أكّدت مديرة مدرسة نفّذ مدرّسوها إضراباً عن العمل بسبب مخاوفهم من تهديد طلاب بمهاجمتم بالسكاكين، بأنّها باتت آمنة.
وإذ أقرت بحصول "حالات منفصلة" لحيازة سكاكين فيها، فقد دافعت ساتنام دوسانج عن "مدرسة ستاربانك" في مدينة برمنغهام بوسط انجلترا ، التي صنّفتها "أوفستيد" ( مكتب معايير التعليم وخدمات الأطفال ومهاراتهم) المعنية بتقييم المدارس البريطانية، مدرسة "مرموقة".
لكن شريط فيديو قيل أنّ تلميذاً في المدرسة صوره، وتم بثه قبل ايام، يظهر معارك كر وفر بين مجموعات من الطلاب وذك في إطار ما يُسمى "معركة الخميس".
في غضون ذلك، حذّر معلمون نقابيون أنّ المدرسة شهدت ثلاثة حوادث تتصل بالسكاكين خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، بما في ذلك ورود تقارير عن إدخال سكين بحجم 12 إنشاً فضلاً عن أعمال عنفٍ متكررة في غرف الصف الدراسية.
وقيل أن دوسانج التي كانت تتحدث في اجتماعٍ مع الأهالي الاسبوع الماضي، هونت من حوادث السكاكين معتبرةً إياها "نادرة للغاية". وقالت "نودّ أن نطمئنكم بأنّ سلوك الطلاب يُدار بصورة جيدة وأنّ المدرسة تبقى آمنة للطلاب وطاقم العمل على حدّ سواء.. بينما شهدنا حالات معزولة ضُبطت فيها سكاكين بالمدرسة، فإن مثل هذه الحوادث نادرة للغاية ويجري التعامل معها بما ينسجم سياسات الحماية المتّبعة على مستوى المدينة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إلا أن أعضاء في "الجمعية الوطنية لمدراء المدارس واتحاد المعلمات"، وهي النقابة التي تُعرف بـ "اتحاد المعلمين"، اعتبروا أنّ المدرسة قد فشلت في معالجة المخاوف المرتبطة بسلوك طلابها. وتدعو هذه النقابة إلى "إجراء مراجعة لقضايا السكاكين" لتسجيل كافة الحوادث التي حصلت في المدرسة خلال العام الماضي، فضلاً عن تقييم المخاطر وتدريب الموظفين على التعامل مع حوادث الأسلحة.
ومن جانبه، قال بول نيسبيت، وهو عضو المجلس التنفيذي في "الجمعية" عن منطقة ويست ميدلاندز التي تشمل برمنغهام، "بلغنا أنّه عُثر أخيراً على سكاكين، ولكننا لا نعرف شيئاً عن مدى تكرار ذلك.. يجب ان تحتفظ السلطات والمدرسة بسجلّ لهذه المعلومات. إذا عُثر على سكّين في المدرسة مرّة واحدة في السنة فقط، فهذا سيكون أمراً نادر الحدوث. ولكن حتّى وإن حصل مرّة يتيمة، فهو مثير للقلق".
وأضاف أنّ الفيديو الذي بُثّ قبل ايام شكّل "مثالاً واضحاً" على العنف المفترض، وأشار إلى أنّ بعض الأهالي لم يدركوا مدى خطورة المشكلة حتّى وقتٍ قريب. وأردف "ليس بوسع المدرسة إنكار حدوث ذلك".
وفي أعقاب إضرابٍ نفّذه الأساتذة يوم الخميس الماضي، تهدّد " الجمعية" باتخاذ المزيد من الاعمال الاحتجاجية في 3 يوليو (تموز) إذا لم تلقَ مطالبها آذاناً صاغية.
لكن أعلن نيسبيت أنّ الطاقم التدريسي يودّ تجنّب الذهاب إلى مزيدٍ من التصعيد، وأنّ النقابة تحاول عقد اجتماعٍ آخر مع المدرسة والسلطات المحلية للبحث عن حل للمشكلة. واضاف "نحاول أن نستبق الأمور ونعمل معهم.. نركّز على جعل الوضع أفضل بالنسبة للمعلمين وأولياء الأمور في المدرسة. فهذا هو مصدر قلقنا في الوقت الحالي."
يُشار إلى ان تقارير عن "مدرسة ستاربانك" ظهرت بعد رواج سلسلة من الانتقادات الأخيرة لسياسة الحكومة التي تنص على استثناء المدارس الابتدائية والثانوية المصنّفة "مرموقة" من عمليات التفتيش الروتينية التي تقوم بها "أوفستيد".
وكُشف في يونيو(حزيران) الماضي، عن أنّ مدرسة واحدة قد احتفظت بتصنيفها المتقدّم فقط من أصل ستّ مدارس مصنّفة "مرموقة" اخضعتها " اوفستيد" للتفتيش من جديد. ودعت أماندا سبيلمان، كبيرة المفتّشين في "أوفستيد" الحكومة إلى إلغاء هذه السياسة وسط مخاوف من أن تصبح صدقية التصنيف موضع تشكيك.
وكانت"مدرسة ستاربانك" قد صُنّفت "مرموقة" عام 2012 وحافظت على هذا التصنيف بعد رصدٍ وتفتيش أجريا عام 2018.
وافادت "أوفستيد" أنّها "على علمٍ بالتقارير المتعلقة بمدرسة ستاربانك وكانت على تواصل مع مجلس مدينة برمنغهام". واضافت أنّها ستستمر في مراقبة الوضع، ولكنها لم تفصح ما إذا كانت المدرسة ستخضع للتفتيش من جديد.
وحين طلبت صحيفة "اندبندنت" من المدرسة التعليق على شريط الفيديو المذكور سابقاً، ردّت بالإشارة إلى وجوب توجيه هذا الطلب إلى مجلس مدينة برمنغهام.
ومن جانبها، قالت جين فرانسيس، عضو مجلس المدينة للتعليم والمهارات والثقافة، "نشعر بخيبة أمل بالغة من التقارير الأخيرة الواردة عن العنف في مدرسة ستاربانك، لأن هذا لا يعكس تجربة طلابنا وطاقم عملنا.. فبينما شهدت المدرسة حوادث معزولة، فإن مثل هذه الحوادث نادرة للغاية ويجري التعامل معها بما ينسجم مع سياسات الحماية المتّبعة على مستوى المدينة، وتعكس سجلات المدرسة ذلك بالفعل. يُدار سلوك الطلاب في مدرسة ستاربانك بشكلٍ جيد وتبقى المدرسة آمنة للطلاب وطاقم العمل على حد سواء. إن كان لدى أولياء الأمور أية مخاوف بهذا الشأن، فإن ورش عمل للأولياء تلتئم حالياً لتسهيل مناقشة الأمر معهم ، أو سيُشجعون على التحدث إلى مديرة المدرسة مباشرةً."
© The Independent