قالت وزارة الدفاع الأوكرانية، اليوم الثلاثاء 13 سبتمبر (أيلول) الحالي، إنها أسقطت طائرة مسيرة إيرانية الصنع من طراز شاهد-136 تستخدمها القوات المسلحة الروسية في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية، وهي المرة الأولى التي تعلن فيها كييف إسقاط إحدى هذه الطائرات.
وتتهم أوكرانيا والولايات المتحدة إيران بتزويد روسيا بطائرات مسيرة، غير أن طهران تنفي ذلك.
ونشرت وزارة الدفاع صوراً لما بدا أنه أجزاء من طائرة مسيرة مدمرة وكتب على جانبها كلمة "جيران-2" باللغة الروسية. وبدا أن طرف الجناح يتطابق مع طرف جناح الطائرة شاهد-136.
وقالت الوزارة إن الطائرة المسيرة أسقطت بالقرب من كوبيانسك، وهي بلدة في منطقة خاركيف استعادت أوكرانيا السيطرة عليها في الآونة الأخيرة.
واشنطن تزهو بالتقدم الأوكراني
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الهجوم المضاد الذي تشنه أوكرانيا على القوات الروسية لا يزال في أيامه الأولى، لكن القوات الأوكرانية حققت "تقدماً كبيراً". وقال بلينكن في مؤتمر صحافي بالعاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي "ما فعلوه خطط له تخطيطاً منهجياً للغاية وبالطبع استفادوا من الدعم الكبير من الولايات
المتحدة وعديد من الدول الأخرى في ما يتعلق بالتأكد من أن أوكرانيا لديها العتاد الذي تحتاج إليه لمواصلة هذا الهجوم المضاد". وأضاف أن الصراع في أوكرانيا من المرجح أن يستمر لبعض الوقت، إذ لا يزال لدى روسيا قوات وأسلحة كثيرة للغاية في أوكرانيا تستخدمها "بشكل عشوائي" ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية. وتابع
أن "روسيا قامت بهذا العدوان وأعتقد أنه بالنظر إلى الثمن الذي تدفعه يمكنها أن توقفه ويجب عليها ذلك".
وقال الكرملين اليوم الثلاثاء إنه لا مناقشات تجري في شأن إعلان تعبئة عامة لدعم الحملة العسكرية للبلاد في أوكرانيا، وذلك بعد أيام من هجوم أوكراني خاطف أجبر روسيا على الانسحاب من جميع أنحاء منطقة خاركيف تقريباً.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف خلال اتصال مع الصحافيين، إن انتقاد قيادة البلاد ومطالبة بعضهم بالتعبئة دليل على التعددية، وإن الروس في المجمل يواصلون دعم الرئيس فلاديمير بوتين.
واتهم الكرملين القوات الأوكرانية "بارتكاب أعمال تعذيب وإجراءات عقابية" ضد سكان في المناطق التي استعادت كييف السيطرة عليها خلال الأيام الأخيرة في شرق أوكرانيا.
وأضاف بيسكوف، "بحسب معلوماتنا وقّع عدد من الإجراءات العقابية ضد السكان في منطقة خاركيف والناس يتعرضون إلى التعذيب وسوء المعاملة وهذا مروع".
وأكد الجيش الروسي، الثلاثاء، أنه يشن ضربات مكثفة على القوات الأوكرانية في كل الجبهات رداً على اختراقات أعلنتها كييف شمال شرقي البلاد مع تقدمها في الجنوب.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي إن "القوات الجوية والباليستية والمدفعية الروسية تنفذ ضربات مكثفة على وحدات القوات المسلحة الأوكرانية في كل مناطق العمليات".
الهجوم المضاد
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الإثنين الـ12 من سبتمبر (أيلول) الحالي، أن جيشه استعاد من القوات الروسية نحو ستة آلاف كلم مربع من أراضي بلاده منذ أن أطلق هجومه المضاد في مطلع سبتمبر.
وقال الرئيس الأوكراني في تسجيل فيديو نشره على شبكات التواصل الاجتماعي "منذ مطلع شهر سبتمبر حرر جنودنا ستة آلاف كلم مربع من الأراضي في شرق أوكرانيا وجنوبها"، مضيفاً "نحن مستمرون في التقدم".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ونوه الرئيس الأوكراني بـ"شجاعة" ثلاث وحدات عسكرية شاركت في هذه العملية التي أفضت إلى أكبر مكاسب ميدانية لأوكرانيا منذ انسحاب القوات الروسية من ضواحي كييف في نهاية مارس (آذار).
