أنهت "وول ستريت" شهر سبتمبر (أيلول) كواحد من أسوأ الأشهر خلال عقدين من الزمن إذ شهدت التداولات في الشهر الماضي حالاً من الاضطرابات شبه اليومية على وقع رفع الفوائد في الولايات المتحدة والعالم وتصاعد الحرب الروسية - الأوكرانية وتفاقم أزمة الطاقة في أوروبا، إضافة إلى التراجعات في العملات والسلع والنفط.
وانخفض مؤشرا "داو جونز" الصناعي و"ستاندرد أند بورز 500" القياسي لـ"وول ستريت" للأسبوع الثالث على التوالي، بينما سجل المؤشران إضافة إلى مؤشر "ناسداك" المجمع خسائر للشهر الثاني على التوالي.
معاناة 9 أشهر
في الأشهر التسعة الأولى من عام 2022 عانت "وول ستريت" ثلاثة انخفاضات فصلية متتالية وهي أطول سلسلة خسائر لمؤشري "ستاندرد أند بورز" وناسداك منذ عام 2008 وأطول تراجع فصلي لـ"مؤشر داو جونز" في سبعة أعوام.
وأثار مجلس الاحتياطي الفيدرالي هزة في الأسواق من خلال تنفيذ سلسلة من زيادات أسعار الفائدة التي لا هوادة فيها منذ عقود من أجل كبح جماح التضخم المرتفع وترافق ذلك مع مجموعة من البيانات الاقتصادية الرئيسة التي ترى في الأفق علامات ركود.
تراجع أرباح متوقع
وستبدأ تقارير أرباح الشركات للربع الثالث في غضون أسابيع قليلة وتتجه توقعات المحللين نحو انخفاضها بشكل عام في "وول ستريت"، كما يرجح المحللون الآن نمو أرباح "ستاندرد أند بورز" السنوية بنسبة 4.5 في المئة بشكل إجمالي بتراجع عن تقدير 11.1 في المئة عند بدء الربع.
ثالث فصل خاسر بأوروبا
في المقابل أغلقت أسواق الأسهم الأوروبية على خسائر فصلية كبيرة خلال الربع الرابع بسبب التوترات في شرق أوروبا، إضافة إلى تفاقم أزمة الطاقة مع اقتراب الشتاء وارتفاع التضخم وزيادة الفائدة.
وأغلق مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي على تراجع بنسبة تقارب خمسة في المئة وهو ثالث فصل من الخسائر على التوالي وأطول سلسلة خسائر منذ 2011، وأظهرت بيانات التضخم في منطقة اليورو ارتفاعاً سريعاً فاق التوقعات بعد أن سجلت 10 في المئة في سبتمبر وهو مستوى قياسي جديد، وزاد ذلك من التقديرات بلجوء البنك المركزي الأوروبي إلى رفع جديد للفائدة في الفترة المقبلة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تخارجات مليارية
وشهدت صناديق السندات والأسهم العالمية تخارجات هائلة في الأسبوع الماضي مع تزايد المخاوف بشأن الركود، كما أدت عمليات بيع السندات البريطانية بعد إعلان وزير المالية كواسي كوارتنغ عن خفوض ضريبية تاريخية إلى زعزعة الثقة بأسواق السندات على مستوى العالم.
وتخلص المستثمرون من صاف قيمته 22 مليار دولار من صناديق السندات العالمية في أكبر صافي مبيعات أسبوعية لهم منذ يونيو (حزيران) الماضي، بحسب ما أظهرت بيانات من Refinitiv.
صناديق السندات الأوروبية
وسجلت صناديق السندات في أوروبا والولايات المتحدة تخارجات بقيمة 12.37 مليار دولار و9 مليارات دولار على التوالي على رغم أن الصناديق الآسيوية حصلت على 80 مليون دولار في صافي الشراء.
وخسرت صناديق السندات ذات العائد المرتفع 5.34 مليار دولار والصناديق قصيرة ومتوسطة الأجل 8.27 مليار دولار، في أكبر تخارجات أسبوعية لها منذ 22 يونيو، لكن صناديق السندات الحكومية جذبت 3 مليارات دولار في الأسبوع الخامس على التوالي من الشراء الصافي.
شراء سندات عالية الجودة
لكن الانخفاض في أسعار السندات اجتذب بعض مديري الاستثمار بحيث زادت شركة السندات الأميركية العملاقة "بيمكو" مخصصاتها لبعض السندات عالية الجودة في الأسابيع الأخيرة.
وشهدت صناديق الأسهم العالمية أيضاً عمليات تصفية بلغت قيمتها 10.84 مليار دولار وهي نسبة أعلى بكثير من صافي مبيعات الأسبوع السابق البالغ 1.65 مليار دولار.
التخلي عن المعادن
وأظهرت بيانات صناديق السلع الأساسية أن المستثمرين تخلوا عن صناديق المعادن الثمينة للأسبوع الـ14 هذه المرة بقيمة 1.39 مليار دولار، بينما خرجوا من 42 مليون دولار في صناديق الطاقة.
وأظهر تحليل لـ 24589 من صناديق الأسواق الناشئة أن المستثمرين سحبوا 4.11 مليار دولار من صناديق السندات و2.35 مليار دولار من صناديق الأسهم في الأسبوع الـ11على التوالي من صافي البيع.