هم لا يعترفون بإرادة الشعب".
واختار البيت الأبيض في خطوة لها دلالات رمزية كبيرة أن يلقي بايدن خطابه قرب المبنى الذي أقر فيه إعلان استقلال الولايات المتحدة والدستور الأميركي.
على صعيد تكتيكي أهم، قد تشكل ولاية بنسيلفانيا في شرق البلاد حيث فيلادلفيا، مفتاح الفوز بانتخابات نصف الولاية التشريعية في نوفمبر (تشرين الثاني). ويزور بايدن هذه الولاية ثلاث مرات خلال الأسبوع الراهن.
وقال الرئيس البالغ من العمر 79 عاماً، والساعي إلى تحفيز الناخبين الديمقراطين وإقناع المترددين، إن ممثلي اليمين المتطرف "يصفقون للغضب، يتغذون على الفوضى، إنهم لا يعيشون في ضوء الحقيقة بل في ظل الأكاذيب".
وشدد بايدن، الخميس، على أنه "لا مكان للعنف السياسي" في بلاده. وقال: "لا يوجد مكان للعنف السياسي في أميركا، نقطة".
وأكدت الناطقة باسم البيت الأبيض مارين جان- بيار، الأربعاء، خلال مؤتمرها الصحافي اليومي، أن بايدن سيعتمد لهجة هجومية، إذ إن الرئيس الديمقراطي البالغ 79 عاماً "يرى أن تهديد المتطرفين يثقل كاهل ديمقراطيتنا".
ولهذا التهديد اسم هو "الجمهوريون ماغا" أو "ماغا متطرفون" الذين ينتهجون خط "فلنجعل أميركا عظيمة مجدداً (ماغا)"، شعار ترمب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضافت الناطقة، "إنهم لا يحترمون دولة القانون" ذاكرة في خطوة غير معهودة كثيراً في قاعة "جيمس برايدي بريس بريفينغ روم" للصحافة في البيت الأبيض، أسماء بعض النواب الجمهوريين الذين وجهوا نداءات لاستخدام العنف ضد شخصيات عامة.
وأضافت جان-بيار، "يرى الرئيس، وهذا هو السبب في إلقاء كلمته في ساعة الذروة، أن غالبية من الأميركيين يعتبرون أن علينا (..) إنقاذ القيم الأساسية لبلادنا".
ويعيد بايدن بذلك التشديد على لازمة باشرها في أغسطس (آب) 2017 في مقال نشرته مجلة "ذي أتلانتيك".
وكتب يومها بعد مسيرة اليمين المتطرف في شارلوتسفيل في فيرجينيا في جنوب البلاد "نشهد معركة حول روح الأمة" وهذا ما دفعه إلى الترشح إلى الانتخابات، على حد قوله.
وما إن دخل البيت الأبيض، حتى رأى الرئيس المخضرم في السياسة، أن "المعركة" يجب أن تشن عبر الحوار، خصوصاً مع المحافظين الذين يتمتعون بحسن نية ومن خلال سياسات ملموسة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي تدعم الطبقات الوسطى.
لكن في مواجهة الحزب الجمهوري الذي احتفظ ترمب بسطوة كبيرة عليه، وضع نهج المصالحة جانباً، لا بل يدفع كل استطلاع رأي مؤيد له، بايدن إلى توجيه ضربات أقوى، فهو اتهم أنصار ترمب قبل فترة قصيرة باعتماد عقيدة "شبه فاشية".
ويظهر آخر استطلاع للرأي أعدته جامعة كينبياك، الأربعاء، حصوله على تأييد بنسبة 40 في المئة. ومع أن هذه النسبة تبقى منخفضة فإنها تشكل تحسناً مقارنة مع 31 في المئة في يوليو (تموز).
من جهة أخرى أظهر استطلاع آخر أن 67 في المئة من الأميركيين باتوا يعتبرون أن النظام الديمقراطي بخطر في مقابل 58 في المئة في يناير (كانون الثاني).
وبات الديمقراطيون يحلمون بتحقيق إنجاز في انتخابات نوفمبر، وعادة ما يكون هذا الاقتراع في منتصف الولاية الرئاسية ويشمل تجديد كل مقاعد مجلس النواب وثلث مجلس الشيوخ، غير موات للحزب الرئاسي.
لكن جبهة التضخم تشهد بعض الهدوء، فيما أقر الكونغرس سلسلة إصلاحات روج لها بايدن فيما تجري سلسلة تحقيقات وكشف معلومات حول ترمب، خصوصاً مسألة حظر الإجهاض التي يبدو أنها ترتد على الحزب الجمهوري.
هذه كلها نقاط تعطي حزب الرئيس الذي يواجه صعوبة قصوى في الحفاظ على الغالبية في مجلس النواب، الأمل بإمكان الاحتفاظ بالغالبية في مجلس الشيوخ لا بل تعزيزها.
ويمر ذلك عبر ولاية بنسيلفانيا، وقد توجه إليها بايدن، الثلاثاء، على أن يعود إليها، الإثنين، للاحتفال بعيد العمل إلى جانب المرشح الديمقراطي جون فيترمان، أما ترمب فسيزور الولاية، السبت، دعماً لمرشحه محمد أوز.