قرر لاعبو منتخب إيران عدم ترديد النشيد الوطني قبل مباراتهم الافتتاحية في كأس العالم لكرة القدم أمام إنجلترا، اليوم الإثنين، في إشارة دعم واضحة للاحتجاجات في بلادهم.
وصمت كل عناصر التشكيلة الأساسية لإيران المكونة من 11 لاعبا أثناء عزف النشيد الوطني في استاد خليفة الدولي.
وقبل أربعة أيام من المباراة، كان قائد المنتخب علي رضا جهانبخش قد أشار إلى أنه تتم مناقشة مسألة أداء النشيد الوطني من عدمه وأن القرار سيُتّخذ جماعياً.
وسبق للمدرب البرتغالي لإيران كارلوس كيروش أن قال الثلاثاء إن للاعبيه "الحق في التعبير" عن آرائهم لكن مع احترام "روح اللعبة وقوانين فيفا... وفقاً لهذه المبادئ والقيم، لكل شخص الحق في التعبير عن نفسه".
وحجب التلفزيون الإيراني صور اللاعبين خلال البث الحي لعزف النشيد الوطني قبل المباراة.
وفقدت التشكيلة تعاطف الجماهير في البلاد حيث اتهمهم كثيرون بالانحياز إلى حملة الدولة العنيفة ضد المتظاهرين، بمن فيهم النساء والأطفال، الذين يسعون إلى سقوط الجمهورية الإسلامية.
وكان المنتخب الوطني لكرة القدم، وهو مصدر فخر لإيران، في دائرة الضوء خلال الاستعداد للبطولة مع الترقب حول ما إذا كان اللاعبون سيستخدمون الحدث العالمي كمنصة لإظهار التضامن مع المحتجين.
وافتتحت قطر كأس العالم لكرة القدم بشعار "لقاء البشرية" داخل "إستاد البيت" المستوحى تصميمه من الخيمة البدوية اليوم الأحد. فيما تشهد طهران تواصلا للاحتجاجات التي بدأت بسبب مقتل مهسا أميني بعد توقيفها في 16 سبتمبر (أيلول)، وتزامناً مع ذكرى مرور ثلاث سنوات على حراك شعبي واسع عام 2019 احتجاجاً على ارتفاع أسعار الوقود حينها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبدأت الاضطرابات بسبب الغضب من التطبيق العنيف لقانون الحجاب الإلزامي، لكنها تطورت إلى حركة واسعة ضد النظام الذي يحكم إيران منذ الثورة في عام 1979.
وخلفت الاحتجاجات الراهنة ما لا يقل عن 378 قتيل بينهم 47 طفلاً في حملة قمع التظاهرات، وفق حصيلة جديدة نشرتها أمس منظمة "إيران هيومن رايتس" ومقرها أوسلو. وأشارت المنظمة إلى أن هؤلاء القتلى سقطوا في 25 محافظة من أصل 31، من بينهم 123 في سيستان بلوشستان، فضلا عن الاعتقالات التعسفية بحق المواطنين والأجانب على السواء، كما أصدرت "المحكمة الثورية" في طهران حكم الإعدام السادس منذ 16 سبتمبر على خلفية المشاركة في التظاهرات التي تشهدها البلاد.