وكان الجيش الأوكراني قد أعلن في بادئ الأمر إطلاق هجوم مضاد في جنوب البلاد، لكنه حقق في الأسبوع الماضي تقدماً سريعاً في منطقة خاركيف المحاذية لروسيا في شمال شرقي البلاد وأجبر الجنود الروس على التراجع.
وأكد الجيش الأوكراني تحقيق إنجازات في منطقة خيرسون (جنوب) التي تحتلها روسيا والمحاذية لشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في عام 2014 وفي مناطق سيطرة انفصاليين موالين للروس في شرق البلاد.
جنود روس "غادروا" أوكرانيا
من جانبه قال مسؤول عسكري أميركي كبير إن روسيا، بحسب تقديرات الولايات المتحدة، تخلت إلى حد كبير عن مكاسبها بالقرب من خاركيف وإن كثيراً من الجنود الروس المنسحبين غادروا أوكرانيا وعبروا الحدود إلى روسيا.
وأضاف المسؤول العسكري الأميركي الذي تحدث للصحافيين شريطة عدم الكشف عن هويته "بشكل عام تقييمنا أن الأوكرانيين يحرزون تقدماً بينما يقاتلون لتحرير واستعادة الأراضي في الجنوب والشرق" وفقاً لما نقلته وكالة "رويترز". وقال "ميدانياً بالقرب من خاركيف تشير تقديراتنا إلى تخلي القوات الروسية إلى حد كبير عن مكاسبها للأوكرانيين وانسحابها إلى الشمال والشرق. عبر كثير من هؤلاء الجنود الحدود إلى روسيا".
الهجوم الروسي سيتواصل
واستأنفت موسكو، الإثنين، لهجتها الهجومية للإعلان عن قصف المناطق التي استعادتها أوكرانيا في منطقة خاركيف في كوبيانسك وإيزيوم وذلك بعد أن سبق أن اعترفت بخسارتها الميدانية.
وقال الكرملين إن الهجوم الروسي الذي بدأ في فبراير (شباط) الماضي سيتواصل "إلى أن تتحقق الأهداف". وأضاف المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف "ليس هناك أي احتمال لإجراء مفاوضات حالياً". غير أن دنيس بوشيلين أحد القادة الرئيسين للانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا اعترف بالوضع "الصعب" في مواجهة الهجوم المضاد الأوكراني، مؤكداً أن القوات الروسية "تصمد أمامه".
وقال لقناة "روسيا 24" التلفزيونية "الوضع لا يزال صعباً. الخصم يحاول تدمير البنية التحتية الحيوية والمدنية"، مشيراً إلى "قصف مكثف".
وقالت المتحدثة العسكرية في الجنوب ناتاليا غومينيوك "نجاحاتنا خلال الأسبوعين الماضيين مقنعة تماماً" في منطقة خيرسون أيضاً. وأعلن حاكم هذه المنطقة ياروسلاف يانوشفيتش بعد الظهر أن بلدات فيسوكوبيليا ونوفوفوزنيسكي وبيلوغيركا وميروليوبيفكا وسوخيي ستافوك "تم تحريرها من المحتلين".
قتيل في قصف أوكراني على نقطة حدودية روسية
وقتل شخص على الأقل وأصيب أربعة بجروح جراء قصف أوكراني طاول موقعاً حدودياً روسياً في لوغاتشيفكا وفق ما أعلن حاكم منطقة بيلغورود في جنوب غربي روسيا، الإثنين.
وقال فياشيسلاف غلادكوف على "تيليغرام"، "للأسف هناك قتيل وهو مواطن أوكراني من مواليد عام 1942 كما أصيب أربعة أشخاص بجروح طفيفة"، مشيراً إلى أن الموقع تعرض للقصف من الجانب الأوكراني.
وأوضح أنه "بناءً على المعلومات الأولية تعرضت مساكن لدمار جزئي كما تضررت سيارات وخطوط طاقة"، لافتاً إلى أن أجهزة الطوارئ قطعت إمدادات الغاز والكهرباء بعد القصف.