سجل ارتفاع درجات الحرارة رقماً غير مسبوق على الإطلاق في ولاية ألاسكا الأميركية، على الرغم من أن الجزء الأعظم من البلاد يقع في الدائرة القطبية الشمالية.
بلغت درجات الحرارة ذروتها عند 32.22 درجة مئوية، أي ما يعادل 90 درجة فهرنهايت، في 4 يوليو (تموز) في مطار في أنكوراج، أكبر مدن الولاية.
قال بوب كلاي، خبير الأرصاد الجوية في الخدمة الوطنية للطقس، إن متوسط درجة الحرارة المرتفعة في أنكوراج خلال يوم الاستقلال الأميركي هو 23.89 درجة مئوية، أي 75 درجة فهرنهايت.
وسجلت أرقام قياسية في مناطق أخرى في أنحاء جنوب ألاسكا وذلك بعد خمسة أسابيع شهدت درجات حرارة تفوق المتوسط.
قال شون كينغ، المقيم في أنكوراج منذ الصغر، إنه لم يشهد قط طقساً بمثل هذه السخونة.
اغتنم الشاب البالغ من العمر 31 عاماً الفرصة لأخذ ابنته تيسا لاصطياد السمك لأول مرة على ضفة بحيرة جويل ليك، وأصرت الفتاة ابنة الأعوام الأربعة على الذهاب حافية القدمين قائلة "إن الطقس حار للغاية لارتداء الأحذية".
أما السياح فقد تفاجأوا على حين غرة بالطقس القائظ بعدما قيل لهم أن يتوقعوا درجات حرارة أكثر برودة. وذكرت جودي زيكمند، التي وصلت إلى أنكوراج في رحلة بحرية "لم نجلب ثياباً مناسبة لهذا الطقس".
وفي السياق نفسه، شهدت ثلاثة مواقع أخرى في ألاسكا هي كيناي وبالمر وكينغ درجات حرارة غير مسبوقة على الإطلاق.
غير أن درجة الحر القياسية في ألاسكا كلها سجلت قبل نحو قرن من الزمن في منطقة فورت يوكن في شمال شرق الولاية هذه، وبلغت حينها 37.8 درجة مئوية، أو ما يعادل 100 درجة فهرنهايت.
يقول خبراء الأرصاد الجوية إن "القبة الحرارية" فوق الولاية هي المسؤولة عن أحدث موجة حر، وستستمر طوال أيام بينما تتحرك المنظومة شمالاً.
وذكر ريك ثومان، متخصص في المناخ في جامعة ألاسكا، أن وتيرة هذه الظواهر الجوية الاستثنائية والحارة ستزداد وذلك بسبب فقدان الجليد البحري والاحترار في المحيط المتجمد الشمالي. قائلاً " هذه الأنواع من الظواهر الجوية الشديدة تصبح أكثر رجحاناً في عالم يزداد احتراراً ... درجات حرارة الجو أعلى من المعتاد في كل أنحاء ألاسكا والمناطق المحيطة بها. في خليج ألاسكا بأكمله، في بحر بيرينغ، في بحر تشوكشي جنوب البرزخ الجليدي، والمياه الدافئة بشكل استثنائي، وهي الأكثر حرارة في تاريخها، وبالطبع انحسار نطاق الجليد البحري بشكل غير مسبوق في هذا الوقت من السنة قبالة السواحل الشمالية والشمالية الغربية للولاية".
© The Independent