أكدت إيران الثلاثاء، الـ 13 من سبتمبر (أيلول)، أنها تعاونت بشكل تام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في قضية المواقع غير المعلنة، غداة تجديد المدير العام للوكالة الأممية مطالبته طهران بتوفير أجوبة في هذا الشأن.
آثار اليورانيوم
وتثير قضية العثور في مراحل سابقة على آثار لمواد نووية في ثلاثة مواقع، لم تصرح طهران أنها شهدت أنشطة من هذا القبيل، توتراً بين إيران من جهة وكل من الوكالة ودول غربية من جهة أخرى، ويعد التجاذب في شأن هذه المسألة من نقاط التباين الأساس خلال محادثات إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى الست الكبرى.
وتعقيباً على تصريحات في شأن المواقع أدلى بها غروسي الإثنين، قال المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي إن طهران "تعاونت بشكل تام وأرسلت في هذا الخصوص ردودها على تساؤلات الوكالة الدولية، بل عقدت اجتماعات تفاوضية لرفع الشبهات المثارة حولها".
وأكدت الوكالة الدولية في تقرير الأربعاء الماضي أنها غير قادرة على ضمان أن "البرنامج النووي الإيراني سلمي حصراً" في ظل عدم تقديم طهران أجوبة مقنعة في شأن قضية المواقع.
وكرر غروسي الإثنين طلبه التعاون من طهران "في أقرب فرصة ممكنة".
وقال على هامش اجتماع لمجلس محافظي الوكالة "نريد فقط أن يتم توضيح هذا الموضوع، فقد عثرنا على آثار يورانيوم في أماكن لم يصرح عنها سابقاً، وليس من المفترض أن تكون شهدت أي نشاط نووي، وطرحنا أسئلة".
إلا أن كمالوندي رأى أن رصد آثار لمواد لا يعني وجود نشاط غير معلن، وقال "لا يمكن التعويل على مشاهدة تلوث في عدد من المواقع للجزم بوجود مواد نووية لم يتم الكشف عنها"، معتبراً أن الجزم بين الأمرين "يتعارض والمعايير المتعارف عليها لدى الوكالة الدولية".
بلينكن يرجح عدم الوصول لاتفاق
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، يوم الاثنين، إن رد إيران على اقتراح الاتحاد الأوروبي بشأن إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 يجعل احتمالات التوصل إلى اتفاق على المدى القريب غير مرجحة.
وفي ما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، قال بلينكن في مؤتمر صحافي بالعاصمة المكسيكية، مكسيكو سيتي، إن الهجوم المضاد الأوكراني على القوات الروسية لا يزال في أيامه الأولى، لكن القوات الأوكرانية حققت "تقدماً كبيراً".
تشاؤم أوروبي
وتتلاشى الآمال الأوروبية في إحياء الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني، في ظل اتهامات للنظام في طهران بمواصلة "التصعيد" في برنامجه.
وعكس المستشار الألماني أولاف شولتز تشاؤم الأوروبيين، الاثنين، بإعرابه عن "الأسف لعدم تقديم إيران رداً إيجابياً على مقترحات المنسقين الأوروبيين".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال في مؤتمر صحافي مع رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد "لا يوجد سبب يمنع إيران من الموافقة على هذه المقترحات. لكن ينبغي القول إن هذه هي الحال وإنه (التفاهم) لن يحدث بالتأكيد في المستقبل القريب".
بعد عام ونصف على المناقشات الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي (خطة العمل الشاملة المشتركة) المبرم في عام 2015 والذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018، أبدت برلين ولندن وباريس السبت "شكوكاً جدية" حيال نية طهران في إحياء الاتفاق.
واتهمت الدول الأوروبية الثلاث طهران في بيان بـ"مواصلة التصعيد في برنامجها النووي بشكل يتجاوز أي مبرر مدني معقول".
من جهتها، اعتبرت إيران التي تؤكد أن برنامجها النووي مدني بحت، أن هذا الإعلان "غير بناء" في الوقت الذي رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي المعارض لإحياء الاتفاق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم الاثنين 12 سبتمبر (أيلول)، إن إيران مستعدة لمواصلة التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، داعياً الوكالة إلى "عدم الإذعان لضغوط إسرائيل" في شأن أنشطة طهران النووية.
ويجتمع مجلس محافظي الوكالة اليوم الاثنين بعد ثلاثة أشهر من تبني قرار يحث إيران على تقديم إجابات موثوقة في تحقيقات الوكالة في آثار اليورانيوم التي عثر عليها في ثلاثة مواقع في إيران، ورفضت إيران التحقيقات قائلة إنها ذات دوافع سياسية.
وقال كنعاني في مؤتمر صحافي تلفزيوني "تعلن إيران تعاونها البناء مع الوكالة باعتباره التزاماً، وبينما هناك التزامات على إيران فإن لها حقوقا أيضاً". وأضاف أنه "ينبغي للوكالة أن تحافظ على صدقيتها".