أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مساء اليوم الأحد 23 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، ترأس وزير الخارجية فيصل بن فرحان وفد بلاده نحو القمة العربية المقرر عقدها في الجزائر مطلع الشهر المقبل، مؤكدا دعم الرياض الكامل للإسهام في إنجاحها، وذلك بعد تأجيلها مرات عدة منذ عام 2019 على رغم الأزمات التي عصفت بالمنطقة العربية.
وجاء في بيان، صدر مساء الأحد، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس)، "أن الملك سلمان بن عبدالعزيز أناب الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء برئاسة وفد البلاد للقمة العربية في الجزائر، إلا أن الفريق الطبي أوصى بتجنبه السفر بالطائرة لمسافات طويلة دون توقف لتجنب رضح الأذن الضغطي والتأثير في الأذن الوسطى، مما يتعذر معه القيام بزيارة الجزائر أخذاً في الاعتبار طول مدة الرحلة في الذهاب والعودة خلال مدة لا تتجاوز 24 ساعة"، فيما أعلن ولي العهد ترأس وزير الخارجية السعودي وفد بلاده في قمة الجزائر.
#الديوان_الملكي: خادم الحرمين الشريفين وجه بإنابة سمو #ولي_العهد برئاسة وفد المملكة للقمة العربية في الجزائر إلا أن الفريق الطبي في العيادات الملكية أوصى بتجنب سموه السفر بالطائرة لمسافات طويلة دون توقف، وقد وجه ـ حفظه الله ـ بإنابة سمو وزير الخارجية.https://t.co/BXiJtEIpes#واس pic.twitter.com/pYPpMpmedN
— واس الأخبار الملكية (@spagov) October 23, 2022
وقالت الرئاسة الجزائرية، في بيان نشر في ساعات متاخرة من أمس السبت، "إن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون تلقى مساء اليوم، مكالمة هاتفية من الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية رئيس مجلس الوزراء، أعرب له فيها عن أسفه لعدم حضوره اجتماع القمة العربية التي ستعقد في الفاتح نوفمبر (تشرين الثاني) في الجزائر".
وأشار البيان إلى أسف الرئاسة الجزائرية لتعذر حضور ولي العهد السعودي، مؤكداً أن "الرياض ستظل حاضرة معنا في كل الظروف"، حسب وكالة الأنباء الجزائرية.
وفي السياق ذاته، أكدت وكالة الأنباء السعودية "واس"، اليوم الأحد، إجراء ولي العهد اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الجزائري، لكنها لم تتطرق إلى علاقة القمة المرتقبة بموضوع المحادثة.
وذكرت الوكالة أنه "جرى خلال الاتصال استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وبحث فرص التعاون المشترك بين المملكة والجزائر في مختلف المجالات وسبل تطويرها".
ملفات شائكة
وعلى رغم سعي الحكومة الجزائرية إلى إنجاح القمة العربية التي ستعقد الأسبوع المقبل بعد انقطاع دام ثلاث سنوات، إلا أن عدداً من المراقبين يشككون في إحراز تقدم يذكر في أي من الملفات العربية الملحة، خصوصاً تلك التي تثير الانقسام بين العرب وكانت الجزائر طرفاً فيها، في مثل خلافها مع المغرب الممتد لعقود.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في غضون ذلك قال وزير الخارجية المصري سامح شكري لوكالة الأنباء الإماراتية اليوم "إن الأمن القومي العربي كل لا يتجزأ، والقمة العربية في الجزائر ستتيح أمام الزعماء العرب تعزيز التضامن والعمل العربي المشترك بخاصة في مواجهة التحديات الدولية".
إمكانية عودة دمشق
ويعد موضوع عودة سوريا الى جامعة الدول العربية من أكثر الملفات جدلا في الأشهر الماضية التي سبقت انعقاد القمة، لا سيما أن الرئيس الجزائري يعد من أكثر الداعمين لهذا التوجة، إذ أكد صراحة في أحاديث سابقة سعيه لعودة دمشق إلى الحضن العربي منذ توليه مقاليد الحكم في بلاده عام 2019، إذ أشار في تصريحات صحافية سابقة إلى أن دمشق تستحق العودة إلى جامعة الدول العربية، وقال في تصريحات صحافية إن أولويات القمة العربية المقبلة هي "لم الشمل بين الدول قدر المستطاع".
حضور ملك المغرب
ولا تتوقف التكهنات بعودة دمشق إلى حضنها العربي من خلال القمة العربية في الجزائر، بل ثمة جدل آخر عن إمكانية حضور ملك المغرب للقمة، لا سيما أن الجزائر التي أرسل رئيسها عبد المجيد تبون وزير عدل بلاده عبد الرشيد طبي مبعوثاً إلى الرباط في 27 سبتمبر (أيلول) الماضي، لدعوتها إلى القمة لم تعلن حتى الآن قرارها بشأن التمثيل في القمة.
ولم يضف البيان الصادر عن وزارة الخارجية المغربية في حينه تفاصيل أخرى، في ظل توتر العلاقات بين البلدين الجارين، والقطيعة الدبلوماسية منذ أن أعلنت عنها الجزائر في 24 أغسطس (آب) 2021 إغلاق مجالها الجوي بعد اتهامات وجهتها إلى المغرب بممارسة "الاستفزاز والممارسات العدوانية" بحسب "رويترز".