كشفت المملكة المتّحدة عن الدور الذي تؤديه أجهزة الاستخبارات البريطانية في حماية أوكرانيا من الهجمات الإلكترونية الروسية منذ بداية غزو موسكو جارتها في فبراير (شباط) 2022.
وكشف وزير الدولة الجديد [مختص بشؤون أوروبا وأميركا الشمالية] لدى وزارة الخارجية ليو دوكيرتي، عن تفاصيل متعلّقة ببرنامج دفاع سيبراني كان سرّياً للغاية في السابق. وأوضح دوكيرتي أن الضرر الذي ألحقه مخترقون روس بأوكرانيا، كاد أن يسبب ضرراً "بالغاً" لولا الدعم الذي قدّمه جواسيس المملكة المتحدة لكييف.
في حديث مع شبكة "بي بي سي" أضاف دوكيرتي، "واجه الأوكرانيون تهديداً روسياً وتحدياً في المجال السيبراني، لا يقل شراسةً عما شاهدناه بشكل يومي من صور رهيبة لاستهداف موسكو شبكة الطاقة الكهربائية في أوكرانيا، بقصف من صواريخ باليستية وبواسطة طائرات مسيّرة".
وكذلك كشف دوكيرتي لشبكة "سكاي نيوز" أن بريطانيا عملت على تحصين أنظمة الدفاع السيبراني الخاصة بها بسبب التهديد الروسي. وبيّن أن، "نحن أساساً على خط المواجهة، وندرك جسامة التهديد الروسي. بالتالي، عززنا استعداداتنا ودفاعاتنا الخاصة. ويسرنا اليوم أن نشارك خبرتنا العميقة في مجال الدفاع السيبراني، مع حلفائنا الأوكرانيين".
تجدر الإشارة إلى أن كلفة ما يسمى "برنامج أوكرانيا السيبراني" Ukraine Cyber Programme [وضعته المملكة المتحدة لحماية البنية التحتية الوطنية الحيوية في أوكرانيا والخدمات العامة الأساسية من الهجمات الإلكترونية] تبلغ 6 ملايين جنيه استرليني (6.9 مليون دولار أميركي). وقد أُطلِقَ البرنامج في 24 فبراير (شباط) 2022، أي اليوم نفسه الذي أمر فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته بعبور الحدود واجتياح أوكرانيا.
وقد أُعلِنَ عن ذلك البرنامج بعدما اعتبر مسؤولو "وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية" أن السرية التي أحيطت بها عملياتها في هذا المجال لم تعد ضرورية، في إشارة إلى أن موسكو سبق أن علمت بهذا المخطط.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويُعتقد أن السبب في غياب أي هجمات سيبرانية كبيرة على كييف، لا يعود إلى أن روسيا لم تحاول شنها، بل إلى نجاح المدافعين الإلكترونيين في أوكرانيا، إضافة إلى الدعم المقدم لهم من حكومات أجنبية وجهات معنية بها، في مقدمها بريطانيا.
وفي الحديث نفسه مع شبكة "سكاي نيوز"، أوضح وزير الدولة دوكيرتي أن "الأوكرانيين هم في مقدم القوى التي تتولى مهمة الدفاع عن وطنها. ومن جانبنا، قدمنا لهم بعض المواد والخبرات، لمساعدتهم على النهوض بذلك بكفاءة وفعالية".
وفي هذا الإطار، زودت بريطانيا أوكرانيا أيضاً بأجهزة وبرامج لتعزيز دفاعاتها السيبرانية، بما فيها جدران الحماية الإلكترونية، وذلك لتمكين المواطنين الأوكرانيين من الوصول إلى المعلومات والخدمات الحيوية. وعززت بريطانيا أيضاً قدرات محللي الإنترنت في المجال الجنائي بأوكرانيا على تحديد هوية القراصنة ومصادر تمويلهم.
في السياق نفسه، أكد وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي أن "دعم المملكة المتحدة لأوكرانيا لا يقتصر على المساعدات العسكرية. ونحن نسخّر حصيلة قدرتنا وخبراتنا المتطورة في تقديم الدعم اللازم لتعزيز الدفاعات السيبرانية لأوكرانيا".
وأضاف كليفرلي، "بالتآزر في ما بيننا، سنضمن هزيمة الكرملين في جميع المجالات، على الأرض والجو والفضاء الإلكتروني".
أخيراً أشارت ليندي كاميرون الرئيسة التنفيذية لـ"المركز الوطني للأمن السيبراني" National Cyber Security Centre [منظمة تابعة للحكومة البريطانية تقدم المشورة والدعم للقطاعين العام والخاص في طريقة تجنب التهديدات في مجال الأمن الإلكتروني] إلى أن "التهديد ما زال جدياً، لكن حزمة الدعم السيبراني التي لا تزال تقدمها المملكة المتحدة من شأنها أن تعزز بلا شك دفاعات أوكرانيا بشكل أكبر".
© The Independent