يعيد القضاء في المملكة المتحدة الاثنين، 21 نوفمبر (تشرين الثاني)، النظر في قضية امرأة تم إسقاط جنسيتها البريطانية بعد أن انضمت إلى تنظيم "داعش" في سوريا، بينما أشار محاموها إلى أنها كانت "ضحية تهريب بشر".
تعد شميمة بيغوم من بين مئات الأوروبيين الذين شكل مصيرهم مسألة شائكة بالنسبة لحكوماتهم بعد انهيار "دولة الخلافة" عام 2019 التي أسسها تنظيم "داعش".
غادرت بيغوم عندما كانت تبلغ من العمر (15 سنة) منزلها الواقع في شرق لندن عام 2015 برفقة صديقتين من مدرستها متوجهة إلى سوريا، حيث تزوجت مقاتلاً في التنظيم وأنجبت ثلاثة أطفال لم يبق أي منهم على قيد الحياة.
ولاحقاً "عثر" عليها صحافيون بريطانيون عندما كانت حاملاً في مخيم بسوريا في فبراير (شباط) 2019، وأثار عدم إظهارها أي ندم خلال أولى المقابلات التي أجريت معها غضباً واسعاً.
باتت تعرف بـ"عروس تنظيم داعش" وجردتها المملكة المتحدة من جنسيتها البريطانية، فباتت عديمة الجنسية وعلقت بمخيم روج الذي يديره الأكراد في سوريا.
وتعقب جلسة الاثنين التي تعقدها محكمة تعرف باسم "لجنة الإجراءات الخاصة المكلفة النظر في شكاوى الاستئناف المتعلقة بالهجرة" قراراً للمحكمة العليا العام الماضي برفض منحها إذناً بالعودة إلى المملكة المتحدة من أجل متابعة القضية المرتبطة بجنسيتها أمام وزارة الداخلية.
ضحية تهريب
قال تسنيم أكونجي، محامي عائلة بيغوم، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن جلسة الاستماع ستركز على مسألة إن كانت "تعد ضحية تهريب، تحديداً إن كان وزير الداخلية آنذاك ساجد جاويد التفت إلى هذه القضايا عندما اتخذ قرار تجريدها من الجنسية".
وأشار كتاب نشره في وقت سابق هذا العام الصحافي ريتشارد كرباج إلى أن سورياً كان يسرب معلومات لأجهزة الأمن الكندية هو من نقل بيغوم، التي باتت تبلغ اليوم (23 سنة)، إلى سوريا مع صديقتيها.
ويشتبه بأن محمد الراشد كان مسؤولاً عن الجانب التركي من شبكة تهريب البشر الواسعة التي أقامها التنظيم، وقال أكونجي "بات مسلماً به إلى حد بعيد الآن بأنها وصديقتيها نقلتا عبر الحدود بواسطة عميل لقوات الأمن الكندية"، وأضاف أن "ذلك يثبت بشكل كبير تعريف التهريب بحد ذاته".
وعلى رغم التصريحات التي أدلت بها في البداية، أعربت بيغوم لاحقاً عن ندمها على ما قامت به وعن تعاطفها مع ضحايا تنظيم "داعش".
وفي وثائقي صدر العام الماضي، قالت إنها سرعان ما اكتشفت لدى وصولها إلى سوريا بأن التنظيم "يحبس الناس" لزيادة أعداد الأشخاص ضمن "الخلافة" و"ليبدو في وضع جيد خلال التسجيلات المصورة" الدعائية التي يبثها.
900 بريطاني
ويقدر بأن نحو 900 شخص سافروا من بريطانيا إلى سوريا والعراق للانضمام إلى التنظيم المتطرف، ويعتقد أن نحو 150 من هؤلاء جردوا من جنسيتهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأفادت مجموعة "ريبريف" Reprieve الحقوقية بأن ما بين 20 إلى 25 عائلة بريطانية، بما في ذلك 36 طفلاً، ما زالوا داخل مخيمات بشمال شرقي سوريا الخاضع لسيطرة الأكراد، حيث يحتجز أشخاص يشتبه بأنهم أقارب مقاتلي تنظيم "داعش".
وتواجه دول أوروبية أخرى معضلة بشأن كيفية التعامل مع عودة مواطنيها، وحاولت بعضها مثل ألمانيا وبلجيكا تنفيذ عمليات إعادة دورية لمواطنيها.
برلين تسوي كل القضايا
والشهر الماضي، أعلنت برلين بأنها سوت "كل القضايا المعروفة تقريباً" عن عائلات ألمانية في مخيمات احتجاز المتشددين بسوريا، مشيرة إلى أنها أعادت 76 قاصراً و26 امرأة.
وذكر مكتب الادعاء الفيدرالي البلجيكي بأن "بضع نساء وأطفال" كانوا لا يزالون في منتصف 2022 بالمخيمات السورية.
لكن في ظل رأي عام معاد، تنفذ فرنسا عمليات إعادة مواطنيها بناءً على كل حالة على حدة وإن سرعت الوتيرة خلال الأشهر الأخيرة بعد انتقادات من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
ومنذ يوليو (تموز)، استعادت باريس 31 امرأة و75 طفلاً في عمليتين، ويعتقد أن نحو 175 طفلاً وامرأة فرنسيين ما زالوا في المخيمات.
تحضير عبر الإنترنت
وقالت مديرة "ريبريف" مايا فوا إن بيغوم "تم تحضيرها عبر الإنترنت وهي طفلة ونقلها جاسوس يعمل لحساب الاستخبارات الكندية إلى سوريا".
وأضافت أن "معظم البريطانيات في شمال شرقي سوريا تم إعدادهن أو إجبارهن أو خداعهن من قبل تنظيم داعش الذي عمل كعصابة تهريب متطورة".
وأكدت أن العديد منهن كن بأعمار صغيرة حينها و"تم احتجازهن عنوة واستغلالهن جنسياً ومن نواح أخرى".
وفي تصريحات أدلى بها قبل جلسة المحكمة، قال وزير الهجرة البريطاني روبرت جينريك لشبكة "سكاي نيوز" إنه "مبدأ أساسي، عندما يقوم الناس بأمور تقوض مصلحة المملكة المتحدة إلى هذا الحد، يصبح لدى وزير الداخلية سلطة سحب جوازات سفرهم".