كانت إطلالات الممثلة السورية سوزان نجم الدين هذه السنة مصرية بامتياز. فهي شاركت في "ابن أصول" و"كلبش"، اللذين عرضا في شهر رمضان، وقبلهما كانت قد صورت فيلم "حملة فرعون"، الذي عرض في عيد الفطر.
وعن سبب اختيارها الحضور في أعمال مصرية، قالت نجم الدين "أنا أقبل العمل في كل محيطنا العربي والعالم، لكني أختار الأنسب والأجمل والأكثر تكاملاً، بصرف النظر عن جنسيته، لأنني أقدم أفكاراً تصل إلى كل المشاهدين. لا يمكن أن أقبل عملاً لا يحمل قضية، وأنا أبحث عن القضية الأهم، المطروحة بشكل جيّد وبعناصر متكاملة بين الإنتاج والإخراج والنص. وهذا الأمر نادراً ما يتحقق. عندما عُرض عليّ مسلسل ابن أصول ضمن نصوص أخرى، وجدت أنه يحمل رسالة تهمني، ومع مخرج متميّز وشركة إنتاج جيدة ونجوم بارعين، كما أنه أقرب إلى التكامل. أما كلبش، فعرضت عليّ المشاركة فيه كضيفة شرف، لكن بدور مهم وصعب جداً، ولأن شهرته تسبقه وله جمهوره ونجومه ومن إنتاج الشركة نفسها التي أتعامل معها، وافقت عليه، خصوصاً أن قضيته تهمّ الشرق الأوسط والعالم. بالنسبة إلي، الدور ليس بحجمه وعدد مشاهده، إنما بالرسالة التي يحملها. أما فيلم حملة فرعون فارتبطت به قبل المسلسليْن، وألعب فيه دور زعيمة قبيلة سورية ولكنه عمل مصري".
اللهجة المصرية
وعما إذا كانت تفضل التمثيل بلهجتها، أوضحت "أنا فنانة عربية وأتقن كل اللهجات العربية. لا مشكلة عندي باللهجات بل بالقضية والتكامل الفني للعمل وجودته. يهمني ما يقوله العمل وأن تكون اللهجة مفهومة. صحيح أن اللهجة الأم تبقى الأجمل عند كل الناس، وهي أولى بنا ونحن أولى بها، ولكن عندما لا يتوافر العمل المتكامل بلهجتي، لا يمكن أن أقبل به من أجل اللهجة فقط".
هل مشاركتها بأعمال مصرية يعني أن الأعمال السورية التي عرضت هذه السنة ليست متكاملة ولا تحمل قضية، ردت "لا شك في أن بعض الأعمال السورية كانت تحمل قضية، من بينها مسافة أمان ودقيقة صمت، وهما عملان مشّرفان، شكلا عودة قوية للدراما السورية بعد مسلسل شوق. لكن عندما بدأ التحضير لهما، كنت قد ارتبطت بأعمالي المصرية، كذلك اعتذرت عن جزأين من باب الحارة، لأن النص لم يعجبني وشعرت أنه أقل بكثير من المستوى المفترض أن يكون عليه. كما اعتذرت عن عمل ثالث، لن أذكر جنسيته، لأنه غير متكامل. كان ابن الأصول العمل الأقرب إلى ما كنت أرغب في التعبير عنه في هذه الفترة، وشعرت أن قضيته التربوية لمستني أكثر من أي عمل آخر عُرض عليّ في الفترة نفسها. التربية هي الأساس في الحياة، وبقدر ما نسهم من خلال الفن في إلقاء الضوء على التربية الصحيحة، بقدر ما نسهم في بناء أجيال صالحة كما في بناء المجتمع بشكل حقيقي. الإنسان ابن بيئته، ومهما كسب ثقافات وبزنس وأموالاً، فإنه يعود إلى بيئته، وأصول (الشخصية التي تلعبها في ابن أصول) هي أم جميلة وصغيرة تزوجت بعمر مبكر وأنجبت طفلاً، سيطرت عليه وتملكته وصار كل عالمها، وفي الوقت نفسه هي سيدة أعمال مهمة، وأنا أحببت هذه التركيبة".
وهل كان دورها في هذا العمل يتقاطع مع تجربتها كأم؟! أجابت أنه يتقاطع "من ناحية الشكل، ولكون سيدة أعمال. أما من ناحية السيطرة وحب التملّك فأنا على عكسها تماماً، لأنني أتعامل بحرية ومسؤولية مع أولادي ولا أفرض رأيي عليهم، بل أنصحهم وأوجههم وأترك لهم حرية القرار. لكني في العلم حاسمة جداً ولا أقبل بتقدير أقل من A+".
نجم الدين أكدت أنها راضية عن أصداء حملة فيلم "حملة فرعون". وتابعت "العمل جميل جداً، وهو فاجأني، لأنني لم أتوقع أن يكون بكل هذا التكامل، إنتاجاً وبعدد النجوم العرب والأجانب المشاركين فيه".
