قفزت أسعار النفط أكثر من أربعة في المئة خلال تعاملات الإثنين، الثالث من أكتوبر (تشرين الأول)، في أول تداولات الأسبوع وسط ترقب الأسواق لاجتماع "أوبك+"، في ظل توقعات بأن يبحث التحالف خفض الإنتاج بوتيرة كبيرة عندما يجتمع خلال الأسبوع الحالي لدعم أسعار الخام المتدهورة.
ويدرس تحالف "أوبك+" الذي يضم 23 دولة، بقيادة السعودية وروسيا، خفض الإنتاج بأكثر من مليون برميل يومياً، في أكبر خفض منذ أزمة وباء كورونا في محاولة لدعم سوق الخام، بحسب وكالة "بلومبيرغ"، على رغم أن مندوبي "أوبك+" قالوا إن القرار النهائي في شأن حجم التخفيضات لن يتم حتى يجتمع الوزراء حضورياً لأول مرة منذ عامين ونصف العام في فيينا يوم الأربعاء المقبل.
وبحلول الساعة 10:15 بتوقيت غرينتش ارتفع سعر العقود الآجلة لخام "برنت" القياسي، تسليم ديسمبر (كانون الأول)، 3.50 دولار أو أربعة في المئة إلى 88.64 دولار للبرميل، بعد تراجع طفيف بنسبة 0.6 في المئة عند الإغلاق يوم الجمعة.
كما صعد سعر العقود الآجلة لخام "غرب تكساس" الأميركي، تسليم نوفمبر (تشرين الثاني)، بنسبة 4.30 في المئة أو 3.43 دولار إلى 82.92 دولار للبرميل، بعد خسارته 2.1 في المئة في الجلسة السابقة.
كان خام "برنت" قد حقق مكاسب في الأسبوع الماضي بأكثر من اثنين في المئة لكنه سجل خسائر شهرية وفصلية بنحو 8.8 و23.4 في المئة على التوالي، كما سجل الخام الأميركي مكاسب أسبوعية بنحو 0.2 في المئة، بينما تراجع بنحو 11.2 في المئة خلال سبتمبر (أيلول) و24.8 في المئة في الربع الثالث من 2022.
4 أشهر من التراجع
وتراجعت أسعار الخام لأربعة أشهر متتالية منذ يونيو (حزيران) بعد أن أضر إغلاق وباء كورونا في الصين أكبر مستورد للنفط في العالم بالطلب، بينما أثر ارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع الدولار الأميركي في الأسواق المالية العالمية.
وتشير توقعات المحللين في تصريحات سابقة لـ"اندبندنت عربية" إلى أن احتمالات خفض إنتاج النفط لشهر نوفمبر المقبل تظل السيناريو الأكثر ترجيحاً خلال اجتماع تحالف "أوبك+" المقبل، في ظل مواصلة الاقتصاد العالمي الهش الضغط على أسعار الخام.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر قولها إن تحالف "أوبك+" يدرس خفض الإنتاج بما يتراوح بين 500 ألف ومليون برميل يومياً قبل اجتماع يوم الأربعاء.
وسيكون هذا الخفض حال إقراره هو ثاني خفض شهري على التوالي، بعد أن خفضت الإنتاج "رمزياً" بمقدار 100 ألف برميل يومياً الشهر الماضي.
الخفض الأكبر من المتوقع في حال إقراره سيعكس حجم القلق من أن الاقتصاد العالمي يتباطأ بسرعة بسبب السياسات النقدية المتشددة التي تعتمدها معظم البنوك المركزية الرئيسة، فضلاً عن تأثير الدولار القوي في الأسعار.
الخفض من أجل استقرار الأسعار
ترى مجموعة من بنوك الاستثمار منها "يو بي أس" و"جيه بي مورغان" أن "أوبك+" قد يحتاج إلى خفض الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل في الأقل يومياً لتحقيق الاستقرار في الأسعار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبحسب تقرير حديث صادر عن بنك "يو بي أس" السويسري فإن عدم تدخل التحالف أو اتخاذ إجراءات لسحب البراميل من السوق سيزيد الاتجاه الهبوطي لأسعار النفط.
ومن جهته رجح كبير محللي السوق في مجموعة "أواندا" إدوارد مويا أن يكون الاتجاه الهبوطي لأسعار النفط قد انتهى، مضيفاً لوكالة "بلومبيرغ" أن تجار الطاقة سيطر عليهم التشاؤم خلال الصيف، نظراً إلى مخاوف تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، لكن الآن يبدو أن الأخطار على الخام تتقلص.
مستويات 100 دولار
ونقلت الوكالة أيضاً عن محلل قطاع الطاقة لدى بنك "دي بي أس" في سنغافورة سوفرو ساركار، قوله بأن عودة أسعار النفط إلى مستويات 100 دولار للبرميل "مسألة وقت"، بخاصة مع تقلص الإمدادات بحلول نهاية العام الحالي.
قال محلل السوق في "برايس فيوتشرز جروب" فيل فلين لـ"بلومبيرغ" إن الخفض بأكثر من مليون برميل يومياً سيكون كافياً لوضع حد أدنى للأسعار.
قد يؤدي الخفض الكبير للإنتاج إلى انتقادات من الولايات المتحدة والدول المستهلكة الرئيسة الأخرى، إذ أجبر التضخم المدفوع بارتفاع أسعار الطاقة البنوك المركزية على رفع أسعار الفائدة بقوة.
منح تراجع الدولار الذهب الأسود قدراً من الارتياح اليوم الإثنين، إذ انخفض مؤشر العملة الأميركية لليوم الرابع على التوالي، بعد أن لامس ذروته في عقدين، ويمكن أن يعزز الدولار الأرخص شهية مشتري النفط الذين يستخدمون عملات أخرى ويدعمون أسعار النفط الخام.