قال مسؤول بشركة نفط محلية للتلفزيون الرسمي إن إيران سيطرت، اليوم الثلاثاء، على حريق في حقل شاديغان النفطي نتج عن عمل تخريبي فيما يبدو.
وذكر قباد ناصري، الرئيس التنفيذي لشركة مارون لإنتاج النفط والغاز التي تشغل الحقل للتلفزيون الرسمي، أن الحريق شب في ساعة مبكرة من صباح اليوم نتيجة "عبث عناصر مجهولة" لكن تمت السيطرة عليه بسرعة.
ويقع الحقل في إقليم خوزستان الغني بالنفط بجنوب غربي إيران، الذي تسكنه أقلية عربية في إيران وطالما كان مسرحا لاضطرابات مناهضة للحكومة.
وقال ناصري "الوضع تحت السيطرة التامة ولا داعي للقلق. يجري تقييم الأضرار لكن الحقل سيعود إلى الإنتاج قريباً".
ويبدو أن الحريق وقع في واحدة من بين 20 بئرا نشطة في حقل شاديغان، الذي تقدر طاقته الإنتاجية الإجمالية بنحو 70 ألف برميل يومياً.
ووقوع هجمات أمر نادر الحدوث في إيران، إلا أن عدداً من المواقع العسكرية والنووية الحساسة تعرضت لاستهداف خلال السنوات الماضية.
سجل اغتيال علماء إيران
وتتهم إيران إسرائيل بالضلوع في العديد من الهجمات على منشآت وعلماء مرتبطين ببرنامجها النووي. ولم تنف إسرائيل أو تؤكد هذه الاتهامات.
وفي يونيو (حزيران) الماضي أغتيل أيوب انتظاري، وهو مهندس في صناعة الصواريخ ومن العاملين في مجال صناعة الطائرات المسيرة بمدينة يزد وسط البلاد.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، قتل عراب البرنامج النووي الإيراني محسن فخري زاده داخل إيران، وسط حراسته وبعد ترجله من السيارة بإطلاق وابل من الرصاص عليه.
ومطلع عام 2020، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، بصحبة نائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس خلال ضربة جوية بطائرة مسيرة قرب مطار بغداد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
سجل اغتيال أو محاولات اغتيال العلماء الإيرانيين يضم نحو ستة علماء منذ عام 2010، فخلافاً لفخري زاده وداريوش رضائي نجاد، اغتيل في طهران المهندس الكيماوي مصطفى أحمدي روشن في 11 يناير (كانون الثاني) 2012، عقب انفجار قنبلة لاصقة وضعها راكب دراجة نارية على سيارته.
وعرف عن روشن إشرافه على قسم في منشأة "نطنز" لتخصيب اليورانيوم، واتهمت إيران كلاً من إسرائيل والولايات المتحدة باغتياله، فيما ذكرت مجلة "تايم" الأميركية يومها أن روشن يعد الضحية الأخيرة لسلسلة الاغتيالات الإسرائيلية التي استهدفت الفيزيائيين النوويين الإيرانيين.
خسارات فادحة
وسبق اغتيال روشن محاولتا اغتيال كبيرتين، الأولى قبل نهاية 2010 وشهدت مقتل الأستاذ المحاضر في جامعة بهشتي والعامل في مجال الفيزياء بمؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية، مجيد شهرياري، خلال انفجار سيارة ملغومة في طهران، وهو اليوم نفسه الذي جرت فيه محاولة اغتيال بالطريقة نفسها لأستاذ الفيزياء النووية في الجامعة ذاتها ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباسي، لكنه نجا منها بإصابات خطرة هو وزوجته.
واتهم وزير الاستخبارات الإيراني آنذاك، حيدر مصلحي، أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية والبريطانية بتنفيذ العملية، والهجوم على برنامج إيران النووي.
أما العملية الثانية، فكانت في 12 يناير 2010، عقب إعلان إيران مقتل مسعود علي محمدي بتفجير قنبلة عن بعد كانت موضوعة على دراجة نارية أمام منزله، وإصابة زوجته في الهجوم.
وكان محمدي يعمل بشكل وثيق مع فخري زاده وفريدون عباسي دواني اللذين خضعا إلى عقوبات من الأمم المتحدة، بسبب عملهما في أنشطة يشتبه في أنها تهدف إلى تطوير أسلحة نووية.
ويرى مراقبون أن إيران لم تقدم على الثأر طوال الفترات الماضية، وهددت فقط بالرد لانتظارها حسم إعادة إحياء الاتفاق النووي مع الغرب من عدمه، وأن طهران قد تستخدم أوراق التهديد تجاه إسرائيل للضغط على الدول الغربية والولايات المتحدة للقبول بشروطها في الاتفاق، ومن بينها حذف الحرس الثوري من على قوائم الإرهاب، وهو الأمر الذي تعارضه إسرائيل وتضغط على شركائها لرفضه.