قال الرئيس اللبناني ميشال عون الذي أوشكت ولايته على الانتهاء، السبت 29 أكتوبر (تشرين الأول)، إن بلاده قد تنزلق إلى "فوضى دستورية" بسبب عدم القدرة على انتخاب رئيس جديد خلفاً له وفي ظل حكومة تصريف أعمال يتهمها بأنها غير كاملة الصلاحيات.
ومن المقرر أن يغادر عون القصر الرئاسي في بعبدا، الأحد، قبل يوم من انتهاء ولايته التي استمرت ست سنوات، لكن أربع جلسات انتخابية لم تسفر عن انتخاب رئيس في ظل انقسام البرلمان بصورة غير مسبوقة بعد انتخابات مايو (أيار)، إذ لم تتمكن الكتل السياسية من التوصل إلى توافق على مرشح لخلافة عون.
كرسي الرئيس شاغراً
وظل منصب الرئيس شاغراً مرات كثيرة في الماضي، لكن لبنان يجد نفسه الآن على حافة وضع غير مسبوق حيث الرئاسة شاغرة وحكومة تصريف الأعمال لا تملك سوى صلاحيات محدودة.
ولمح عون إلى أنه لا يزال يفكر في تحرك سياسي غير محدد في الساعات الأخيرة من ولايته لمعالجة الأزمة الدستورية، لكنه قال "لا يوجد قرار نهائي" في شأن ما يمكن أن تنطوي عليه هذه الخطوة.
وأضاف رداً على سؤال "نعم من المعقول أن تحصل فوضى دستورية. الفراغ لا يملأ الفراغ".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وترتبط رئاسة عون ارتباطاً وثيقاً في أذهان كثير من اللبنانيين بأسوأ أيام بلادهم منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990، في ظل وجود أزمة مالية بدأت عام 2019 وانفجار مرفأ بيروت الذي تسبب في سقوط قتلى عام 2020.
وتفيد أنباء بأن جبران باسيل صهر عون لديه طموحات لشغل منصب الرئيس. وكانت الولايات المتحدة قد أدرجت باسيل على قائمة العقوبات عام 2020 بتهمة الفساد، لكنه ينفي ذلك.
وقال عون السبت، إن العقوبات لن تمنع باسيل من الترشح للرئاسة. وأضاف "من المؤكد أن له الحق في الترشح".
وحول ما إذا كانت العقوبات ستقف حائلاً دون ترشح باسيل للرئاسة قال عون "نحن نمحوها بمجرد انتخابه".
وفي أسبوعه الأخير في المنصب وقع عون تفاهماً بوساطة أميركية لترسيم الحدود البحرية الجنوبية للبنان مع إسرائيل، مما يمثل اختراقاً دبلوماسياً من شأنه أن يسمح لكلا الجانبين باستخراج الغاز من المكامن البحرية.
وقال إن جماعة "حزب الله" القوية المدعومة من إيران، التي أرسلت طائرات مسيرة فوق إسرائيل وهددت بمهاجمة منصات الحفر البحرية مرات عدة، كانت "رادعاً" لمواصلة المفاوضات لصالح لبنان.
وأضاف أن "المبادرة التي اتخذها "حزب الله" لم تكن منسقة (مع الدولة) ولكنها كانت مفيدة". وقال عون "لم نكن لنقبل بعدم السماح لنا باستخراج النفط والغاز من مياهنا. في هذه الحال ما كنا لنسمح لإسرائيل باستخراج الغاز".
إقرار قانون السرية المصرفية
ووقع عون، السبت، مشروع قانون السرية المصرفية المعدل ليصبح قانوناً في خطوة نحو الإصلاحات التي وردت في حزمة مساعدات لصندوق النقد الدولي.
ومشروع القانون الذي وقعه الرئيس اللبناني هو المحاولة الثانية للبرلمان لتلبية متطلبات صندوق النقد الدولي للبنان للحصول على تمويل بقيمة ثلاثة مليارات دولار لتخفيف الانهيار الاقتصادي.