قالت وزارة الخارجية الروسية اليوم الخميس إنه إذا قررت الولايات المتحدة تزويد كييف بصواريخ أبعد مدى من منظومات هيمارس الأميركية الصنع التي تستخدمها أوكرانيا فإنها ستتجاوز "الخط الأحمر" وتصبح "طرفا في الصراع".
وأضافت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الوزارة، في إفادة صحفية إن روسيا "تحتفظ بحق الدفاع عن أراضيها".وفي وقت تستمر فيه المعارك الميدانية على الأراضي الأوكرانية، تتجدد المعارك السياسية في جبهتي الأمم المتحدة ومجلس الشيوخ في الكونغرس الأميركي.
سجال نيويوركي بشأن زيلينسكي
ففي المؤسسة الدولية، وفيما تستعد الجمعية العامة لبحث اقتراح من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة الـ16 من سبتمبر (أيلول)، لمخاطبة الاجتماع السنوي لزعماء العالم الأسبوع المقبل عبر مقطع فيديو مسجل مسبقاً، قال مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، الأربعاء، إن بلاده تعارض السماح لزيلينسكي بالتحدث عبر مقطع مصور.
ويتوقع دبلوماسيون أن تدعو روسيا إلى التصويت على القرار المقترح، الذي صاغته أوكرانيا.
وقال نيبينزيا للصحافيين "زيلينسكي يسافر على أكمل وجه إلى جميع أنحاء البلاد، لكنه لا يستطيع المجيء إلى هنا، وإذا لم يكن بوسعك الحضور فهذا يعني أن ترسل ممثلاً عنك للتحدث في الجمعية العامة".
وفي مذكرة اطلعت عليها "رويترز " إلى الدول الأعضاء في الجمعية العامة وعددها 193 دولة، قالت بعثة كييف في الأمم المتحدة إن زيلينسكي "لا يمكنه المشاركة شخصياً في اجتماعات الجمعية العامة بسبب العدوان الروسي المستمر على أوكرانيا".
ومن المقرر حالياً أن يلقي كلمة أمام التجمع رفيع المستوى يوم الأربعاء الـ21 من سبتمبر.
وينص مشروع القرار الذي سينظر فيه يوم الجمعة على أن الأمر لن يشكل "سابقة بالنسبة إلى المناقشات العامة المستقبلية والاجتماعات رفيعة المستوى المقررة في الأسابيع المقبلة".
وسمح لقادة العالم في العامين الماضيين بتقديم بيانات مصورة بسبب جائحة "كوفيد-19"، لكن من المتوقع أن يسافروا هذا العام إلى نيويورك للتحدث في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وخلال أسبوع من الهجوم الروسي على أوكرانيا في الـ24 من فبراير (شباط)، صوت حوالى ثلاثة أرباع أعضاء الجمعية العامة لمصلحة توبيخ موسكو ومطالبتها بسحب قواتها، وبعد ثلاثة أسابيع دانت الدول روسيا مجدداً بأغلبية ساحقة لتسببها في وضع إنساني مروع.
مشروع لتصنيف روسيا دولة راعية للإرهاب
وفي مجلس الشيوخ الأميركي، قدم أعضاء من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، الأربعاء الـ14 من سبتمبر، مشروع قانون لتصنيف روسيا دولة راعية للإرهاب، في خطوة تطالب بها أوكرانيا لكنها تصطدم بمعارضة إدارة الرئيس جو بايدن.
وقال السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنثال، أحد رعاة مشروع القانون خلال مؤتمر صحافي، "الحاجة إلى هذا الإجراء أصبحت أشد إلحاحاً الآن من أي وقت مضى" في ما أرجعه إلى مقتل المدنيين و"القمع الوحشي العنيف" في أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي.
وقال السيناتور الجمهوري لينزي غراهام، وهو راع آخر لمشروع القانون، إن هذا التصنيف سيرسل إشارة دعم قوية إلى أوكرانيا وحلفاء الولايات المتحدة، وستترتب عليه عواقب شديدة لروسيا مثل السماح بمقاضاتها في المحاكم الأميركية بسبب أفعالها في أوكرانيا وتشديد العقوبات.
