لا يزال فريق توتنهام الإنجليزي يمر بفترة إعادة بناء بعد ما يزيد قليلاً على عام منذ تولى الإيطالي أنطونيو كونتي الإدارة الفنية للنادي اللندني، خلفاً للبرتغالي نونو سانتو، على أمل إعادة "السبيرز" إلى المنافسة على الألقاب محلياً وقارياً، لكن الخسارة بنتيجة (2-1) على يد ليفربول، الأحد السابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، ضمن مباريات الجولة الـ14 في الدوري الإنجليزي الممتاز، تسببت في بعض من الشكوك حول مستقبل الشراكة بين كونتي وتوتنهام.
وعلى ما يبدو لم تكن هذه هي الطريقة التي أراد بها المدرب الإيطالي الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لتوليه منصبه في إستاد وايت هارت لين، إذ تراجع الفريق للمركز الرابع في ترتيب المسابقة.
وأعرب كونتي عن شعوره بخيبة أمل من صيحات الاستهجان التي أطلقتها الجماهير على فريقه في الشوط الأول من المباراة، وقال للصحافيين "أولاً وقبل كل شيء أعتقد أنه يتعين علينا إظهار احترام كبير طوال الوقت لمشجعينا، إنها جماهيرنا ويشترون تذاكر المباريات".
"في الوقت نفسه، إذا سألتني عما إذا كنت محبطاً بعض الشيء بشأن صيحات الاستهجان، نعم لأنه من المهم في كل لحظة أن نكون صادقين، وأعتقد أنني دائماً ما أواصل التكرار، إننا بدأنا للتو عملية".
"أعتقد أنه بعد عام، حققنا كثيراً من التطوير، إذا أعتقد شخص ما بعد عام واحد فقط أننا مستعدون للفوز، أقول إن الأمر سيكون صعباً حقاً".
وأضاف المدرب الإيطالي، "ليفربول مثال جيد حقاً على أنك بحاجة إلى الوقت والصبر، إذا كان لدينا هذا فالجميع بخير، إذا لم يكن الأمر كذلك، فيمكننا أن نفقد شغفنا وحماسنا".
وكان مشجعو توتنهام ساخطين في بعض الأحيان هذا الموسم بسبب الافتقار الملحوظ للأداء المميز على أرض الملعب، وما يسمى بخطط كونتي المحافظة.
لكن الفريق تأهل إلى دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا ووضعه جيد في الدوري الممتاز.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال كونتي إن فريقه ما زال بعيداً من المنافسة على الألقاب، ومع غياب سون هيونغ مين وريتشارلسون للإصابة كان الفريق في وضع صعب.
وأردف مدرب تشيلسي السابق، "عندما يغيب هؤلاء اللاعبون عن توتنهام فإن الأمر لا يشبه ما يحدث بالأندية الأخرى، لا يستطيع توتنهام تحمل خسارة كل هؤلاء اللاعبين المهمين في وقت واحد، نحن ندير الوضع بأفضل طريقة ممكنة".
"لدي خبرة كافية لأتمكن من القول إننا بعيدين عن الفرق الأخرى التي اعتادت على الفوز".
وشهدت الأيام الأخيرة من شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، عودة اسم كونتي للارتباط بنادي يوفنتوس الإيطالي في ظل سوء أداء ونتائج فريق السيدة العجوز تحت قيادة المدرب ماسيمليانو أليغري.
وأشار عدد من تقارير الصحف ووسائل الإعلام الإيطالية إلى أن إدارة يوفنتوس سعت لإقناع كونتي بعودة ثانية لنادي مدينة تورينو الذي تولى تدريبه سابقاً، محققاً هيمنة تامة على الكرة الإيطالية ووصل إلى مراحل متقدمة في المنافسات الأوروبية.
وبينما سعى كونتي للتقليل من أهمية الأحاديث حول رحيله عن توتنهام، وقوله إنه راض تماماً عن وظيفته في نادي شمال لندن ومستعد للبقاء فترة طويلة إذا استمر النادي في التقدم ودعمه مالياً ومعنوياً، أكدت تقارير صحافية إيطالية أنه منفتح على العودة ليوفنتوس ستاديوم، نظراً إلى رفضه تمديد عقده في توتنهام إلى ما بعد الصيف المقبل.
وبالفعل تلقى كونتي دعماً هائلاً من إدارة توتنهام برئاسة دانييل ليفي، إذ أنفق 170 مليون يورو خلال فترة الانتقالات الصيفية المنقضية لضم جميع اللاعبين الذين طلبهم كونتي لسد ثغرات فريقه.
وانعكست تدعيمات الفريق على المستوى في أرض الملعب هذا الموسم، لكنه لم يصل بعد إلى المستوى المأمول من الجماهير، بخاصة أن الغريم أرسنال يتصدر ترتيب الدوري وبأداء مميز وتشكيلة شابة يقودها الإسباني ميكيل أرتيتا.