وعن موقفها من مشاركتها في عمل لا تأتي أصداؤه على قدر توقعاتها، قالت "بشكل عام، لا يمكن أي فنان أن يتنبأ إذا كان عمله سيحقق نجاحاً جماهيرياً أم لا، حتى لو كان جيداً جداً. نجاح أي مسلسل يتوقف على المحطة التي تعرضه والتسويق، ومن ثم العمل نفسه. أحياناً، يمكن لعمل سخيف أن يحظى بأصداء كبيرة عند الناس، وعمل آخر جيد ومتقن قد يفشل لأنه عُرض على محطة غير متابعة، خصوصاً في رمضان، الذي قد تنجح فيه أعمال سطحية على حساب أعمال أخرى مهمة، لمجرد أن الأولى تم التسويق لها بشكل جيّد. أما في السينما، فالأمر يتعلق بذوق الجمهور وتوقيت العرض ونجومية الممثلين".
حالتها الصحية
عن سبب تردي وضعها الصحي ودخولها المستشفى خلال التصوير، وما إذا كان ذلك يعود إلى تقمصها للشخصية أم نتيجة الإرهاق، أوضحت "يقولون عني حوت تمثيل أو بلدوزر لأنني لا أتعب من التمثيل، وأدخل إلى أعماق الدور. أحياناً يمكن أن أستمر أربعة أيام متتالية من دون نوم، لكن أكثر ما يتعبني هو سوء التنظيم، وعدم المسؤولية أو عندما أشعر أن البوصلة ليست دقيقة، أو أن المخرج لا يقود العمل جيداً. وهنا أتكلم بشكل عام. أنا ممثلة لا تمثل، بل تجسّد وتتوحد مع الشخصية وتعيشها، وإذا كان الجو العام غير مناسب فإنه يتعبني نفسياً، لأنني أبذل مجهوداً لكي أعزل نفسي عن المشاكل، ما قد يتسبب بدخولي إلى المستشفى. ولكني لم أعش تجربة مماثلة في ابن أصول، وكانت كواليسه هي الأجمل في حياتي، وسبب دخولي إلى المستشفى كان خبراً مزعجاً وصلني، إضافة إلى تعبي وعدم نومي خمسة أيام متتالية".
من جهة أخرى، أشارت نجم الدين إلى أنها مستهدفة على السوشيال ميديا. وتابعت "لكن هذا الأمر يسعدني ولا يزعجني على الإطلاق. بعد نشري أي بوست يهاجمني أعداء الناس ومن يتقاضون المال، فأفرح لأنني أحركهم وهذا الأمر أعتبره نجاحاً لي".
عن علاقتها بالوسط الفني، أكدت نجم الدين أنها بعيدة منه ولكن لا توجد مشاكل بينها وبين أحد "أنا قليلة الاختلاط بالوسط، إلا عندما يتعلق الأمر بالعمل أو المهرجانات والمناسبات. وقتي ضيق جداً لأنني صاحبة شركة، كما أنني أقرأ دائماً. والدائرة المقربة مني صغيرة جداً وهي تحقق لي السعادة وراحة البال. أما الدائرة الأكبر فتقتصر على المعارف. أنا أتعامل مع الوسط الفني بحذر شديد، لأنني لا أحب المشاكل والتدخل في حياة الناس".
نجم الدين التي أثارت الجدل بسبب عمرها، حيث قيل إنها احتفلت بعيد ميلادها الـ 39 بينما هي في الحقيقة في الـ 50 من عمرها، علقت "أنا لم أحتفل بعيد ميلادي منذ أربع سنوات. ومن ناحية أخرى، عمر الفنان يرتبط بشكله وأدائه وصدقه. اسمه ممثل، لأنه يفترض به أن يمثّل كل الأعمار، وأنا بإمكاني أن أجسد أدواراً بدءاً بعمر الـ 30 وما فوق، وأقول هذا الكلام بكل ثقة وجدارة".
هل هي تحافظ على جمالها باللجوء إلى التجميل؟ أجابت "ليس بالتجميل، بل بالرتوش، وهناك فرق شاسع بينهما. كل الناس على وجه الكرة الأرضية، رجالاً ونساءً، يلجأون إلى الرتوش للحفاظ على جمالهم. والفنانون مطالبون بذلك، لأن الشكل مسؤولية".
قالت نجم الدين أنها لا تغالط منى واصف الرأي عندما قالت إنها ضد التجميل. وأضافت "بل أحترم رأيها، وقرارها مناسب لها وللأدوار التي تلعبها".
نجم الدين التي أعلنت في وقت سابق أن ابنتها الصغرى ستتجه نحو التمثيل، شرحت الأسباب التي حالت دون ذلك "أولادي كلهم يحبون الفن، وابنتاي موهوبتان جداً، وأنا مجرد نقطة في بحرهما وأشجعهما كثيراً، وإحداهما تلقت عرضاً مهماً في أميركا ولكن والدها لم يوافق، ولو أنني كنت هناك لكنت دفعتها إلى المشاركة فيه. بالنسبة إليّ، العلم يأتي في الدرجة الأولى والفن يبقى مجرد هواية. أنا ضد أن يعتمد الفنان على الفن فقط في حياته المعيشية، لأن لا أمان له، ويجب أن يزاول مهنة أخرى إلى جانبه".