قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، الخميس 22 سبتمبر (أيلول)، إن الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 وصلت إلى طريق مسدود بسبب إصرار إيران على إغلاق تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أنشطتها النووية.
وأضاف للصحافيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة "لقد وصلنا إلى طريق مسدود" بسبب موقف إيران، قائلاً إنه لم يحدث شيء هذا الأسبوع يشير إلى أن إيران على استعداد لتغيير موقفها.
"القوة العسكرية"
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد الخميس في الأمم المتحدة إن على المجتمع الدولي أن يستخدم "القوة العسكرية" إذا طورت إيران أسلحة نووية، مشدداً على تأييده إقامة دولة فلسطينية "سلمية".
وفي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قال لبيد "الطريقة الوحيدة لمنع إيران من حيازة السلاح النووي هي بطرح تهديد عسكري ذي صدقية على الطاولة".
وقال إن عندها فقط يمكن التفاوض مع الإيرانيين حول "اتفاق أقوى وأطول أمداً". وشدد لبيد على وجوب "إبلاغ إيران بوضوح بأن الرد العالمي لن يكون بالكلمات بل بالقوة العسكرية إذا طورت برنامجها النووي".
وأكد أن إسرائيل ستكون مستعدة للتدخل إذا ما شعرت بخطر يتهددها. وقال لبيد "سنفعل كل ما يقتضيه الأمر"، مضيفاً "إيران لن تستحصل على سلاح نووي".
واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي النظام الإيراني بقيادة "أوركسترا كراهية" ضد اليهود، وقال إن الأيديولوجيين في إيران "يكرهون ويقتلون المسلمين الذين تفكيرهم مختلف، على غرار سلمان رشدي ومهسا أميني"، في إشارة إلى الشابة التي أثار موتها خلال توقيفها على يد "شرطة الأخلاق" موجة احتجاجات في أنحاء إيران.
وقال لبيد إن على رغم وجود "عوائق" فإن إبرام "اتفاق مع الفلسطينيين يقوم على حل (إقامة) دولتين لشعبين هو الخيار الصائب لأمن إسرائيل واقتصادها ولمستقبل أولادنا".
وتابع لبيد الذي يخوض حملة انتخابية تحضيراً للانتخابات التشريعية المقررة في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني)، إن "غالبية كبيرة" من الإسرائيليين تدعم حل (إقامة) الدولتين "وأنا واحد منهم".
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي "لدينا شرط واحد، أن تكون الدولة الفلسطينية الموعودة سلمية"، علماً بأن خطابه في الأمم المتحدة سرب في إسرائيل مما عرضه لانتقادات خصومه السياسيين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إيران: لا جدوى من إنقاذ الاتفاق
وفي وقت سابق قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن طهران لا ترى أي جدوى من إنقاذ اتفاق عام 2015 النووي من دون ضمانات بعدم انسحاب الولايات المتحدة منه مرة أخرى، وإغلاق المفتشين الدوليين تحقيقات بشأن برنامج طهران الذري.
وقال رئيسي "ما فائدة إحياء الاتفاق من دون ضمان بأن الولايات المتحدة لن تنتهكه مرة أخرى؟".
وبعد اجتماع مع رئيسي يوم الثلاثاء في نيويورك قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "الكرة أصبحت الآن في ملعب إيران في ما يتعلق التوصل إلى اتفاق نووي معها".
لكن رئيسي ألقى في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون اللوم على الأطراف الأوروبية في الاتفاق والولايات المتحدة في عدم إحيائه.
وأضاف "كيف يتسنى أن يكون لدينا اتفاق دائم إذا لم تغلق هذه التحقيقات؟ يمكن أن يكون لدينا اتفاق جيد إذا أوفى الأميركيون والأوروبيون بالتزاماتهم".
وبالإضافة إلى البحث عن ضمانات تريد طهران أن تسقط الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة تحقيقاتها المستمرة منذ سنوات بشأن آثار يورانيوم عثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة في إيران.
وقيد الاتفاق نشاط تخصيب اليورانيوم الإيراني ليجعل من الصعب على طهران تطوير الأسلحة النووية، وذلك مقابل رفع العقوبات الدولية.
ولكن الرئيس دونالد ترمب السابق انسحب من الاتفاق عام 2018، قائلاً إنه لم يفعل ما يكفي للحد من أنشطة إيران النووية وبرنامجها للصواريخ الباليستية وتأثيرها الإقليمي، وعاود فرض العقوبات التي شلت اقتصاد إيران.
ورداً على ذلك انتهكت طهران الاتفاق من خلال إعادة بناء مخزونات اليورانيوم المخصب وزيادة درجة نقائه وتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة لتسريع الإنتاج.
وبعد محادثات غير مباشرة على مدى شهور في فيينا اقتربت إيران والولايات المتحدة في مارس (آذار) على ما يبدو من إحياء الاتفاق، لكن المفاوضات انهارت بسبب عقبات مثل مطالبة إيران الولايات المتحدة بتقديم ضمانات بعدم الانسحاب من الاتفاق مجدداً وضمانات من وكالة الطاقة الذرية.
ولا يمكن أن يقدم بايدن مثل هذه الضمانات لأن الاتفاق تفاهم سياسي وليس معاهدة ملزمة قانوناً.
وقال رئيس وكالة الطاقة الذرية رافائيل جروسي الأربعاء إنه يأمل في التحدث إلى المسؤولين الإيرانيين في شأن التحقيق، لكنه أصر على أنه لن يغلق ببساطة. وقال الدبلوماسيون الغربيون إنهم لن يتراجعوا عن هذه القضية، وإن على إيران اتخاذ القرار الصحيح.