قال الخبراء إن الأشخاص المصابين باضطراب ثنائي القطب ينتظرون لفترات طويلة حتى يتم تشخصيهم وهذا يعرضهم للخضوع للعلاج الخاطئ.
كما تؤدي حالة الصحة العقلية التي تؤثر في الكاتب والمذيع ستيفن فراي والممثلة كاثرين زيتا-جونز إلى تغيرات مزاجية شديدة التي ربما تتجاوز تجارب كثير من الناس في الشعور بالسعادة أو الإحباط.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من مليون شخص يعانون اضطراب ثنائي القطب في المملكة المتحدة، لكن يقضي معظمهم سنوات في التشخيص الخاطئ أو من دون تشخيص على الإطلاق. وكثر منهم يشخصون بالاكتئاب ويقضون سنواتهم في تناول مضادات الاكتئاب، بينما العلاجات الرئيسة مثل ليثيوم ولاموتريجين قليلة الاستخدام.
وفي تقرير جديد، قالت لجنة "ثنائي القطب" Bipolar Commission إن الشباب أكثر عرضة للإصابة باضطراب ثنائي القطب بضعفين مقارنة بالآخرين، مع ظهور أعراض الاضطراب عموماً بين عمر 15 و25 سنة بحيث يتم تشخيص كثر منهم بالاكتئاب أو قلق سن المراهقة "متجاهلين تماماً" تشخيص مرض ثنائي القطب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن بين الأسباب الأخرى للتأخير في التشخيص بحسب التقرير، قد تكون النقص في كادر الأطباء النفسيين وعدم سؤال المرضى عن فترات سابقة من نوبات الهوس الخفيف (حال مزاجية تتميز باستمرار الابتهاج وإزالة التثبيط) وتجنب المرضى تشخيص اضطراب ثنائي القطب بسبب وصمة العار.
وقال التقرير الذي يجمع خبراء وأكاديميين آخرين في هذا المجال، إن الناس وبشكل عام يواجهون تأخيرات "خطرة" في التشخيص بمتوسط انتظار تسعة أعوام ونصف.
وفي الوقت ذاته، يقول واحد أو اثنان من كل ثلاثة أشخاص مصابين بالاضطراب إنهم حاولوا الانتحار بسبب هذا التأخير، في حين أن الأشخاص الذين لم يتم تشخيصهم بدقة من المرجح أن ينتهي بهم المطاف إلى زيارات متكررة للمستشفى.
وتشير الأرقام في الدراسة إلى أن 56 في المئة من المصابين باضطراب ثنائي القطب لم يشخصوا، بينما 60 في المئة لا يتلقون علاجاً أو دعماً محدداً للاضطراب.
ووفقاً للتقرير، فإن الطريقة الحالية للعلاج - بحيث لديهم وصول إلى الطبيب العام ولكن يحالون إلى طبيب نفسي فقط إذا تأزم الأمر – غير عملية.
ومن جانبه، أكد البروفيسور جاي غودوين، الأستاذ الفخري للطب النفسي في جامعة أكسفورد والرئيس المشارك في لجنة "ثنائي القطب"، في إيجاز "استنتاجنا هو أن الرعاية العرضية التي يتلقاها المرضى لا فائدة منها. فخدمات الطب النفسي تشخص المرضى فقط عندما يتفاقم الأمر، ولكن بمجرد تعافيهم، تتم إحالتهم إلى الطبيب العام، وهذا النموذج من الرعاية الذي نقول إن لا فائدة منه".
وأضاف أن "هناك نقصاً كبيراً في وصف بعض العلاجات التي نود أن نرى استخدامها أكثر مما هو عليه الآن، وهذا يشمل العلاج القياسي الذهبي ألا وهو الليثيوم، إذ إن هناك أدلة تشير إلى أن استخدامه يعود بالفائدة على مريض ثنائي القطب".
ووفقاً للدراسة، فإن اضطراب ثنائي القطب يكلف الاقتصاد البريطاني حوالى 20 مليار جنيه استرليني (23.8 مليار دولار) سنوياً ويمثل 17 في المئة من إجمالي عبء المرضى النفسيين، بينما يمثل الاكتئاب 23 في المئة.
وشمل التقرير أكثر من 100 مقابلة مباشرة وأكثر من 700 إجابة استقصائية من أشخاص يعانون اضطراب ثنائي القطب.
وتشير الدراسة أيضاً إلى أن الإصابة باضطراب ثنائي القطب تزيد من خطر الانتحار 20 مرة وأن خمسة في المئة من حالات الانتحار حدثت من قبل اشخاص مصابين بالاضطراب. وبلغت الانتكاسات معدلات مرتفعة، بحيث أشار التقرير إلى أن 98 في المئة من المرضى الذين شملهم الاستطلاع انتكسوا مرة واحدة في الأقل وتم نقل 52 في المئة إلى المستشفى.
وعلى رغم الانتكاسات، قال ثلث الذين شملهم الاستطلاع إنهم لم يتلقوا أي علاجات نفسية ولم يتلقوا أيضاً الدعم للحد من الانتكاسات.
كما وجد أن لاضطراب ثنائي القطب تأثيراً في السمنة، إذ بين 44 في المئة ممن شملهم الاستطلاع ويعانون اضطراب ثنائي القطب يعانون أيضاً السمنة بالمعايير الصحية، وهي نسبة أعلى بكثير من المتوسط الوطني.
وأكد الخبراء أنه من أجل تقليل الفترة الزمنية للتشخيص، يجب أن يكون الفحص الخاص بـاضطراب ثنائي القطب متوافراً ضمن الرعاية الأولية والثانوية لدى "هيئة الخدمات الصحية الوطنية"، إضافة إلى وجود تدريب متخصص في اكتشاف الحالة.
وأضاف الخبراء "مرضى اضطراب ثنائي القطب لا يطالبون إلا بشيء بسيط للغاية - طبيب يعرفهم وخبير في اضطراب ثنائي القطب وسيواصل العمل معهم لسنوات لإدارة الحالة بشكل جيد".
ومن الممكن أن يعتبر عدم الحصول على قسط كاف من النوم محفزاً لاضطراب ثنائي القطب، على رغم أنه يعتقد بأن الحالة تعود للوراثة. ومن الممكن أيضاً أن تتفاقم الحالة بسبب بعض التجارب التي تعود لسوء المعاملة أو الإهمال في مرحلة الطفولة.
© The Independent