فوجئ المستهلكون البريطانيون خلال زيارتهم متاجر بغية شراء البيض، برؤية الرفوف فارغة، وطُلب منهم التقنين في الكمية التي يشترونها من تلك السلعة لأن أزمةً في إمداداتها تطاول المملكة المتحدة برمتها.
وتبرز أسماء محلات سوبرماركت كبرى كـ"تيسكو" و"سينزبيريز" من بين المتاجر التي توجه إليها العملاء ولم يكن البيض متوافراً لديها، بينما عمد أحد فروع متاجر "ليدل" إلى إخطار المتسوقين بأنه لا يمكنهم شراء سوى ثلاثة علب في كل مرة. كذلك تردد أيضاً أن سلسلة حانات "ويذرسبونز"، باتت تقدم وجبات إفطار إنجليزية كاملة من دون بيض، لأنها تواجه مشكلات في الإمدادات.
وفي هذا الإطار، ذكرت الهيئة التجارية المسؤولة عن القطاع إنها وجهت تحذيراً قبل أشهر من احتمال حدوث هذه الأزمة، ما لم يتم دفع "أسعار عادلة" للمنتجين.
بالإضافة إلى ذلك، أضافت "الجمعية البريطانية لمنتجي بيض النطاق الحر" British Free Range Egg Producers Association أن تفشي إنفلونزا الطيور زاد من الطين بلة، إذ أدى إلى عزل مجموعات كبيرة من الدجاجات المفرخة، مع الاضطرار إلى التخلص منها.
وقد دفع هذا النقص بمتسوقين إلى نشر صور للرفوف الفارغة أو اللافتات المنبهة إلى وجود مشكلات إمداد تؤثر في مخزون البيض في المتاجر، فيما أرفق أحد عملاء "سينزبيريز" تغريدته على "تويتر" بصورة للافتة تتضمن اعتذاراً عن "التسبب بأي إزعاج" ناجم عن عدم توافر البيض في المتجر.
وكذلك شارك شخص آخر صورة رفوف خالية في أحد متاجر سلسلة "تيسكو". ومن بين أكثر المنشورات المتداولة شيوعاً تلك التي جاء فيها، "لقد لاحظنا تكرار هذا المشهد كثيراً في الفترة الأخيرة". وغرد زبائن متاجر "آلدي" أيضاً عن عدم تمكنهم من العثور على أي بيض في فروعها.
في غضون ذلك، عمد الرئيس التنفيذي لشركة "غروسيري إنسايت" Grocery Insight الاستشارية، إلى نشر صورة على "تويتر"، تظهر فيها لافتة في أحد متاجر "ليدل" تنصح الزبائن باعتماد التقنين، وحصر مشترياتهم بثلاث علب من البيض لدى كل عملية شراء.
وكذلك ذكرت صحيفة "ذا صَن" أن سلسلة حانات "ويذرسبونز" تستبدل البيض بمواد أخرى في وجبات الفطور الإنجليزي الكامل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في ذلك الصدد، ذكرت "الجمعية البريطانية لمنتجي بيض النطاق الحر" بأنها "سبق أن حذرنا قبل نحو 10 أشهر من أن المنتجين سيعلقون إنتاجهم من البيض أو يوقفونه موقتاً إذا لم تدفع أسعار عادلة لمنتجاتهم، وأن تبعات ذلك ستؤدي إلى حدوث نقص في إمدادات الدجاج والبيض".
وفي وقت سابق من هذه السنة، طلبت هذه الهيئة التجارية من المتاجر الكبرى رفع الأسعار محذرةً من احتمال حدوث ابتعاد جماعي للمزارعين [عن إنتاج البيض والدجاج]، بالتالي ظهور مثل تلك الرفوف الفارغة، ما لم يُقَدم مزيد من الدعم لهم.
وأضافت الهيئة، "إن كثيرين من أعضائنا يخسرون المال مع كل بيضة توضع [على رفوف المتاجر]. وتظهر بياناتنا أنه حتى أولئك الذين يحققون ربحاً ضئيلاً لا يرون مستقبلاً واعداً طويل الأمد. وقد أظهر استطلاع أجريناه هذا الأسبوع شمل 163 منتجاً لبيض المراعي الحرة، أن 33 في المئة منهم إما قد قلصوا أعداد طيورهم أو توقفوا عن الإنتاج موقتاً أو تخلوا عن الصناعة ككل".
وكذلك نبهت تلك الهيئة إلى أن "عدداً أقل من الدجاج يعني إنتاجاً أقل من البيض. فقد سبق أن حذرنا في مارس (آذار) من احتمال حدوث نقص في البيض مع حلول فترة عيد الميلاد. ومن البديهي أن تتزايد الضغوط على سلسلة إمدادات البيض في هذا الوقت من السنة، مع استعداد الشركات والأفراد لعيد الميلاد، ما قد يؤدي إلى تفاقم الوضع. وإضافةً إلى ذلك، جاءت مشكلة تفشي إنفلونزا الطيور كي تفرض التخلص من [أعداد من] الدجاجات المفرخة".
أندرو أوبي مدير الغذاء والاستدامة في "اتحاد التجزئة البريطاني" British Retail Consortium أشار إلى أنه "على رغم التعطيل الذي شهدته بعض إمدادات البيض نتيجة تفشي إنفلونزا الطيور، فإن تجار التجزئة يمتازون بخبرة كبيرة في إدارة سلاسل التوريد، ويبذلون جهوداً كبيرةً للحد من أي آثار سلبية على العملاء نتيجة لذلك".
تجدر الإشارة أخيراً إلى أن "اندبندنت" طرحت أسئلة على متاجر "ليدل"، فأحالتها إلى "اتحاد التجزئة البريطاني". وجرى الاتصال أيضاً بمحلات السوبرماركت الأخرى المذكورة وبسلسلة حانات "ويذرسبونز" للتعليق على الموضوع.
نشر في "اندبندنت" بتاريخ 15 نوفمبر 2022
© The Independent