ولم يتضح على الفور متى سيطرح المشروع للتصويت، وإذا ما كان سيطرح أم لا، لكن عضوي مجلس الشيوخ يطالبان بهذا التصنيف منذ أشهر، وزارا كييف في يوليو (تموز) للترويج للخطوة.
وانضم إليهما مشرعون آخرون في التعبير عن دعمهم للفكرة، وقالت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الديمقراطية، في يوليو، إن التصنيف "طال انتظاره".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعلن بايدن أنه لا يعتزم إطلاق مثل هذا التصنيف على روسيا، ويقول مسؤولون في الإدارة الأميركية إنهم لا يشعرون بأن إدراج روسيا في قائمة الدول الراعية للإرهاب طريقة مثلى لمحاسبة موسكو، وإنه يمكن أن يعرقل تسليم المساعدات الإنسانية لأوكرانيا.
وقال نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، في إفادة صحافية، إن الإدارة الأميركية تناقش مع المشرعين إجراءات مماثلة لتلك التي قد يفرضها التصنيف على اقتصاد روسيا.
تابع "يجب أن نأخذ في الحسبان العواقب المقصودة وغير المقصودة" لمثل هذا التصنيف.
أضاف "نتواصل مع الكونغرس بشأن الأدوات التي ستتسبب في تأثيرات مماثلة في الاقتصاد الروسي والحكومة الروسية، وليس لها تلك التبعات غير المقصودة".
وأبلغت موسكو واشنطن أن العلاقات الدبلوماسية ستلحق بها أضراراً شديدة، بل ويمكن قطعها إذا ما أُدرجت روسيا في القائمة التي تضم حالياً إيران وكوريا الشمالية وكوبا وسوريا.
ويتضمن مشروع قانون بلومنثال وغراهام بنداً من شأنه أن يسمح للرئيس الأميركي بتعليق التصنيف لأسباب تتعلق بالأمن القومي بعد أن يشهد أمام الكونغرس بأن روسيا لم تعد تدعم أنشطة الإرهاب الدولي.
زيلينسكي يتعرض لحادث سير
وفي سياق متصل، أعلن سيرغي نيكيفوروف المتحدث باسم الرئيس الأوكراني في منشور على "فيسبوك" في وقت مبكر من الخميس، أن سيارة الرئيس تعرضت لحادث مروري في كييف، لكنه لم يتعرض لإصابات خطيرة.
أضاف نيكيفوروف، الذي لم يذكر وقت وقوع الحادث، أن سيارة زيلينسكي اصطدمت بسيارة خاصة.
تابع "قام طبيب بفحص الرئيس ولم يجد إصابات خطيرة"، مضيفاً أنه سيتم التحقيق في الحادث. وقال إن المسعفين المرافقين لزيلينسكي قدموا لسائق السيارة الخاصة مساعدة عاجلة ونقلوه إلى سيارة إسعاف.
وبعد دقائق من إدلاء نيكيفوروف بتصريحاته، نشر مكتب زيلينسكي الخطاب الليلي المصور الذي يلقيه كل يوم.
أوكرانيا تحكم قبضتها على مناطق في خاركيف
ميدانيّاً، تواصل القوات الأوكرانية إحكام قبضتها على المناطق المحررة حديثاً في منطقة خاركيف أوبلاست، وفق ما قالت وزارة الدفاع البريطانية، الخميس.
وأضافت الوزارة في نشرة استخباراتية يومية على "تويتر" أن القوات الروسية انسحبت بشكل كبير من المنطقة الواقعة غرب نهر أوسكيل.
وتابعت أن العتاد عالي القيمة الذي تخلت عنه القوات الروسية المنسحبة يتضمن معدات أساسية في أسلوب الحرب الروسي الذي يركز على المدفعية.